وكالات- الرسالة نت
ذكرت صحيفة مصرية أن اللقاء الذي كان مقررًا عقده الأربعاء الماضي بدمشق بين حركتي "حماس" و"فتح"، لبحث النقاط محل الخلاف في ملف المصالحة الفلسطينية، قد تأجل لأجل غير مسمى، وذلك بسبب أجواء التوتر التي تهيمن على علاقة سوريا بكل من مصر والسلطة الفلسطينية.
وكانت "فتح" اعتذرت عن عدم حضور اللقاء قبل يوم واحد من انعقاده، مبررة موقفها بالمشادة الكلامية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس السوري بشار الأسد، خلال حضورهما القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية في التاسع من الشهر الجاري، حول جدوى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأفادت مصادر مطلعة على ملف المصالحة الفلسطينية لصحيفة المصريون القاهرية أن حركة "فتح" وبإيعاز من القاهرة تلكأت في الرد على طلب "حماس" للتسريع بعقد الاجتماع بين الطرفين، سواء في دمشق أو اختيار عاصمة عربية ثانية، مما حدا بـ "حماس" لتأجيله، وإجراء اتصالات مع "فتح" لعقده في أقرب وقت.
غير أن المصادر استبعدت أن يتم اللقاء قريبا، أو التوقيع على ورقة المصالحة بالقاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة، بعد أن كانت سادت توقعات قوية بذلك، عازية هذا التراجع إلى وجود خلافات بين قوى إقليمية حول تجاوز الفلسطينيين خلافاتهم التي اشتعلت منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأكدت أن القاهرة لم تتعامل بإيجابية تجاه التطورات في المفاوضات بين "فتح" و"حماس"، بعد اتفاق الطرفين على تجاوز العديد من نقاط الخلاف، في ظل شكوكها حول إمكانية انصياع الأخيرة لضغوط قوى إقليمية قد تحول دون وفائها بالتزاماتها.
وكان وفدان رفيعا المستوى من "حماس" "وفتح" اتفقا خلال لقاء "أخوي وودي" في دمشق جمعهما أواخر الشهر الماضي على عقد لقاء ثان في 20 أكتوبر في لإطار خطوات التحرك نحو المصالحة الفلسطينية. وترأس الوفدين يومها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح".
في غضون ذلك، توترات أنباء عن مساع ستبذلها السعودية، بغرض إزالة العراقيل أمام عقد لقاء عربي موسع بمشاركة مصر وسوريا وقطر والأردن، لإيجاد دعم عربي للمصالحة الفلسطينية، خاصة وأن عدم وجود مباركة عربية شاملة للمصالحة، أو عدم مشاركة أكثر من طرف عربي مرتبط بصلات وثيقة مع "حماس" عمل على عرقلة المصالحة وتأخير التوصل إليها حتى الآن.
ولم تستبعد المصادر أن تطرح السعودية مسألة المصالحة المصرية السورية مجددا، حيث أن الخلافات بينهما تعد أحد أهم العوامل التي عرقلت إتمامها، مستغلة التداعيات الإيجابية لاجتماع اللجنة المصرية السعودية العليا برئاسة رئيس وزراء البلدين، للعمل من أجل إذابة الجليد في علاقات البلدين منذ سنوات.
وكانت مصر تقوم بدور الوسيط بين الحركتين المتخاصمتين منذ أن سيطرت "حماس" على قطاع غزة في يونيو 2007 إلا أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بعدما رفضت "حماس" توقيعه في الموعد الذي كانت القاهرة حددته وهو 15 أكتوبر 2009.