قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تركيا لا تسعى لخلق التوتر؛ بل للحفاظ على حقوقها ومصالحها بالإيمان والعلم والقانون مشددا على أنه لا يمكن لأي أحد منعها من ذلك.
وحذر أكار من محاولة ما سماه قلب التوازنات عبر رفع حظر بيع الأسلحة عما أسماه الشطر الرومي من الجزيرة القبرصية، مشيرا إلى أن ذلك لن يساعد في إحلال السلام أو حل المشكلات؛ بل سيتسبب في الاشتباكات.
ودعا أكار الدول إلى التعامل بالعقل السليم مع قضية التوتر في شرقي المتوسط مشيرا إلى أن ذلك هو السبيل للتوصل إلى حل.
وجدد وزير الدفاع التركي دعم بلاده فكرة الحوار، على الرغم من جميع التطورات في شرقي المتوسط، مشيرا إلى أن فرنسا لا يحق لها التدخل في المنطقة.
وأضاف أن هناك من يأتي إلى المنطقة من آلاف الكيلومترات، ليحاول التنمر، إلا أن هؤلاء سيعودون كما أتوا على حد تعبيره.
وخلال كلمة ألقاها أثناء زيارة له إلى القاعدة الجوية في مدينة أسكي شهير وسط تركيا قال أكار "فرنسا ليست دولة ضامنة، وليست طرفا في أي اتفاقية، وليست ممثلا عن الاتحاد الأوروبي، فبأي حق تتدخل في المنطقة؟، وإذا كانت تسعى وراء البطولات فنقول لها إن زمن الفتوة قد ولى، نحن لا نمارس الفتوة ولا نخلق التوتر؛ بل نسعى للحفاظ على حقوقنا ومصالحنا بالإيمان والعلم والقانون، ولا يمكن لأي أحد أن يمنع ذلك".
محادثات جارية
من جهته أكد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي أن هناك محادثات جارية بشأن قضية شرق المتوسط، مشيرا إلى أن بلاده منفتحة على إيجاد حل دبلوماسي دون شروط مسبقة.
وكانت الخارجية التركية قد رفضت قرار الولايات المتحدة رفع الحظر جزئيا عن تصدير الأسلحة للشطر اليوناني من قبرص، وقالت إنه يزيد الوضع اشتعالا.
في المقابل، أجرى وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس اتصالا هاتفيا مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي، وذكرت وزارة الدفاع اليونانية أن الجانبين بحثا التطورات الجارية في منطقة شرق المتوسط، وأكدا عزمهما المحافظة على السلم والاستقرار في شرق المتوسط.
وتتهم أثينا تركيا بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى الجرف القاري التركي.
الفرقاطة الفرنسية
وكانت صحيفة لوفيغارو الفرنسية قد قالت إن سفينة حربية تركية تتبعت الفرقاطة الفرنسية "لو تونير" طويلا، وهي متوجهة إلى لبنان لتقديم المساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت.
ومنذ بداية جولة التوتر الحالية في شرق المتوسط بدا واضحا سعي باريس إلى تأدية دور من خلال مواقفها وتحركاتها التي وضعتها في مواجهة تركيا.
ويبدو التصرف التركي كرد فعل على مشاركة الفرقاطة الفرنسية في تمرين مع البحرية اليونانية قبل التوجه إلى لبنان، وبعد أن اقتربت من منطقة العمليات التركية للمسح الزلزالي للتنقيب عن موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.
وكان ماكرون قال قبل أيام إنه رسم خلال هذا الصيف خطوطا حمراء أمام تركيا في شرق المتوسط. وأرسل قبل ذلك تعزيزات عسكرية إلى المنطقة شاركت في مناورات عسكرية مع اليونان وقبرص.
وقد رد الأتراك باتهام فرنسا بالتنمر، وقال الرئيس التركي إن "ما يميز قادة اليونان وفرنسا هو الجشع وانعدام الكفاءة". وأضاف أن تركيا "مستعدة لتقديم شهداء"، متسائلا "هل اليونانيون والفرنسيون مستعدون لذلك؟".
المصدر : الجزيرة + وكالات