أثناء جائحة فيروس كورونا، تم تنبيهنا باستمرار إلى أهمية غسل اليدين بشكل متكرر، وتنظيف المساحات التي نعيش ونعمل بها بشكل منتظم.
تهدف هذه الممارسات إلى إزالة الميكروبات والفيروس المسبب لمرض "كوفيد19"، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالعدوى.
ولكن كانت هناك بعض الأقاويل بأن استخدام معقم اليدين وممارسة تدابير النظافة الأخرى، في كثير الأحيان، يمكن أن يضعف جهاز المناعة لدينا، عن طريق تقليل تعرض الجسم للجراثيم، ومعه فرصة "تدريب" جهاز دفاعنا المناعي.
الخبر السار هو أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن هذا سيكون هو الحال، بحسب تقرير لموقع ساينس ألرت.
من أجل وظيفة المناعة الصحية، من المهم أن نتعرض لمجموعة متنوعة من الميكروبات في البيئة من حولنا، والتي معظمها لا تسبب لنا الأمراض.
كما أن الاعتقاد بأن المستوى العالي من التنظيف والنظافة الشخصية الذي يضعف جهاز المناعة لدينا هو تفسير شائع لما يسمى "فرضية النظافة".
إن فرضية النظافة هي نظرية تقترح أن بيئة الطفل الصغيرة يمكن أن تكون "نظيفة للغاية"، ولن يتعرض لما يكفي من الميكروبات التي تحفز جهاز المناعة لديهم بشكل فعال أثناء تطوره.
الحجة هي أن هذا يؤدي إلى زيادة الحساسية والربو وبعض اضطرابات المناعة الذاتية. لكن العلماء دحضوا هذه الفرضية في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الأبحاث أن هناك عدة أسباب أخرى لزيادة حدوث هذه الحالات.
والأهم من ذلك: كونك متسخا جدا لا يعني أن ذلك يساعد نظام المناعة لديك، بشكل عام قد يجعل الالتهاب أسوأ.
ويعمل جهاز المناعة على حماية أجسامنا من الأشياء التي تهدد بإصابتنا بالمرض، من المواد الكيميائية الضارة، والبكتيريا، والفيروسات، إلى الخلايا السرطانية.
ويتكون من خطي دفاع، الأول هو جهاز المناعة "الفطري" الذي يستجيب بسرعة لمجموعة من مسببات الأمراض لمحاربة العدوى، ومنع تلف الأنسجة.
الثاني هو الجهاز المناعي "التكيفي"، المكون من الخلايا المناعية التي تطور استجابة أكثر استهدافا أو محددا لمحاربة الجراثيم الأشد فتكا مثل الفيروسات. تعمل الخلايا المناعية التكيفية من خلال التعرف على أجزاء صغيرة من الفيروس على السطح الخارجي للخلية المصابة وتدميرها.
ثم تصبح هذه الخلايا ما نسميه "خلايا الذاكرة"، في المرة التالية التي يواجهون فيها الفيروس نفسه، يمكنهم القضاء عليه على الفور. يبدأ تطور الجهاز المناعي بعد الولادة، وينخفض مع تقدم العمر.
ولكن ما الذي يمكن أن يضعف جهاز المناعة لدينا؟
يمكن لبعض جوانب نمط حياتنا الحديث أن يضعف جهاز المناعة لدينا، ويشمل هذا:
1- قلة النوم.
2- بعض الأدوية والإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
3- انخفاض مستويات فيتامين د.
4- نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة، واستهلاك أقل للفواكه والخضراوات.
5- قلة النشاط البدني.
6- القلق والتوتر.
لكن لا يوجد أي دليل علمي يدعم فكرة أن احتياطات النظافة ستضعف جهاز المناعة لدينا، أو تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات.
ستساعد تدابير النظافة الموصى بها خلال COVID-19 في الحد من انتشار الفيروس التاجي، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى بشكل كبير، لكنها لن تقضي على جميع الميكروبات في حياتنا.
ولكن الجمع بين التنظيف والتطهير هو الطريقة الأكثر فعالية للتخلص من الميكروبات مثل فيروس كورونا.
إذا كنت قلقا بشأن جهازك المناعي، فلا تتوقف عن غسل يديك أو الحفاظ على نظافة منزلك، الأهم من ذلك اتبع نظاما غذائيا صحيا متوازنا، وقم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاعتناء بصحتك العقلية.
عربي21