تشكل الائتلاف الحكومي (الإسرائيلي) الحالي بعد ثلاث جولات انتخابية جرت خلال عام واحد في سابقة هي الأولى لدى الاحتلال، عبرت عن عمق الازمة السياسية لديه، وعززت الاستقطاب بين المكونات السياسية في المجتمع (الإسرائيلي).
فشلت كل الأطراف في حصد نسبة أصوات تجعلها تحصل على ثقة الكنيست، وجاءت جائحة كورونا لتشكل الدافع الأساس ليتنازل كل منهم مقابل الدخول في الحكومة ومحاولة إنقاذ الوضع الصحي.
كورونا ذاتها التي دفعت الأطراف نحو القبول باتفاق الائتلاف تهدد اليوم بتفككه بعد انتشار موجة الغضب والاحتجاجات والمظاهرات في كبرى مدن الداخل المحتل، بعد فشل الحكومة في مواجهة الجائحة والسيطرة على الحالة الوبائية.
وتصاعدت الخلافات بين رئيس الحكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو وشريكه بيني غانتس، حيث أن نتنياهو ممتعض من تصرفات غانتس، ويعتبرها تتعارض مع توجهات الحكومة حيال التعامل مع أزمة "كورونا"، سواء على الصعيد الصحي أو الاقتصادي، وأن غانتس يسعى إلى تبني مواقف شعبوية لكسب رضا الجمهور وليست فعالة عملياً.
فيما يعترض غانتس على موقف نتانياهو من الميزانية العامة التي يصر على اعتمادها لعام واحد فقط بينما يرغب غانتس في اعتمادها لعامين.
وتعكس تصريحات الطرفين حالة غليان داخلية، تجعل فرص انفراط الائتلاف ليست بالبسيطة؛ خصوصاً مع استمرار الخلافات حول الضم و«كورونا» والميزانية العامة.
ويأتي إصرار غانتس على سحب ملف إدارة «كورونا» من نتنياهو، في وقت تراجعت فيه شعبية «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو، وتواصلت فيه مظاهرات تدعو لاستقالته.
وتطرح الخلافات المتصاعدة عدة سيناريوهات لحكومة الاحتلال وفرص استمرارها:
السيناريو الأول: استمرار الحكومة بممارسة أعمالها، ووفق هذا السيناريو تستكمل الحكومة المدة المتفق عليها 36 شهرا، واستمرارها لسنة إضافية بعد ذلك ليصبح إجمالي عمر الحكومة أربع سنين ونصف، وهو ما نص عليه الاتفاق، في حال توافق الطرفان على ذلك.
السيناريو الثاني: سقوط الائتلاف الحكومي: ووفقا لهذا السيناريو فان الحكومة تستمر مدة 6 أشهر ثم تسقط، وذلك وفق نص الاتفاق في حال لم يتمكن الائتلاف من تمرير الموازنة خلال 6 أشهر من تأدية الحكومة القسم، ويجري حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
السيناريو الثالث: استمرار الحكومة للفترة الأولى فقط والتي يتولى فيها نتنياهو رئاستها، ثم سقوطها في الفترة الثانية المخصصة لغانتس، وهي أحد مخاوف أزرق أبيض.
وفي هذه الحالة نص الاتفاق على سقوط الحكومة في حال تقدم 12 عضو كنيست من التكتل الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة بطلب لحل الكنيست.
السيناريو الرابع: حل الكنيست نفسه في حال صوتت أغلبية أعضاء الكنيست على إسقاط الحكومة وحل الكنيست، وعدم تمرير موازنة العام 2022، فقد نص الاتفاق على أن عدم تمرير الميزانية بعد مرور 6 أشهر من بدء السنة المالية للعام 2022، سيؤدي إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.
ورغم تصاعد الخلافات فان الطرفين لا يرغبان حتى الان بالذهاب لانتخابات رابعة، خاصة ان الاتفاق منح الطرفين الكثير مما كانا يطمحان إليه، فنتنياهو ضَمِنَ عدم سن قانون يمنع توليه الحكم أثناء تعرضه للمحاكمة، فيما ضَمِنَ غانتس مواقع مهمة في الحكومة والمنظومة السياسية أكبر من حجم المقاعد التي حصل عليها.
ومع ذلك تبقى فرص انهيار الائتلاف قائمة خاصة في ظل عدم الثقة بين الطرفين ومخاوف غانتس من غدر نتانياهو به بعد انتهاء فترة ولايته.