قائمة الموقع

ضابط استخبارات (إسرائيلي): ما يحدث في غزة مثل لعبة الشطرنج

2020-07-24T21:46:00+03:00
صورة "أرشيفية"
ترجمة: رامي أبو زبيدة

قال ضابط (إسرائيلي)؛ بعد كل جولة تصعيد يتعلم الجانبان وينموان نحن نحاول دائمًا التأكد من أن معرفتنا أفضل وأن لدينا التكنولوجيا المناسبة لمواكبة الجانب الآخر، ما يحدث مثل لعبة الشطرنج، يحاول كلا الجانبين أن يتقدم خطوة على الآخر.

ويقيم المقدم "ر" الذي شغل منصب رئيس مركز قيادة إطلاق النار في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال في حوار مطول لصحيفة جيروزاليم بوست، الوضع في قطاع غزة بعد عامين من التركيز عليها بالهش، ر. (الذي لا يمكن نشر اسمه بالكامل) بدأ منصبه قبل أيام فقط من جولة التصعيد مع حـ.ماس في سبتمبر 2018، ويتجهز الان للانتقال إلى منصبه التالي كضابط استخبارات في الضفة الغربية.

وشهد العامان الماضيان أخطر ذروة للتصعيد بين (إسرائيل) والمقـاومة في قطاع غزة منذ حرب 2014، حيث تم إطلاق 1،295 صاروخًا في عام 2019 - تم إطلاق معظمها (93٪) خلال 12 جولة من المواجهات العنيفة بين (إسرائيل) و المقـ.ــــاومة في القطاع.

وخلال جولات التصعيد، قُتل ثمانية "إسرائيليين" بنيران الصواريخ وصاروخ كورنت المضاد للدبابات، وهو أعلى عدد من الضحايا منذ ست سنوات منذ آخر عملية عسكرية "إسرائيلية" في القطاع الساحلي الذي تديره حـماس.

وكشف النقاب أنه "منذ تعيين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في يناير من العام الماضي، تم القيام بعمل "مهم" من أجل جمع المعلومات الاستخبارية حول الأهداف وإغلاق الدائرة حول المـقاومـين بطريقة أكثر كفاءة وأسرع.

وتهدف خطة الزخم المتعدد السنوات للجيش "الإسرائيلي"، والذي تم إطلاقها من قبل كوخافي، إلى جعل الجيش أكثر فتكًا من حيث النطاق والدقة وتحسين القدرات القتالية للجيش الإسرائيلي ضد "العدو المختفي" في ساحة المعركة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "على مدار العامين الماضيين، كان المقدم "ر" في حالة تأهب دائم تقريبًا، حيث ساعد في جمع أهداف للقوات الجوية لضربها خلال أيام معقدة من القتال، وخلال جولات التصعيد العديدة على مدار العامين الماضيين التي شارك فيها، أطلقت مئات الصواريخ باتجاه جنوب (إسرائيل). لكن جولة واحدة، بعد أن استهدفت إسرائيل بهاء أبو العطا، قائد الجهاد الإسلامي في غزة، كانت مختلفة.

وأضاف: "بعد إطلاق عملية الحزام الأسود، وقتل أبو عطا، الرجل الذي اتهم بزعزعة الاستقرار في قطاع غزة، وتوجيه ضربة قوية للجهاد المدعومة من إيران. في غضون ذلك، تمكنت حركة الجـهاد الإسـلامي في فلسطين من إغلاق نصف الدولة لساعات بعد إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب وقرابة 400 صاروخ تجاه الجبهة الداخلية لـ(إسرائيل) على مدار 50 ساعة".

وقال للصحيفة إنه "في عملية الحزام الأسود تم ضرب عشرات الأهداف، وبذلت القوات الجوية الإسرائيلية جهودًا كبيرة لضرب فرق إطلاق الصواريخ بعد فترة وجيزة من إطلاقها صواريخ تجاه (إسرائيل)، لقد كان تغييرًا في التكتيكات من قبل الجيش، الذي كان يركز في الماضي ضرباته على البنية التحتية بدلاً من المقاتلين".

وأوضحت أن المقدم "ر" المسؤولاً عن تقديم مجموعة واسعة من الأهداف للسماح للجيش بالمضي قدمًا في العملية. وقال "نحن نقدم الأهداف التي هي الأكثر أهمية بالنسبة للعدو، بحيث إذا تم تدميرها فإنهم يدركون أن استمرار القتال لا يستحق ذلك، وسيتوقف القتال".

وأضاف: "لكن التغيير في التكتيكات أدى إلى ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين، حيث قالت (إسرائيل) إن 25 (إرهابيا) قتلوا، وقال مسؤولو حقوق الإنسان إن 18 عضوا من الفصائل الفلسطينية قتلوا وقتل 16 مدنيا آخرين. وبعد نهاية الحزام الأسود، ساد هدوء متوتر، حيث ادعى كلا الجانبين الفوز في الجولة الأخيرة من التصعيد.

ولكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تم إطلاق المزيد من الصواريخ من القطاع الذي تديره حماس، رداً على ذلك، ردت (إسرائيل)، وعادت مرة أخرى إلى أهدافها المعتادة في المواقع أو حقول أو نقاط المراقبة لحـماس، قد يبدو ضرب مثل هذه الأهداف مضيعة للذخيرة وقذائف مكلفة.

لكن المقدم "ر"، يقول "في بعض الأحيان قد تبدو وكأنها ثكنة عسكرية، أو حقل فارغ، ولكن ما ورائها أو تحتها. ليس كل ثكنة عسكرية هي ثكنة عسكرية".

وقال بعد عامين من دخول هذا المنصب، "هناك الكثير من الأشخاص في الاستخبارات العسكرية يتعاملون مع الأهداف، والتعاون مع الأقسام المختلفة أكثر دقة وعمقًا. نحن لسنا في نفس الوضع عندما بدأت".

وفي الأسبوع القادم اللفتنانت كولونيل، سينتقل "ر"، إلى الضفة حيث يأمل ألا يضطر لاستخدام خبرته السابقة إذا تم ضم الضفة الغربية وغور الأردن.

وقال: "سأذهب إلى ساحة مختلفة تمامًا، وسآخذ تجربتي معي بالطبع، والتي ستجلب منظورًا آخر وفهمًا أفضل للمجال".

وأضاف "سيتعين علينا التعامل مع [الضم]، وإذا توقف التنسيق الامني - وآمل ألا يتوقف، لأنه جيد لكلا الجانبين - سنعرف كيفية التعامل معه. مع ذلك، آمل ألا أضطر لنقل تجربتي في قطاع غزة إلى الضفة الغربية".

ومع تلاشي الحديث عن الضم بسبب استمرار تفشي جائحة الفيروس التاجي كورونا، من المرجح أن يحل بديل عن المقدم "ر" بنفس القدر من العمل الذي قام به، حيث لم يهدأ مستوى الضغط في قطاع غزة، حتى مع انتشار جائحة كورونا.

"الجانب الآخر في غزة يتعلم التعامل مع الجائحة، ونحن نرى ذلك. أتوقع أن يحل بديلي بنفس مقدار العمل الذي كان لدي، وربما أقل في البداية، وفي كل عام أو عامين لدينا جولة أخرى من التصعيد معهم".

ويضيف المقدم "ر" في الحرب القادمة "ستكون هناك مفاجآت استخبارية بالتأكيد. لكننا مستعدون".

اخبار ذات صلة