منذ حوالي أسبوع يرقد الأسير ماهر الأخرس -49 عاما – في سجن عيادة الرملة بعدما كان في معتقل عوفر، وذلك لظروفه الصحية التي تزداد خطورة لإضرابه عن الطعام لليوم 38 على التوالي بسبب رفضه للاعتقال الإداري.
ورغم صعوبة وضعه الصحي إلا أنه يرفض أخذ المدعمات والدواء علما أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم كما تقول زوجته أم إسلام، والتي أكدت خشيتهم على زوجها، لاسيما وأن لا معلومات حتى اللحظة حول وضعه الصحي بالتحديد.
الوضع الصحي للأسير الأخرس بات هم عائلته الوحيد، فهم طيلة الوقت في حالة قلق عليه، والدته التي تجاوزت السبعين من عمرها تقول بانها لم تهنأ بأكل أو نوم وهي تفكر فيه، وطيلة الليل تقيم الصلوات وتدعو للإفراج عنه.
وكان الأسير وهو أب لخمسة أطفال أصغرهم ست سنوات، قد قضى خمس سنوات في الأسر منها أكثر من 20 شهرا ضمن الاعتقال الإداري دون أي أدلة كافية تقدم للمحكمة ضده.
يذكر أن الأخرس والذي كان يعمل قبل اعتقاله مزارعا في بلدته سيلة الظهر في جنين، تعرض للاعتقال عدة مرات أولها عام 1989، واعتقل للمرة الثانية عام 2004، ثم أُعيد اعتقاله عام 2009، وفي عام 2018، وأخيرا أعاد الاحتلال اعتقاله في تاريخ 27 تموز/ يوليو 2020، وحول للاعتقال الإداري أربعة أشهر، جرى تثبيتها لاحقاً.
*****النيابة لا تعلم
وخسر الأسير طيلة فترة اضرابه عن الطعام حوالي 20 كيلوغرام من وزنه، كما ضاعف إضرابه من سوء حالته الصحية بفعل سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها (إسرائيل)، فهو يعاني حاليا من أوجاع في كل أنحاء جسمه، وآلام في القلب وفي المعدة ووجع في الرأس ودوخة شديدة.
ورغم الأوضاع الصحية السيئة التي يعانيها الأخرس، إلا أنه مازال مصراً على إضرابه حتى إنهاء قرار الاعتقال الإداري بحقه، لذا لازال ممتنعاً عن أخذ الدواء الخاص به كونه مريض ضغط بالإضافة لامتناعه عن الطعام، باستثناء الماء.
وفي اليوم الـ 37 من إضرابه عن الطعام، كانت محكمة "عوفر" الاستئنافية العسكرية الإسرائيلية أصدرت قرارًا بتأجيل عقد جلسة استئناف الأسير الأخرس، بحجة أن النيابة العسكرية لا علم لديها بأنه مضرب عن الطعام.
وبحسب ما أفادته مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، في بيان صحفي أن الأسير الأخرس اعتقل في 27 من يوليو، وأعلن إضرابه عن الطعام أثناء اعتقاله.
وفي الثاني عشر من أغسطس قررت محكمة عوفر تثبيت قرار اعتقاله الإداري لمدة أربعة أشهر، مدعية وجود ملف سري له بقيامه بنشاطات في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وكان الأسير الأخرس أبرق رسالة قال فيها "ما زلت مُصرا على مطالبي ولن أتراجع ذرة إلا بالحرية بين أولادي رغم الآلام التي أصبحت أشد من الموت لكني صابر ولن أتراجع، وكل يوم أزداد إصراراً لأن هذا العدو لا يرحم وهذا تؤكده تصرفاته معنا نحن المضربين حيث والله لو كان حيوان موجود مكاننا في الزنازين لتحركت مشاعر الإنسانية عند هؤلاء السجانين لكنهم يفتقدون لأي مشاعر إنسانية".
كما وجه رسالة إلى غزة مفادها: أهل غزة المعطاءة أشكركم وأنتم في أشد حصار ما زلتم تثبتون أنكم أقوى من كل عدو متجبر بإرادتكم التي لا تلين، شكراً لكل قائد ولكل نساء غزة وشيوخها وأطفالها ومصابيها بوقفاتكم المساندة لي ولغيري".