قال رئيس حكومة الوفاق في ليبيا فايز السراج إن إطلاق من وصفها بـ"مليشيات حفتر الإرهابية" قذائف صاروخية باتجاه قوات الوفاق المتمركزة غربي سرت صباح أمس، يؤكد أنها أخلت بالعديد من الاتفاقات في أكثر من مناسبة.
وخلال اتصال هاتفي مطول مع قائد غرفة عمليات سرت والجفرة، أكد السراج دعمه المتواصل لقوات الوفاق والقوات المساندة لها، لالتزامها بما جاء في بيان وقف العمليات القتالية المعلن الجمعة الماضي.
خرق لإطلاق النار
وفي وقت سابق أمس الخميس، أعلنت حكومة الوفاق أن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قصفت قواتها غربي سرت، معتبرة ذلك مؤشرا على عدم الامتثال لمجلس النواب في طبرق، وتوعدت بالرد.
وقال العميد عبد الهادي دراه المتحدث باسم عمليات سرت والجفرة التابعة لحكومة الوفاق -الخميس- إن قوات حفتر أطلقت عددا من القذائف الصاروخية باتجاه قوات الوفاق المتمركزة غربي سرت.
واعتبر دراه القصف المدفعي خرقا لوقف إطلاق النار، ويكشف عدم امتثال قوات حفتر لرئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح الذي دعا في مبادرته إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قد عبر عن قلقه من التقارير الواردة من مدينة سرت، والتي وثقت اعتداء قوات حفتر على سكان المدينة وتصفيتهم كما حصل في مدن أخرى.
قوات حفتر تنفي
غير أن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر، نفى استهدافها لقوات الوفاق، وقال إن هذا الاتهام يأتي في سياق تبرير عملية ضد قواته.
وأكد المسماري أن قوات حفتر ملتزمة بالهدنة، متهما قوات الوفاق بأنها "تبرر لعمليات عدائية مستقبلية، للتغطية على المظاهرات الشعبية في طرابلس"، بحسب قوله.
من جهة أخرى، طالب المجلس الاجتماعي لقبيلة القذاذفة بتسليم الذين تسببوا في قتل مواطن بمدينة سرت وسط ليبيا، دعسا بإحدى السيارات التابعة لحفتر.
وأضاف بيان القذاذفة أن عدم الرد على مطالب القبيلة بإطلاق سراح المعتقلين وإبعاد المرتزقة التابعين لحفتر عن المناطق السكنية، سيجعل قوات حفتر عدوا يجب قتاله.
كما دعا المجلس الاجتماعي، كل أبناء قبيلة القذاذفة الذين انخرطوا في صفوف قوات حفتر، إلى الانسحاب منها فورا.
لقاء أردوغان والمشري
في غضون ذلك، قالت الرئاسة التركية -في تغريدة على تويتر- إن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري.
وقالت مصادر للجزيرة إن مباحثات أردوغان والمشري تركزت على دعم المسار السياسي في ليبيا والاتفاقات المشتركة وسبل تفعيلها وتطويرها.
من جهته، قال المشري إن "لتركيا اليد الطولى في إبعاد العدوان عن العاصمة طرابلس"، وإنه سيكون لها ما وصفه بالدور الحاسم في إرساء السلام في البلاد.
جاء ذلك في اجتماع للمشري والوفد المرافق له مع وفد تركي برئاسة رئيس البرلمان التركي مصطفى شنتوب، في قصر يلديز التاريخي بإسطنبول.
جهود دولية لإنجاح المسار السلمي
وعلى صعيد متصل، جدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة دعم بلاده التام لعمل الأمم المتحدة في ليبيا. وفي مؤتمر صحفي مع الممثلة الخاصة للأمم المتحدة بالوكالة في ليبيا ستيفاني ويليامز، اعتبر بوريطة أن إعلان وقف إطلاق النار "أمر مهم وخطوة في الاتجاه الصحيح".
من جهتها، أكدت المسؤولة الأممية ضرورة "تشجيع الفرقاء الليبيين على اغتنام فرصة الأجواء الإيجابية التي تركتها التصريحات الأخيرة لمسؤولين ليبيين بشأن وقف إطلاق النار"، واصفة تلك التصريحات بـ"الشجاعة".
في السياق ذاته، أكد السفير البريطاني لدى ليبيا نيكولاس هوبتون أن حكومة بلاده ستعمل على إنجاح المسار السياسي ودعم جهود رئيس حكومة الوفاق لتحقيق الاستقرار.
وأعلن السفير البريطاني دعم بلاده لمبادرة السلام التي أعلنها السراج الجمعة الماضي.
المصدر : وكالات