غزة – الرسالة نت
تمكن طاقم من أطباء الجراحة إلى جانب طبيب من الإدارة العامة تنمية القوى البشرية بمجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من إجراء عملية منظار نوعية تُجرى لأول مرة على مستوى فلسطين، عبر استئصال قالون لسيدة دون اللجوء لعملية جراحية.
وقال الطبيب عماد الحوت مدير قسم الجراحة العامة وجراحة المناظير بمجمع ناصر والذي أجرى العملية: "إن العملية تمّت عبر استئصال كامل لقالون سيدة تبلغ من العمر 44 عاماً، تُعاني من ألام مستمرة بالبطن وإسهال ونزيف دم بالبراز، فضلاً عن وجود لحميات زائدة على طول قالون المريضة".
وأضاف الحوت" إن العملية تمت عبر أخذ عينات من اللحمية الزائدة عن طريق الاستئصال بواسطة المنظار، وتُسمى هذه الزوائد باللحمية بـ "الزوائد الحميدة"، ومن ثم إجراء فحوصات عليها ثم إجراء عملية بواسطة المنظار وتم خلالها إيصال الأمعاء الرفيعة بما يعرف بـ المستقيم.
ولفت إلى أنه نادراً ما تنجح مثل هذه العملية لأنها مُعقدة جداً وتحتاج لمختبرات خاصة وإمكانيات كبيرة وطاقم طبي متخصص بهذا المجال.
وبّبين الحوت أن العملية استغرقت سبع ساعات متواصلة، على خلاف العمليات الجراحية التي تستغرق ما بين ثلاث لـ أربع ساعات، حيث تم فتح ثُقب بسيط بالجسم خلال هذه العملية.
وأشار إلى أن من فوائدها ونتائجها الإيجابية تلاشي حدوث مضاعفات عند المريض عقب العملية، وعدم فتح البطن لديه والذي من شأنه أن يخلق صعوبة في الحركة لدى المريض، وتلاشي الالتصاق بعد العملية وقلة جلوسه بالسرير.
وأكد أن المريضة صحتها ممتازة وباستطاعتها تناول كافة أصناف الطعام، وباستطاعتها التحرك بكل سهولة ويسر، والتنقل والحركة بشكل تدريجي وطبيعي بعد أربعة أيام، وهي المدة التي ستمكث فيها بالمستشفى، مبدياً استعداده لإجراء مزيد من مثل هذه العملية.
وشكر الحوت مجمع ناصر إدارةً وعاملين لما بذلوه من جهد لصالح المستشفى ، ولمجهوداتهم المستمرة من حيث نوعية العمليات وعقد المؤتمرات العلمية بشكلٍ شهري، ووزارة الصحة لتقديمها الدعم المستمر للمستشفيات والإدارة العامة لتنمية القوى البشرية.
من جانبه أكد مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور محمد الكاشف في على أن الوزارة تشجع كل الكفاءات الموجودة بالمستشفيات
وأضاف "نسعى دائماً لتوفير كافة الأجهزة والمعدات اللازمة للمستشفيات، لا سيما أجهزة المناظير لتدريب الأطباء عليها، وبالفعل نجح الدكتور الحوت من إجراء عملية جراحية عبره وبنجاح كبير لأول مرة بغزة ولربما بفلسطين والشرق الأوسط بأسره".
وأشاد د. الكاشف بهذا الجهد الكبير الذي بذله الأطباء في إجراء هذه العملية النوعية والفريدة والتي تعتبر الأولى من نوعها على صعيد هذا التخصص، لافتاً إلى أن هذه العملية ليست الوحيدة من نوعها، حيث هناك عمليات نوعية بقسم القلب بمجمع الشفاء، وبجراحة العيون بمستشفى العيون، وبجراحة المخ والأعصاب بمستشفى غزة الأوروبي ومستشفى شهداء الأقصى.
وأكد الكاشف أنه مهما شُدد الحصار سيواصل الشعب الفلسطيني تقدمه وعطائه بكافة المجالات لا سيما الصحي وتوفير كافة الخدمات للمرضى، شاكراً السواعد البشرية التي تفجر هذه الطاقات بجهودٍ فردية اختراقاً للحصار.