قالت وزارة الخارجية اليونانية مساء أمس إنه لا محادثات مقررة بينها وبين تركيا لتخفيف التوترات المتزايدة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، في حين أجرى الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالين اتصالا هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، بحثا فيه الأوضاع بشرقي المتوسط.
وأفاد مراسل الجزيرة استنادا لمصادر في الرئاسة التركية بأن الاتصال بين الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالين ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين تمت خلاله مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في شرقي البحر المتوسط.
وبحسب المصادر فقد أكد قالين لأوبراين أن تركيا تدعو لنموذج عاجل لتقاسم منطقة شرقي المتوسط، مضيفا أن تركيا لا يمكنها أن تقبل ما وصفها بالسياسة التوسعية لليونان وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، وهو ما يؤدي لرفع التوتر في المنطقة.
من جهتها، نفت اليونان ما أعلنه حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أن اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء محادثات لتفادي أي اشتباكات عسكرية عارضة بمنطقة شرق المتوسط، بينما تجري روسيا مناورات بحرية خلال الشهر الجاري في المنطقة.
وأضافت الخارجية اليونانية -في بيان لها- أن المعلومات التي جرى الكشف عنها بشأن مفاوضات فنية مفترضة يستضيفها مقر حلف الناتو، "لا تتفق والواقع"، وشددت على أن وقف التصعيد "لن يتم إلا بالانسحاب الفوري لجميع السفن التركية من الجرف القاري اليوناني".
وجاء نفي أثينا بعد ساعات من إعلان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس أن اليونان وتركيا "اتفقتا على الدخول في محادثات فنية في مقر الحلف للتوصل إلى آليات لتقليص خطر الحوادث في شرق المتوسط".
وكان الشهر الماضي شهد اصطداما خفيفا بين فرقاطتين تركية ويونانية.
وتشهد منطقة شرق المتوسط استعدادات عسكرية لوحت بها كل من تركيا من جهة واليونان وفرنسا من جهة أخرى، إثر بدء تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة جزر يونانية، واتهمت أثينا على إثرها أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع، بينما ترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى جرفها القاري.
دعم تركي
من جانبها، قالت تركيا إنها تدعم مبادرة الأمين العام لحلف الناتو تأسيس آلية لخفض التوتر وتترقب من اليونان تأييدها، وأضافت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة مستعدة للحوار مع أثينا دون شروط مسبقة لإيجاد حلول عادلة ومنصفة في إطار القانون الدولي.
وأوضحت الخارجية التركية أن المفاوضات العسكرية التي تدعو إليها مبادرة الناتو ستركز على عدم نشوب النزاع، وليست موجهة لحل القضايا الثنائية بين اليونان وتركيا.
وأجرت اليونان وفرنسا وإيطاليا -الحلفاء في حلف الناتو- تدريبات عسكرية في المنطقة نفسها من البحر المتوسط، كما أجرت تركيا -وهي عضو أيضا في الحلف- تدريبات بحرية.
وذكرت وكالة رويترز أن عبارة "تجنب الصراع" الواردة في مبادرة الناتو تشير في المصطلحات العسكرية إلى إنشاء قنوات اتصال بين الجيشين الموجودين في المنطقة ذاتها، مثلما فعلت الولايات المتحدة مع روسيا قبل سنوات لتفادي الحوادث في الأجواء السورية.
وفي سياق متصل، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التطورات في شرق المتوسط، وقال الرئيس التركي إن اليونان وقبرص والدول التي تدعمهما "تتخذ خطوات تفاقم الأزمة والتوتر".
مناورات روسية
وفي تطور لافت، أعلنت تركيا أن روسيا تعد لإجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية الشهر الجاري في شرقي المتوسط، وقالت أنقرة إن هذه المناورات ستجري في المناطق التي تجري فيها عمليات المسح الزلزالي التركية بحثا عن موارد الطاقة.
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالاستفزاز ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية بأن ما وُصف بتصرفات تركيا العدائية في شرق المتوسط مرتبطة بالدعم الروسي لأنقرة.
وقالت زاخاروفا -في مؤتمر صحفي- إن موسكو لا تبحث عن مكتسبات من خلال تصادم الحلفاء والدول في منطقة حساسة كشرق البحر الأبيض المتوسط، وأضافت أن روسيا تدعو إلى حل المسائل الخلافية بين الدول عن طريق الحوار السياسي وبناء الثقة، والبحث عن الحلول التي تلائم جميع الأطراف والمبنية على قواعد القانون الدولي.
المصدر : الجزيرة + وكالات