في الآونة الأخيرة عشرات من الناس يعتبرون أنفسهم "نباتيين"، بعدما اتخذوا من الخضراوات غذاء دائما لهم مبتعدين عن اللحوم بأنواعها.
الشابة أميرة نصار -24 عاما –تتبع نظاما نباتيا منذ عام، وبمجرد أن يدعوها أحدهم للطعام سرعان ما تجيب "فيجيتريان" - نباتية -، لا آكل اللحوم"، حينها تتعرض للسخرية. لكنها شيئا فشيئا تأقلمت وتعود المحيطون بها على نظامها الغذائي.
تقول نصار لـ "الرسالة نت": اخترقت نظامي النباتي مرتين فقط من أجل رفيقاتي حين كنا في عزومة، لكن شعرت بالندم بعدها"، مضيفة: من حولي كانوا يظنون أنني مريضة لاتباعي النظام النباتي.
وعن سبب لجوئها لتصبح نباتية تخبر بأنها قررت من ذاتها وشعرت أن اللحوم تضرها، وأصبحت تجهز وجباتها النباتية يوميا، مشيرة إلى أنها بعد اتباعها لنظامها الصحي أصبحت تشعر أنها نشطة وحيوية أكثر.
نتاليا وهي روسية تعيش في غزة ومدربة في أحد النوادي الرياضية، نباتية أيضا ليس لأنه نظام صحي بل رأفة بالحيوانات فهي اعتادت منذ صغرها على ذلك، موضحة أنها حين تزوجت وقدمت إلى غزة كان أفراد عائلة زوجها يوميا يدعونها إلى الطعام وفي كل مرة يعدون أصنافا تحتوي على اللحوم كنوع من الترحاب بها ،لكنها كانت تقبل على طبق السلطة أكثر في البداية امتعضوا، لكن بعد ذلك اعتادوا على نظامها.
تقول: "منذ حوالي 30 عاما لم اتذوق شيئا من اللحوم (..) أضطر لطبخها من أجل أولادي(..) لا أستطيع حرمانهم".
الشوارد الحرة
لكل نظام غذائي إيجابياته وسلبياته، وفي هذا السياق يعقب حازم برغوت خبير التغذية "للرسالة نت" بأن النباتيين نوعان، الأول لا يفضل تناول اللحوم من منطلق الرأفة بالحيوان، والثاني لديهم مشاكل في الجهاز الهضمي من اكل لحوم الحيوانات وبالتالي لجئوا للأنظمة النباتية كبديل بسبب الاضطرابات المعوية.
وبحسب خبير التغذية فإن النظام النباتي له جوانب سلبية حيث يؤدي لنقص فيتامين B بكل أنواعه في الجسم لدى متبعي هذا النظام، مبينا أن فيتامين B يعتبر ضروريا في بناء الروابط العصبية لذا وجوده مهم في عملية التكوين الحيوي للجسم.
ويشير إلى أن من يحجم عن المشتقات الحيوانية يواجه الخطر الشديد، حيث أن نقص فيتامين دال الذي يعد من المكونات الأساسية لهرمون السيروتونين أحد النواقل العصبية في جسم الانسان، والمسئول عن النقل العصبي بشكل صحيح يجعل النباتيين أكثر عرضة للاضطرابات النفسية.
أما عن إيجابيات النظام النباتي، أوضح برغوت أنها تقلل "الشوارد الحرة" الموجودة في اللحوم وهي التي تلف على أضعف منطقة في جسم الانسان وتسبب الامراض خاصة السرطان، بينما قلتها عند النباتيين تسبب عدم تكاثر الخلايا، لافتا إلى أنه دوما ينصح آكلي اللحوم بتناول الخضار كونها تحتوي على مضادات تقتل الشوارد الحرة.
ولفت إلى أن النباتيين يمتلكون بشرة جيدة لخلوها من المواد الدهنية والزيوت الضارة، عدا عن الصحة الجنسية للإناث فتناول النباتات يساعد في انتظام الهرمونات الأنثوية.
وعن مضار اتباع النظام النباتي مدى الحياة أكد أنه غير مفيد نظرا لافتقاره للكثير من المكونات التي يحتاجها الجسم، من يتناول الخضراوات دون اللحوم تصبح لديه مشاكل مناعة وتساقط للشعر في المدى البعيد.