في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كتب بنيامين نتنياهو كتاب "مكان تحت الشمس " وخط فيه الاستراتيجية التي يجب أن تسير عليها الحكومات الإسرائيلية ومنها عدم التخلي عن الضفة الغربية باعتبارها جزء مهم من الاستراتيجية الأمنية لدولة الكيان ، وبناء عليه يرفض نتنياهو أي تنازل عن الأرض مقابل السلام واستبدله بالسلام مقابل السلام ، بمعنى أن يبقى أمن دولة الكيان هو المسيطر وهو المتقدم على أي شئ .
ولذلك نتنياهو لا يسمح بأي حرية لحركات المقاومة في الضفة ويقوم بقص عشبها أولا بأول ، وللأسف أعتمد في ذلك على التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة في الضفة والتي وفر لها كل ما يلزمها في سبيل ألا تقوم للمقاومة قائمة هناك .
ومع حالة التقارب بين حركتي حماس وفتح فيما يتعلق برفض مخطط الضم الاستعماري في الضفة ، والتي ربما واكبها رفع اليد الامنية الثقيلة على حماس في الضفة ، والذي نتمنى ألا يكون كالحمل الكاذب .
ولكن برغم ذلك ضاعفت قوات الإحتلال حملتها الأمنية ضد حركة حماس ، وقامت باعتقال العديد من قيادات وعناصر الحركة بالضفة بينهم أعضاء بالمجلس التشريعي .
والغريب أن جهاز المخابرات الصهيوني هدد بعض النواب عن حركة حماس على خلفية التقارب مع حركة فتح ، وفي ذلك إشارة واضحة بأن أجهزة أمن الاحتلال ستمارس الضغط ولن تسمح لحركة حماس بالعمل في الضفة ، وهذا يأتي ضمن بنود الإستراتيجية الأمنية التي تؤكد السيطرة الكاملة على الضفة الغربية للحفاظ على أمن دولة الإحتلال وفق كتاب نتنياهو مكان تحت الشمس ، ولكن الخلافات الكبيرة داخل دولة الإحتلال والتنازع على السلطة والفشل في مواجهة كورونا ، ربما يكون لها تداعيات سلبية على مستقبل هذا الكيان .