سجلت أسعار الذهب مستويات غير مسبوقة تاريخيا، بواقع 1935 دولارا للأونصة، صباح الاثنين، حيث كسرت مستويات الأرقام ما جرى تسجيله عام 2011 والبالغ 1923 دولار.
ورغم الارتفاعات الكبيرة في سوق الذهب العالمي، إلا أن الأسعار المحلية في أسواق قطاع غزة تعاني جمودا في الأسعار، فلم تستطع الأونصة كسر مستويات 1630 دولارا، على بعد 300 دولار عن المستوى المسجل عالميا.
وكذلك على صعيد الكسر، نجد أن عيار 24 لا يتجاوز 31.5 دينارا أردنيا، في وقت من المفترض أن يتعدى السعر 37.5 دينارا، وهو ما يثير التساؤلات عن وضع سوق الذهب المحلي والمشاكل التي يعاني منها.
جمود أسعار
ومحليا، يعاني سوق الذهب في قطاع غزة من ضعف تحركاته واستجابته للتحركات الدولية، وهو ما يثير سخط تجار الذهب والمواطنين الذين يستثمرون به في السوق المحلي.
وهناك عدة أسباب تدفع الذهب لعدم الاستجابة للتحركات العالمية، أهمها: انغلاق السوق المحلي عن الخارج وصعوبة اخراج الفائض من كميات الذهب أو تبديله مع العالم الخارجي، وهو ما يجعل الفائض عائقا دون ارتفاع الأسعار.
ورغم أن الاحتلال كان يسمح بتبديل كميات محدودة من الذهب مع الضفة المحتلة قبل أزمة كورونا، إلا أن الكميات الخارجة من القطاع يجب أن تساوي الكميات الواردة مع التاجر لحظة عودته وهو ما يجعل الفائض كما هو دون تغيير.
كما أن الوضع الاقتصادي الصعب لدى المواطنين واتجاههم لبيع المصاغ لتوفير سيولة زاد من تكدس الذهب لدى الباعة دون وجود مشترين، وهو ما يجعل العرض أكثر بكثير من الطلب وبالتالي يضطر الباعة للهبوط بالأسعار من أجل البيع.
وخلال الفترة التي أعقبت نقص السيولة في قطاع غزة مع أنصاف الرواتب عام 2017، زاد اقبال المواطنين على بيع الذهب بصورة كبيرة جدا، وهو ما أدى لعزوف الباعة عن الشراء، أو الشراء بأسعار منخفضة.
وعالميا، هرعت الأسواق صوب الملاذ الآمن "الذهب"، بدعم من الدولار الهابط لأدنى المستويات في أكثر من عام، مع آمال إبقاء الفيدرالي على معدلات الفائدة وبرامج التحفيز عند نفس مكانها لتخليص الاقتصاد من تداعيات فيروس كورونا.
وقال رئيس الأبحاث من بيبرستون جروب: "لو اعتقدنا أن العوائد الحقيقية هي سلاح الفيدرالي في محاربة تداعيات كورونا، فأرى أنها مسألة وقت قبل أن يستمر الذهب بالارتفاع ومواصلة الارتفاع".
كما استمرت مخاوف فيروس كورونا حاضرة في ظل التفشي، ومعها جاءت المخاوف حول التعافي الاقتصادي، بما يدل على زيادة في الإغلاقات.
وفي سياق متصل، ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي، ودفع المستثمرين صوب الذهب.
وتشير التوقعات إلى أن مستويات 2000 دولار للأونصة ليست بعيدة المنال، في ظل الأرقام القياسية التي يسجلها المعدن الأصفر خلال الأشهر الأخيرة، حيث استطاع كسر مستويات نفسية مهمة خلال الشهرين الماضيين من 1700 إلى 1800 وصولا إلى 1900 قبل أيام.