قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت إنه يفكر في إصدار عفو عن إدوارد سنودن، المقاول السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية -والذي يعيش الآن في روسيا- والذي هزت تسريباته المذهلة مجتمع المخابرات الأميركية عام 2013.
وجاءت تعليقات الرئيس الجمهوري في أعقاب مقابلة أجراها مع صحيفة نيويورك بوست هذا الأسبوع، قال فيها عن سنودن إن "هناك الكثير من الناس يعتقدون أنه لا يعامل بشكل عادل" من سلطات إنفاذ القانون الأميركية.
وأرادت السلطات الأميركية لسنوات أن يعود سنودن إلى الولايات المتحدة ليواجه محاكمة جنائية بتهم التجسس التي وجهت له عام 2013.
وفر سنودن إلى روسيا وطلب حق اللجوء بعد أن سرب مجموعة من الملفات السرية عام 2013 إلى المنظمات الإخبارية التي كشفت عن عمليات مراقبة محلية ودولية واسعة نفذتها وكالة الأمن القومي.
يمثل موقف ترامب اللين هذا انعكاسًا حادًا، بعد فترة وجيزة من التسريبات، أعرب ترامب عن عدائه لسنودن، واصفا إياه بأنه "جاسوس يجب إعدامه".
وقال الرئيس للصحفيين إنه يفكر في منح عفو عن سنودن، متحدثا في مؤتمر صحفي في ناديه بيدمينستر(Bedminster) للغولف في ولاية نيو جيرسي "سأبدأ النظر في الأمر".
ويعتقد ترامب أن السياسيين من اليسار واليمين منقسمون بشأن سنودن، حيث صرح للصحفيين بقوله "يبدو أنه قرار منقسم.، يعتقد الكثير من الناس أنه يجب أن يعامل بطريقة مختلفة. ويعتقد آخرون أنه فعل أشياء سيئة للغاية".
امتدح بعض المدافعين عن الحريات المدنية سنودن لكشفه عن النطاق الاستثنائي لعمليات التجسس الرقمي الأميركية، بما في ذلك برامج التجسس المحلية التي أصر كبار المسؤولين علنًا على عدم وجودها.
لكن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تثير الرعب لدى الكثيرين في مجتمع المخابرات الأميركية، الذين تم الكشف عن بعض أسرارهم المهمة.
وانتقد ترامب بشدة القادة السابقين لمجتمع المخابرات الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ويوم الخميس استهدف المدير الحالي للمكتب كريستوفر راي الذي عينه بنفسه.
ورفعت وزارة العدل دعوى قضائية في سبتمبر/أيلول الماضي ضد سنودن، بحجة أن مذكراته المنشورة مؤخرا "سجل دائم" ينتهك اتفاقيات عدم الإفشاء.
وقالت وزارة العدل إن سنودن نشر الكتاب دون تقديمه لوكالات المخابرات للمراجعة، مضيفة أن الخطب التي ألقاها تنتهك أيضًا اتفاقيات عدم الإفشاء.
وغالبا ما استفاد الحلفاء والشخصيات السياسية ذات الصلة من استخدام ترامب لسلطات العفو التنفيذية بما في ذلك العفو.
وخفف الرئيس الشهر الماضي عقوبة صديقه، ومستشاره منذ فترة طويلة، روجر ستون، وأبعده من السجن بعد إدانته بالكذب تحت القسم على المشرعين الذين يحققون في التدخل الروسي بانتخابات 2016 لتعزيز ترشيح ترامب.
المصدر : رويترز