قائمة الموقع

بالعيش في الكهوف.. ضفاويون يحافظون على حقهم في الأرض

2020-08-12T11:19:00+03:00
بالعيش في الكهوف.. ضفاويون يحافظون على حقهم في الأرض
الرسالة نت -رشا فرحات

قبل شهر سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اخطارا بهدم قرية فراسين الأثرية، التي بنيت منذ العهد الروماني.

ولجأ الاحتلال لتسليم 36 إخطارا لعائلات تعيش على زراعة الأرض التي ورثوها عن أجدادهم، وتقضي بهدم جميع منشآت ومساكن وآبار القرية، ما يعني هدما لكل معالم القرية العربية والتاريخية بما فيها من كهوف وآبار وبيوت.

قرية فراسين يسكنها نحو 200 نسمة وتقع بين بلدتي يعبد غربي جنين، وقفين بمحافظة طولكرم.

واكتسبت القرية اسمها من التسمية الرومانية القديمة حيث كانت تقوم على قرية كفار باريسي في العهد الروماني، وقد أقطعها الظاهر بيبرس عام (663هـ) بكاملها إلى الأمير ركن الدين بيبرس.

قصتنا ليست مع القرية فقط التي حول الاحتلال بعض أجزائها تدريجيا الى مستوطنة حرميش التي بدأ بناءها فور احتلاله للقرية عام 67، وإنما القصة تكمن في ثبات أهلها في مواجهة المحتل، وإصرارهم على حماية أراضيهم.

أحمد عمارنة شاب اتخذ من الكهف بيتا له ولعائلته منذ أكثر من عام ونصف، وأصلح أرض اجداده الزراعية وأعاد زراعتها وعاش في كهفه لحماية حقه في الأرض وفي الحياة، وليقول للعالم بأنه موجود، وبأنه صاحب هذه الأرض ولكنه قبل شهر استلم اخطارا بالإخلاء والهدم.

بيت أحمد المحفور داخل الكهف، يشبه الجنة، بيت لمقيم أبدي لا يريد الذهاب أو التنازل، ويمكنك أن ترى كيف نظمه وكيف قسمه لغرف، بل وكيف أعاد ترميمه ليتحول إلى تحفة أثرية يحلم كل من رآها بالعيش بها.

ويؤكد أحمد أنه لم يكن ينوي تغيير بيته " كهفه" لأنه يهدف الى حماية أرضه، وأرض أجداده والأثار التاريخية ومن ضمنها كهفه الذي أصبح بيته وبيت عائلته.

 ولكنه كما أصحاب الثلاثين بيتا الأخرى في القرية مصرون على البقاء، رغم الإخطارات التي وصلتهم لوقف ترميم وحماية الأماكن الأثرية في القرية.

يقول محمد عمارنة رئيس المجلس القروي إن الاحتلال له أطماع كبيرة في توسع استيطاني في القرية التاريخية لصالح مستعمرة حرميش ولكن الأهالي لديهم إصرار للبقاء، مطالبا كل مؤسسات حقوق الانسان للوقوف الى جانب القرية والى جانب آثارها القديمة التي سيقضي عليها الاستيطان.

ووفقًا لتقارير محلية صدرت في ديسمبر 2019، يعيش حوالي 19 عائلة فلسطينية في قرى الخليل وحدها في كهوف في قرى متفرقة بالضفة الغربية، بدون كهرباء أو مياه أو مدارس أو طرق.

وقد أصدرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 16 أمر هدم في منطقة مسافر يطا في الخليل، وصادرت 250 ألف دونم وأعلنت أنها أغلقت مناطق عسكرية. لا يُسمح للفلسطينيين بالعيش أو البناء فيها، وتحاول باستمرار إرغامهم على مغادرة أراضيهم".

وتمنع (إسرائيل) الفلسطينيين من البناء في المنطقة "ج" وتهدم المنازل التي أنشأوها، وبحسب تقرير صادر عن منظمة بتسيلم (الإسرائيلية) لحقوق الإنسان نشر في فبراير 2019، هدمت القوات الإسرائيلية 1401 منزل فلسطيني في المنطقة (ج)، مما أدى إلى تشريد 6،207 فلسطيني، بينهم 3،134 طفلاً تحت سن 16، بين عامي 2006 و 2018.

ويذكر أن معظم المناطق الجبلية النائية والقديمة في قرى الضفة لم تجد أي إصلاحات ولا حتى لديها بنية تحتية كما أن التجمعات البدوية بعيدة عن المرافق العامة والمدارس والمستشفيات وتفتقد لرعاية واهتمام السلطة الفلسطينية بحقوقها منذ بداية الحكم الذاتي هناك.

اخبار ذات صلة