من المُقرّر عقد محادثات بين ممثلي دولة الاحتلال وممثلي الإمارات، في أبو ظبي، الأسبوع المُقبل، حول تفاصيل اتفاق "السلام" بين الأخيرة وتل أبيب، والذي جاء تتويجا للتحالف بينهما.
وفي المقابل، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "أوروبا تريد تحسين العلاقات مع (إسرائيل)"، بعد تعليق تنفيذ مخطّط "الضم"، الذي يسعى الاحتلال من خلاله، إلى بسط سيادته على أكثر من 30% من الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة إنه من المُقرر أن تُفتَتَح المحادثات بين الوفدين الإسرائيلي والأميركي في أبوظبي، وممثلي الإمارات، بمؤتمر يومي الإثنين والثلاثاء المُقبلين، "بهدف إتمام تفاصيل التطبيع، واتفاق السلام".
وسيُشارك في المحادثات في أبو ظبي وفد أميركي، يضمّ مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للأمن القومي، وكبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، آفي بيركوفيتش، وفق الصحيفة.
وذكرت أن "المحادثات ستركز على سبل تعزيز التعاون بين إسرائيل والإمارات في مجموعة متنوعة من المجالات؛ مثل الطيران والسياحة والتجارة والاقتصاد والتمويل والصحة والطاقة والأمن والثقافة والنقل وغير ذلك".
وأوضحت الصحيفة أن وفدا ممثلا من مختلف الوزارات الإسرائيلية، سينضم إلى المحادثات، لافتةً إلى أن المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، رونين بيرتس، سيترأس الوفد، الذي سيضم كذلك المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، تال بيكر، وغيرهما، موضحة أن بيرتس "سينسق (مع الجانب الإماراتيّ) الملف الاقتصادي".
وأشارت إلى أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، الذي كان قد استقبل في الثامن عشر من الشهر الجاري، رئيس الموساد، يوسي كوهين، في إطار زيارة قام بها الأخير إلى أبو ظبي لإجراء محادثات حول تفاصيل اتفاق التحالف والعلاقات الدبلوماسية الرسمية، وناقشا "آفاق التعاون في المجالات الأمنية".
"تحسين العلاقات" مع أوروبا؟
وذكرت الصحيفة أنه بالتزامن مع المحادثات بين إسرائيل والإمارات، فإن "بعض دول الاتحاد الأوروبي تدعو إلى رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل"، بعد تعليق مخطط الضم.
وذكرت أن هذه الدول التي لم تُسمّها، قد عرضت إعادة إنشاء مجلس الشراكة الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، واستئناف الاجتماع السنويّ الذي كان يُعقد كل عام حتّى توقُّف عقده قبل 8 سنوات.
وقالت الصحيفة، إن الدول اقترحت على وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إعادة إنشاء مجلس الشراكة، خلال مشاركته في اجتماع غير رسمي، عُقد في العاصمة الألمانية برلين هذا الأسبوع، وشارك فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27،
وخلال الاجتماع اقترح بعض الوزراء الأوربيين "بمبادرة منهم تجديد مجلس الشراكة"، وفق الصحيفة.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "مبادرات غير رسمية من وراء الكواليس في الاتحاد الأوروبي، قد روجت لمثل هذه الخطوة" كجزء من التحرك الأوروبي ضد مخطط الضم الإسرائيلي، إذا لم يتم تنفيذ المخطط.
وقالت "هآرتس" إن "مقترحات" تمّ المناداة بها "في أروقة الاتحاد"، مفادها فيمكننا فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إسرائيل.
وأضافت أن "اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، والذي أدى، بحسب الصياغة الرسمية للدول المعنية، إلى ’تأخير الضم’، اعتبره الاتحاد خطوة إيجابية، على الرغم من قلق العديد من الدول من العواقب المحتملة على الفلسطينيين".
وأشارت "هآرتس"، إلى أنه " في أوروبا، يُنظر أيضًا إلى تعيين أشكنازي وزيرا للخارجية، على أنه فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات(بين الاتحاد وإسرائيل)".
ولفتت إلى أن أشكنازي نفسه، قد أعلن حول هذه الرحلة، التي كانت الأولى في منصبه كوزير للخارجية، أن "هدفها كان تحسين الخطاب والعلاقات مع الأوروبيين".
وتُعدّ اتفاقيات الشراكة، التي وقعتها إسرائيل والاتحاد الأوروبي في عام 1995؛ اتفاقيات إطارية تحكم العلاقات بين الهيئات في دول الاتحاد وإسرائيل.
وكان يُعقد اجتماع سنوي رفيع المستوى يحضره وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونظرائهم الإسرائيليين.
وعُقد الاجتماع الأخير من هذا النوع في تموز/ يوليو 2012. وبعد عام، ألغت إسرائيل المؤتمر المزمع بسبب خلاف بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة.
المصدر: عرب 48