قلّل مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، من إمكانيّة تطبيق خطّة الرئيس دونالد ترامب لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وتوقّع تغيّر سياسة ترامب تجاه إسرائيل إن فاز مرّة أخرى.
واستند بولتون، خلال لقاء مع صحيفة "ماكور ريشون"، نشرت اليوم، الجمعة، إلى استعداد ترامب للقاء وزير الخارجيّة الإيراني، محمّد جواد ظريف، العام الماضي، بضغط من الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، للإشارة إلى أن ترامب قدّ يغيّر سياسته تجاه إيران في ولايته المقبل.
وقال بولتون "على إسرائيل أن تسأل نفسها ما الذي سيفعله ترامب في الملفّ الإيراني وإلى أي حد سيكون مثابرًا لمنعها من الحصول على سلاح نووي. هناك أيضًا تأثير كبير لنشاط (صهر الرئيس وكبير مستشاريه) جاريد كوشنر حول خطّة السلام مع الفلسطينيّين. موضوع فرض السيادة الإسرائيليّة على مناطق في الضفة الغربية هو مثال لذلك. كانت هناك مداولات كثيرة في الموضوع لكنّه لم يطبّق بعد، وأنا مقتنع أن ذلك بسبب معارضة كوشنر".
وزعم بولتون "لا أعرف ما هي الاعتبارات في إسرائيل، لكنّني أعرف أنه معارض، وهو معارض أيضًا لاعتراف الرئيس بسيادتها (ضمّ المستوطنات) إن أعلنتها إسرائيل".
وبرز خلال اللقاء الصدام الواسع بين بولتون وبين كوشنر، فقال "كلما ازدادت قائمة الخارجين من البيت الأبيض، كلما ازداد تأثير كوشنر" متوقعًا إقالة السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، من منصبه، "لست أعرف ما الذي سيفعله السّفير فريدمان. لقد قام بعمل مذهل في منصبه".
وانتقد بولتون، المعروف بعدائه لإقامة دولة فلسطينيّة، "صفقة القرن"، زاعمًا أن المشكلة فيها هو تأجيلها لفترة طويلة حتى فقدت احتمالات الخروج بنتيجة. "قلت لكوشنر لو أنّه أعلن عن الخطّة في عام ترامب الأول لكانت لها احتمالات أفضل من إعلانها في العام الرابع (لترامب رئيسًا)، عام الحملات الانتخابيّة. والآن، تقريبًا أنا واثق من أن أحدًا لن يتعامل معها بجديّة".
وأقرّ بولتون بضآلة احتمال نجاح أي خطّة تصوغها الولايات المتحدة وليس الأطراف المعنيّة بالسلام.
أمّا بخصوص إعلان الاحتلال عن ضمّ مناطق واسعة في الضفة الغربيّة دون موافقة أميركيّة، أشار بولتون إلى أنّه "ليس سهلا اتخاذ قرار من هذا قبيل في وضع الائتلاف الحكومي" في إسرائيل.
وأوضح أن ضمّ الضفة الغربية لن يكون سابقة "فسبق لإسرائيل أن ضمّت الجولان والقدس القدس".
وسبق أن روى بولتون، في حزيران/يونيو الماضي، أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، شكّك بقدرة كوشنر على صياغة خطّة للسلام.
ووفقًا لما ورد في كتابه "الغرفة التي حدث فيها ذلك" فإنّ بولتون، قبل شغله منصبه، تحدّث إلى نتنياهو الذي أبدى تساؤلات حول ترامب لكوشنر كبيرًا لمستشاريه ومسؤولا عن بلورة خطّة أميركيّة للسلام.
ووفقًا لما يروي بولتون في كتابه، فإنّ "نتنياهو شكّك في تكليف مهمّة إنهاء الصراع الإسرائيليّ الفلسطيني على كوشنر، الشخص الذي تعرفه عائلة نتنياهو منذ سنوات طويلة"، وأضاف أنّ نتنياهو تصرّف كسياسيّ ولم يعترض للفكرة علنًا، لكنه مثل كثيرين في العالم، احتار لماذا يعتقد كوشنر أن بإمكانه النجاح حيث فشل كيسنجر وأمثاله".
ولاحقًا نفى نتنياهو ما أوردته بولتون، وقال إنه ثقته بكوشنر "كاملة".