باغتنا فايروس كورونا وبشكل لم يكن أهل غزة قد عملوا له حسابا، حيث اكتشفت وزارة الصحة أربع حالات مصابة بكوفيد 19 في المنطقة الوسطى بعد انتقال العدوى لهم عبر سيدة عادت من معبر ايرز حاملة الفايروس ونقلته إلى أربعة من أفراد عائلتها.
وفي ساعة متأخرة من ليلة الرابع والعشرين من آب خرجت وزارة الصحة ببيانها لتؤكد الخبر وتفرض حضر التجوال على جميع محافظات القطاع لثمان وأربعين ساعة.
ولم يكن تجاوب الناس مع القرار إيجابيا فقد تهافت الناس على المخابز والأسواق لشراء المواد التموينية فور تأكيد الخبر، في ظل تحذيرات الصحة ومجهودات الشرطة التي أغلقت بعض الأسواق الكبرى والمخابز وحاولت منع المواطنين من التجمع في الشوارع الرئيسية للمدينة.
وأكدت الصحة على أهمية تعاون المواطن وتعامله مع الأمر بجدية هذه المرة دعما للمجهودات التي حاولت لأشهر متواصلة منع الفايروس من الوصول الى المواطنين داخل القطاع.
وبينما تفاوت تفاعل المواطنين على صفحاتهم بين الخوف والسخرية والنصيحة تساءل الكثيرون منهم عن آلية للتعامل مع الوضع الجديد إذا تفاقم الأمر وطالت فترة الحجر.
وتبادل النشطاء نصائح للتعامل مع الأمر أولها الالتزام بقرار وزارة الداخلية والصحة والالتزام بالحجر بينما حمل آخرون الاحتلال مسؤولية نقل الفايروس الى قطاع غزة نظرا لأن السيدة المصابة كانت على موعد للسفر مع ابنتها إلى القدس للعلاج، وقد أرجعها الاحتلال في نفس اليوم وطلب منها العودة في اليوم التالي.
وبدت شوارع قطاع غزة خاليه من الناس بعد أن انتشر رجال من أفراد الشرطة ليمنعوا التجمعات ويغلقوا المحلات التجارية .
وقدم البعض نصائح على صفحاتهم للتعامل مع الفايروس من خلال الاكثار من شرب فيتامين C والاتصال على الأرقام التابعة لوزارة الصحة إذا ما شعر أحد المواطنين بأي أعراض للمرض من حرارة مرتفعة وصعوبة بالتنفس.
وبدوره تحدث الدكتور غسان الجعيدي عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الكورونا بإسبانيا عن تجربته في العمل بالمستشفيات الإسبانية خلال أزمة كورونا هناك ، وقال عبر مقابلة مع وكالة شهاب الفلسطينية :" إن الواجب الذي يقع على عاتق الفرد يبدأ بمعرفة المصاب ومن تعامل معه وحصر الإصابات والمصداقية في التعامل مع ذلك وعزل الأسرة التي اكتشفت فيها الإصابات والغسل وعدم اللمس وعمل اختبار الكشف عن الكورونا في أول 48 ساعة من اكتشاف الفايروس. "
وأضاف:" إذا كان هناك مصاب يجب أن يعزل عن المجتمع، ليفحص مجددا بعد أربعة عشر يوما.
ويستدرك الجعيدي : لكن يجب أن يعزل حتى الأشخاص غير المصابين لأن النتيجة من الممكن ألا تظهر مع الفحص الأول فيجب أن يعزل كل أفراد الأسرة "
ووجه الجديعي نصائح للأسرة الفلسطينية في غزة بالالتزام بالحجر المنزلي وعدم الخروج إلا للضرورة مع لبس القفازات والكمامات وعدم لمس الوجه والتعقيم الفوري والتباعد الاجتماعي لأكثر من مترين. ونبه إلى خطورة الأمر لذا يجب عدم البحث عن أسباب للخروج وخرق الحجر لأن هذا ما حدث في إسبانيا في البداية وفاقم الوضع كثيرا وزاد من انتشار العدوى حتى استوعب الناس أهمية الحجر والتباعد وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة.
وعمن يضطر للذهاب إلى عمله فال الجعدي إن عليه خلع جميع ملابسه فور وصول منزله مع وضعها في كيس وغسلها دون خلطها مع ملابس أخرى وتكثيف غسل يديه وجسمه فورا بالماء والصابون فور عودته قبل أن يلامس أي شيء أو أي شخص.
ويخشى المواطنين من القدرة على مواجهة الأزمة الجديدة لما يعانيه القطاع من عجز حاد في المنظومة الصحية نتيجة الحصار الجائر، ما يعني أن التعامل مع الوضع قد يؤدي إلى كارثة حقيقية بالإضافة إلى إعلان الاحتلال إغلاق المعابر ومنع دخول السولار المشغل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ودعا مختصون المواطنين الى التعامل مع الأمر بوعي بالالتزام بالحجر الصحي كطريقة وحيدة لحصر انتشار الفايروس ومنع انتشار الاشاعات الكاذبة عبر شبكات التواصل الاعتماد على مصدر رسمي في التبليغ عن الحالات ونقل المعلومات.