قائد الطوفان قائد الطوفان

دراسة حديثة: كل المأكولات البحرية ملوثة بالبلاستيك الدقيق

توضيحية
توضيحية

الرسالة نت-وكالات

لم يتم تصنيع البلاستيك كي يستهلكه البشر في طعامهم، ومع ذلك يُفرض عليهم استهلاكه. فقد تسربت بقايا صغيرة من هذه البوليمرات الاصطناعية الآن إلى الهواء والغذاء والماء، وتحوّل تجنبها إلى معركة شبه مستحيلة.

وكشفت دراسة أجريت على خمسة أطعمة بحرية شهيرة، تم شراؤها من سوق في أستراليا، عن مدى انتشار هذه الملوثات الدقيقة في كل مكان.

ونشرت الدراسة في دورية إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي (Environmental Science & Technology) عدد يوليو/تموز 2020، وتناولها بيان على موقع جامعة إكستر (University of Exeter) بتاريخ 12 أغسطس/آب الجاري.

كل الأنواع ملوثة

بدأت الدراسة بعد شراء 5 سرطانات زرقاء برية (blue crabs)، و10 من قريدس النمر (tiger prawns) المستزرع، و10 من الحبار البري (wild squid)، و10 من المحار (osyters) المستزرع، و10 من السردين البري (wild sardines)، حيث وجد الباحثون آثارا بلاستيكية في جميع العينات بلا استثناء.

وتشرح فرانشيسكا ريبيرو، التي تدرس التعرض الغذائي للبلاستيك في جامعة كوينزلاند (University of Queensland) بأستراليا بالقول "بالنظر إلى متوسط الوجبة، يمكن أن يتعرض آكل المأكولات البحرية لما يقرب من 0.7 مليغرام من البلاستيك عند تناول وجبة متوسطة من المحار أو الحبار".

وعند السردين يصل ما يتناوله إلى 30 ملغ من البلاستيك. وللمقارنة، فإن 30 مليغراما هو متوسط وزن حبة أرز. وما زلنا لا نعرف ما الذي يفعله هذا بأجسامنا، ولكن علينا معرفة ذلك.

والمحيط هو الحوض النهائي للمواد البلاستيكية في العالم، وفهم مدى تلوث شبكة الغذاء البحرية بهذه الملوثات هو جزء من التحدي.

وبعد تناول المواد البلاستيكية التي صنعناها بأنفسنا، وُجد أن العديد من الأنواع البحرية تكافح الضرر المادي والإجهاد التأكسدي، حتى إن البعض مات، مثل حيتان الشاطئ التي وجدناها محشوة بالقمامة، وفق الدارسة.

اختلافات حسب الأنواع

لا تُعرف المخاطر التي تتعرض لها الثدييات البرية من البلاستيك، وعلى الرغم من أننا ربما لا نبتلع قدرا كبيرا من البلاستيك مثل هذه الحيتان، فنحن بحاجة إلى معرفة مقدار ما نستهلكه بالفعل لمعرفة ما إذا كنا في خطر.

وتقول ريبيرو "تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن كمية البلاستيك الموجودة تختلف اختلافا كبيرا بين الأنواع، وتختلف بين الأفراد من النوع نفسه".

وباستخدام تقنية قياس الطيف الكتلي الجديدة التي تقوم في وقت واحد بمسح خمسة أنواع مختلفة من البلاستيك الشائع، وجد الباحثون أن الحبار في السوق الأسترالية يحتوي على أقل قدر من آثار البلاستيك الدقيق، في حين احتفظ السردين بأكبر قدر.

تم العثور على البولي إيثيلين، وهو بلاستيك يستخدم في الأغشية والرقائق، بأعلى تركيز، في حين كان البولي فينيل كلوريد، المعروف أيضا باسم بي في سي (PVC)، الأكثر انتشارا في كل عينة.

وهذا لا يتعارض مع ما اكتشفته الدراسات الحديثة الأخرى. إذ إن المأكولات البحرية ليست هي الوحيدة التي تحتوي على المواد البلاستيكية الدقيقة (حيث تحتوي السكريات والأملاح والكحول والماء عليها أيضا). فقد أظهرت الأبحاث أن هذه الفئة من الأطعمة تمثل معظم استهلاكنا البلاستيكي.

ففي الأماكن التي يتم فيها استهلاك المأكولات البحرية بكثرة، تشير الدراسات إلى أن بعض الأشخاص يبتلعون ما لا يقل عن 11 ألف جزيء من البلاستيك الدقيق سنويا.

طريقة قياسية للدراسة

تكمن المشكلة في أن العديد من هذه الدراسات تستخدم منهجيات مختلفة، وتقدم تقارير النتائج بطرق مختلفة. إضافة إلى ذلك، لا يحدد الكثيرون الأنواع الفردية من البلاستيك، ويعتمدون على الملاحظات البصرية وحدها.

ومن ثم فإن وجود طريقة عالمية لاختبار عينات الأنسجة بعناية لأنواع مختلفة من البلاستيك سيسمح للعلماء بمقارنة النتائج من جميع أنحاء العالم بسهولة أكبر. وتبدو هذه التقنية الجديدة طريقا واعدا، مما يسمح للعلماء بالتركيز على كميات أصغر من البلاستيك بدقة أكبر من ذي قبل.

وتقول عالمة البحار تامارا جالواي من جامعة إكستر "لا نفهم تماما المخاطر التي يتعرض لها الإنسان جراء تناول البلاستيك، لكن هذه الطريقة الجديدة ستجعل من السهل علينا اكتشاف ذلك".

 

المصدر : الصحافة الأسترالية

البث المباشر