يتهافت المقدسيون الشباب على عقد قرانهم في داخل الأقصى في محاولة لإثبات الوجود المقدسي وكسب أجر الرباط خاصة في ظل التضييق الكبير على المقدسيين وتهافت المستوطنين على ابتكار طقوس جديدة كان آخرها الاحتفال بمراسم زواج تلمودية في ساحات الأقصى.
وتمتلئ صفحات التواصل بين الوقت والآخر بصور لأزواج بعد قرانهم مباشرة يراها معظم المتابعين صورة حية لحياة مقدسية مليئة بالفرح توثق الرباط قبل الزواج في باحات الأقصى.
وبعد أن كانت مجرد فكرة لزوجين تحول عقد القران في باحات الاقصى الى مشروع وطني انطلق قبل عشر سنوات بإشراف من مؤسسة عمارة الأقصى بقصد تكريس الأقصى مركزاً مباركاً لحياة الناس، ومنطلقاً لتشكل أسرهم التي هي لبِنات المجتمع ومنطلق المصاهرة بين العائلات بشهادة من داخل الأقصى.
المشروع لم يكن مشروعا مقاوما فحسب بل أثار حفيظة الاحتلال لدرجة أن وزيرة الاستيطان الصهيونية أطقلت مشروعا مشابها له تماما .
مثار جدل
وبالأمس، أثير الجدل للمرة الأولى حول المبالغة في بعض طرق الفرح من العروسين وعائلاتهما، حيث تصل عدد عقود الزواج يوميا في المسجد الأقصى الى أكثر من عشرة ، تلك المبالغة والتي لم ترق للشيخ أبو محمد الحموري المأذون الشرعي في محكمة القدس الشرعية دفعته للاعتذار عن اجراء أي عقد زواج في الأقصى بحجة عدم الالتزام بعض العرسان بالتعاليم الإسلامية .
وقال الحموري في بيان له الثلاثاء، إن ذلك "يأتي بعد الإساءات الكثيرة، غير المقصودة، في حق المسجد الأقصى المبارك، من تبرج للنساء القادمات لعقد القران، ومن تصوير ووقفات وتصرفات غير لائقة البتة بمسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ناهيك عن حرمتها"
لم يكن الأمر قرارا رسميا وإنما كان اجتهادا فرديا من الشيخ الحموري ويرى كثيرون أنها كانت لفتة في مكانها خاصة أنه لم يطالب رسميا بإلغاء المشروع بل هو تحدث عن مظاهر تنتهك حركة الأقصى وقدسية المكان من وجهة نظره .
لا يجب أن يموت
ومن وجهة نظر أخرى، يرى مقدسيون غردوا على وسم عقد قران بالأقصى أن عقد القران بالمسجد الاقصى أصبح عند الغالبية العظمى من المقدسين فألا حسنا لبداية الحياة الزوجية وزاد من تواجد المواطنين في المسجد الأقصى وساحاته في غير أوقات الصلاة.
ويرون أن عقد قران يحضره العشرات من العائلتين، ومظاهر الفرح التي يمارسها عدد من العائلات كل بطريقته، يثير قلق الشرطة الإسرائيلية التي سرعان ما تتواجد في المكان بشكل مكثف.
ويرى آخرون أنه نوع من أنواع المقاومة والرباط بالأقصى الذي يضيق على أهله وعلى أوقافه يوما بعد يوم ومن واجب المواطنين المقدسيين ابتكار طرقهم الخاصة لتثبيت قدمهم في باحات الأقصى وتواجدهم على الدوام، وهذا يتطلب مشاركة كل فئات المجتمع على اختلافها ومن كل أحياء القدس.
وقال أحد المغردين على الوسم :"لا شك أن هنالك بعض التجاوزات والسلوك غير اللائق بقدسية المكان خاصة أثناء التقاط الصور ولكن عندما نقيم الأمر نرى أن حسناته اكثر من سيئاته"
ويرى زياد بحيص الناشط المختص بقضايا القدس أن مشروع عقد القران في المسجد الأقصى انطلق بقصد تكريس الأقصى مركزاً مباركاً لحياة الناس، ومنطلقاً لتشكل أسرهم التي هي لبِنات المجتمع والمصاهرة بين العائلات.
وأضاف: المشروع أغاظ الصهاينة لما فيه من أثر بعيد المدى حتى حاولوا محاكاته؛ بل إن وزيرة الاستيطان الصهيونية قلدته، لافتا إلى أن وجود تجاوزات في هذا المشروع تقتضي تصحيحه ونصيحة المقبلين عليه، واشتراط الحشمة وتمام الستر من المشايخ ليكملوا عقد القران؛ لا أن يتحول النقد إلى وأد المشروع والقضاء عليه في وقت تتراجع فيه كل مظاهر الرباط.
عقد القران في الأقصى.. ميثاق الرباط قبل الفرح
الرسالة- رشا فرحات