في منتصف الليل وكما ينبغي على ضباع مسعورة أن تفعل، يهجم جنود المحتل بقنابل على بوابة منزل عائلة جدعون في مخيم جنين، يفجرون الباب الحديدي الذي يقف وراءه الشقيقان محمد وأحمد!
التفجير أدى إلى اصابة الشقيقين ووالدهما الشيخ محمد جدعون والذي يرقد الآن في غيبوبة في حالة صحية شديدة الخطورة.
تتناثر أشلاء المصابين، ومعها صرخات العائلة، الجيران، الواقفون فوق الأسطح وعلى الشرفات، يتناوبون الصراخ في وجوه كتيبة كاملة، خرجوا مسرعين من قلب المنزل وهم يحملون الشقيقين المصابين على نقالة الموت، الجسدان ينزفان دما في الطريق، ورغم ذلك حملا بكل بشاعة!!
نادي الأسير لم يعد بإمكانه إحصاء الاعتقالات اليومية بسبب تهميشه وتقليل ميزانيته، والاستغناء عن محامي الدفاع عن الأسرى العاملين لديه، فلم يعد بوسعه سوى التنديد بهذه الجريمة عبر صفحته على فيس بوك متسائلا عن مصير الشقيقين محمد فضل الشيخ قاسم (جدعون) (27 عاماً)، وأحمد (22 عاماً) من مخيم جنين وهما أسيران سابقان.
الجيران في المخيم نقلوا الصور عبر شبكات التواصل وتفاصيل حدوث الجريمة وتطاير قطع من لحوم أجسادهم على الأرض، وذلك قبل اعتقالهما لاحقا.
ويرقد الآن الجريحان الأسيران في مستشفى العفولة لتلقي العلاج ثم إكمال رحلة الاعتقال والعذاب من جديد كما كتب ابن عمهم حمزة جدعون عبر صفحة في فيس بوك.
وقد أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مساء السبت، أن الأسيرين الجريحين أحمد ومحمد جدعون (22 و27) عاما من مخيم جنين، يقبعان في وحدة العناية المكثفة بمشفى العفولة بوضع صحي خطير ومقلق.
وبين محامي الهيئة أن الجريح محمد جدعون فاقد للوعي وفقد كميات كبيرة من الدماء بسبب إصابته البليغة والخطيرة للغاية بالقدم اليسرى، حيث أجريت له عملية جراحية لإزالة بعض الشظايا، وستجرى له عملية أخرى اليوم الأحد.
وأوضح البيان أن شقيقه الجريح أحمد تم نقله لوحدة العناية المكثفة عصرا وهو تحت تأثير المخدر، بسبب إصابته البالغة بالوجه والرقبة والتي صنفت على أنها بين المستقرة والصعبة، حيث أجريت له عمليتان جراحيتان ظهر الأمس وستجرى له أخرى خلال الأيام المقبلة في منطقة الرقبة.
واعتبر نادي الأسير أن هذه الجريمة ليست إلا جزءا من سلسلة الجرائم الطويلة التي تنفذها قوات الاحتلال يومياً أثناء عمليات الاعتقال منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر تموز/ يوليو 2020.
وتفيد الأرقام بأن الاحتلال قد اعتقل (2759) مواطناً منهم الأطفال والنساء خلال هذه الفترة، تخللتها عمليات إطلاق نار على المعتقلين، واعتداءات بالضرب المبرح طالت كذلك عائلاتهم، إضافة إلى عمليات الترهيب التي تتعمد بثها منذ لحظة اعتقالهم وفقا لبيان نادي الأسير.