سلط تحقيق صحفي "إسرائيلي" مطول مزيدا من الضوء على عصابة "ليحي" الصهيونية، وطبيعة عملها في مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقبل إقامة "إسرائيل".
وقال أريئيل بولشتاين في تحقيقه الذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "ليحي، تعتبر العصابة الأصغر من بين الجماعات السرية اليهودية في مرحلة ما قبل قيام الدولة، لكنها عملت بقوة ضد البريطانيين، وساهمت بشكل كبير في تشكيل المجتمع اليهودي".
وأوضح أن "ليحي" انشق عن عصابة "الأرغون" بسبب خلافهما لإنهاء الصراع ضد الانتداب البريطاني، وفي البداية كان اسمها "المنظمة العسكرية الوطنية في إسرائيل"، ثم غير اسمها لاحقًا إلى "مقاتلو حيروت إسرائيل- ليحي"، وركزت عملياتها وهجماتها ضد أهداف بريطانية داخل فلسطين".
وأشار إلى أن من أهم عمليات "ليحي" الاستعداد لاغتيال المندوب السامي البريطاني، ومصادرة الأسلحة في معسكر "حولون"، والهجمات على رتل عسكري في برديس حنا، ومحطة القطار في اللد، والسطو على أموال في بنك تل أبيب، وقصف الطائرات البريطانية في مطار كفر سيركين، واغتيال أحد كبار الضباط المحققين، والعديد من الهجمات".
المؤرخة اليهودية عنات شتيرن، حفيدة مؤسس "ليحي"، ذكرت أن "أحد أهم الفروق بين ليحي وغيرها من العصابات الصهيونية، أن الأخيرة مثل الهاغاناه والأرغون كان البريطانيون يعرفون بوجودهما، بينما ليحي اعتمدوا على نواة صغيرة وسرية، في الهاغاناه، تم تطوير نظام قضائي داخلي منظم في وقت مبكر 1925، وكان لديهم محاكم حقيقية، مع دستور مكتوب، وإجراء منظم ضد المخالفين".
وأضافت أن "الأمر في "ليحي" جاء مختلفا، فقد اتخذت قيادتها قرارات بشأن من انحرفوا عن الخط السياسي لها، بحيث يتم استجواب المشتبه بهم، ولكن ليس وفقا لإجراء مكتوب، لكن موجات العداء تجاه "ليحي" تصاعدت في يناير 1942، بعد مقتل شرطيين يهوديين في شقة مفخخة بتل أبيب.
ميري ياهالوم، الباحثة في معهد غابوتنسكي، تذكر أن "ليحي" ارتكبت بعض عمليات القتل بحق عناصر يهودية، بزعم أنهم كانوا مسؤولين عن تعذيب أفرادها، لدى اعتقالهم من قبل الشرطة البريطانية، في حين قتلت ممرضة يهودية بزعم أنها أرسلت معلومات أمنية وعسكرية عن العصابة لمن وصفته بـ"عشيقها العربي"، وفي كل عملية قتل كانت تصدر العصابة بيانات تحذر من يدها الانتقامية.
وأشارت إلى أنه "مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، قرر قائد عصابة الأرغون ديفيد رازيل التعاون مع البريطانيين، وبدأ بنقل معلومات للشرطة البريطانية حول "العناصر التخريبية"، وحينها صدر الحكم ضده بالإعدام في ذلك الوقت، لكن تنفيذ الحكم تأخر لعدة سنوات، وفي سبتمبر 1943، أطلقت العصابة النار على أحد قادة الصهاينة قرب منزله في تل أبيب، مما روع كثيرين في الحركة الصهيونية عندما سمعوا قتل شخص كان يجسد التيار التصحيحي فيها.
وكدليل آخر على عنف عصابة "ليحي" ذكر التقرير أن أحد قادتها اقترح أن يتيح للهاغاناه استخدام مستودعات متفجرات "ليحي"، لكن قيادة العصابة اعتبرت رأيه خرقا كاملا لا يغتفر للتسلسل الهرمي للقيادة، فأصدرت ضده عقوبة الإعدام، رغم سجله الحافل بعمليات قاسية ضد البريطانيين، لكن قادته من حكموا عليه بالإعدام، ورفاقه في السلاح هم من نفذ العقوبة".
عربي21