يقال في المثل: "إذا كانت لديك الرغبة المشتعلة في النجاح، فلن يستطيع أحد إيقافك"، ويبدو أن هذا ما سارت عليه "د. تهاني" التي واصلت الاجتهاد على مدار عشر سنوات دراسيةٍ لتحقيق هدفها.
تهاني سالم أبو صلاح " 27عاماً" من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حاصلة على شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية، لُقبت بأصغر طالبة دكتوراه في الجامعات الفلسطينية، منحتها الجامعة درجة الدكتوراه بعد مناقشة رسالتها المعنونة: "أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم دراسة تداولية" وتعد تلك الدراسة الثالثة على مستوى الوطن والأولى فلسطينياً.
حصلت "أبو صلاح" على شهادة بكالوريوس الآداب بعد ثلاث سنوات ونصف، وتابعت في العام الرابع دراسة التأهيل التربويّ، ثم حصلت على درجة الماجستير بعد عام ونصف، وصولاً بإنهاء الدكتوراه بثلاثة أعوام.
تقول"د. تهاني" للرسالة: "ناقشت رسالة الدكتوراه قبل عيد الأضحى بيومين ليخبرها أحد المشرفين على رسالتها، أثناء المناقشة بأن مضمون رسالتها "مشرف في يوم مبارك".
وتضيف أبو صلاح: "رسالتي تحدثت عن المنهج التداولي في سياق الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيها أسماء الله الحسنى وأثرها على المتلقي، ومن ثم تناولت أسماء الله الحسنى بين إحصائها وثوابها وأقوال العلماء في تقسيم أسماء الله الحسنى وعددها ومفهومها وجوانبها ومبادئها وعلاقتها بالعلوم الأخرى .
وفيما يتعلق بنتائج الدراسة، فقد أظهرت أن أسماء الله الحسنى وصفاته العليا جاءت نابعة من كرم الله ورحمته بعباده ليبين لهم أن عبادتهم له تستند على صحة العقيدة وترسيخ التوحيد، وثراء الآيات القرآنية بالأسماء الحسنى مما شكل بنيانا متينا في الخطاب والسياق الوارد فيه الاسم.
لم يكن اختيار تهاني لتخصص اللغة العربية عبثًا، فحُبها لها والخوف من الضياع، كان سببها الأساسي في الوصول إلى ما هي عليه الآن، فهي كانت تدرك بأننا كمسلمين يجب أن نحافظ على اللغة العربية من الضياع.
تقول: " د. تهاني" علقت آية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" في ذهني والتي تفسر بأن الله عز وجل يسخر لأهل هذه اللغة من يحميها ويدافع عنها والآن أنهيت درجة الدكتوراه وسأبدأ مرحلة جديدة للدفاع عن القرآن واللغة خدمة للدين.
ما ميّزَ " أبو صلاح" عن غيرها متابعتها لدراستها العملية، والتفكير في طرق تطبيقها على أرض الواقع، فهي تحاول أن تفرض مصطلحات القرآن الكريم على لسان كل حال وتحاول أن تجعل اللغة العربية لغة كل عصر.
ومن اللافت أن الباحثة أبو صلاح لم تضيع أي وقت منذ بدأت طريق العلم فقد ألفت أربعة كتب خلال فترة دراستها للدكتوراه، لذا حاولت البحث في كل موضوع يمر من أمامها لتجد شيئاً جديداً لتستفيد منه ولتفيد غيرها به.
وتشير الدكتورة الأصغر أنها تعكف على انجاز عدد من الأبحاث لتنشرها قريبا في مجال النقد العربي وتثبت أن مناهج النقد موجودة عند العرب كفكرة ومصطلح.
وتتمنى "د. تهاني أبو صلاح " أن تقدر جامعتها كل هذه الجهود وأن تمنحها فرصة عمل تمكنها من متابعة طريقها في خدمة اللغة العربية والدين.