قائمة الموقع

رمزي أبو رضوان ... ألحان الطفولة والحجر

2020-08-26T19:05:00+03:00
رمزي أبو رضوان
الرسالة نت-رشا فرحات

لطالما كان الفن هو الرسالة البسيطة الأقدر على الوصول إلى العالم، هذا إذا كنت فنانا عربيا، أو عالميا، أو من أي بقعة على هذه الأرض، ولكن، حينما تكون فلسطينيا، فالرسالة حتما ستختلف، ستتحول إلى صوت يعزف ألحان الحجارة والمأساة، والهجرة، والنزوح والفقر، والمخيمات، وصوت للقدس على رأس كل ذلك.

في الصورة هنا فتى يرمي الحجارة في الانتفاضة الأولى، هو نفس الفتى في الصورة الثانية، وبين الصورة والصورة قصة إنسان وصلت رسالته الفلسطينية إلى ما بعد الحدود وما بعد الحرب (الإسرائيلية).

إنه فتى يدعى رمزي أبو رضوان ولد في بيت لحم في عام 1979 لعائلة مهجرة من قرية النعاني ونشأ في مخيم الأمعري للاجئين في رام الله، ولك أن تتخيل، كيف يمكنها أن تكون تلك الحياة في البيت الأسبستي، في ظل انتفاضة أحرقت أحلام الأطفال حرقا، ولكن أحلام رمزي لم تحترق!!

كان في الصورة التي تحولت إلى أيقونة، طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، شارك في الانتفاضة الأولى وأصبح مصدر إلهام بسبب صورة منتشرة على نطاق واسع تبين أنه يستعد لإلقاء حجر على دبابة.

طفل محترق القلب، بلباسه البسيط، فاقد لكثير من القلوب التي أحب، فقد أخاه وابن عمه والعديد من أصدقائه أثناء الانتفاضة، الطفل الذي كان يساعد عائلته على تجرع مرارة الحياة من خلال بيعه للصحف.

وفجأة تغيرت المقادير بمنحة لدراسة الموسيقى في فرنسا، حصل رمزي بعدها على دبلوم الدراسات الموسيقية من المعهد الوطني الإقليمي للموسيقى في فرنسا، ثم دبلوم دراسات في النظرية الموسيقية، وتعليم البيانو والأوركسترا.

هو مؤسس ورئيس ومدرس موسيقى "فيولا، بزق، ونظرية الموسيقى والمقامات" في جمعية "الكمنجاتي"، وفي معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، كما أنّه مؤسس ورئيس للعديد من الفرق الموسيقية منها، الفرقة القومية للموسيقى العربية، وفرقة دلعونا للموسيقى الشرقية والجاز.

أوصل أبو رضوان صورة الموسيقى الفلسطينية من خلال تنظيمه لمهرجانات وطنية تعزف فيها ألحان فلسطينية حيث كان مؤسساً ومديراً فنياً ومنظماً لأكثر من (20) مهرجاناً في فلسطين، منها مهرجان الباروك الموسيقي ومهرجان أيام الموسيقى، ومهرجان رحلة موسيقية للموسيقى الروحية التقليدية.

عاد أبو رضوان إلى فلسطين، وفي عقله مشروع استقطاب للمواهب الشابة حيث أسس مشروع موسيقي مهم من خلال فرقة الكمنجاتي، حيث يستفيد من مركز الكمنجاتي أكثر من 300 طفل فلسطيني بالمجان بالإضافة الى الجولات التي تقوم بها الفرقة في المدن والقرى والمخيمات".

حصل الكمنجاتي على العديد من الجوائز، منها جائزة مشروع الصوتية عام 2012 عن اسطوانة "انعكاس فلسطين"، فيما أعد مخرج نرويجي عمل مسرحي عن سيرة حياته قبل أعوام، بمشاركة فنانين أوروبيين وأمريكيين وعرب من بينهم فلسطينيون.

وفي 2017 أعلن وزير الثقافة في حكومة التوافق إيهاب بسيسو، الفنان رمزي أبو رضوان مؤسس جمعية الكمنجاتي، شخصية العام الثقافية 2017 واعتبر بسيسو أن الصورة تمثل الانتفاضة التي يمثلها الفنان الفلسطيني، والطفل الذي حمل حجراً ثم كماناً، ليصبح رمزي أبو رضوان مؤسس فكرة "الكمنجاتي".

لم يقبل أبو رضوان اكمال حياته في باريس، بل عاد الى بيت لحم، إلى مخيمه تحديدا، ليكمل رسالته، وليضع يده في أيد كثيرة تؤمن بأن للفن الفلسطيني رسالة سامية تحوله إلى لحن خالد.

اخبار ذات صلة