أوردت وسائل إعلام تركية أن القوات التركية أصدرت إخطارا بحريا في منطقة شرق المتوسط لإجراء تدريبات عسكرية بحرية بالذخيرة الحية تستمرّ يومين، بداية من اليوم السبت.
من جانبه اعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن الحشود العسكرية والمناورات المختلفة التي شهدتها منطقة شرق المتوسط خلال الأسبوعين الماضيين هي تهديد بالنسبة لتركيا. ودعا اليونان لتجنب الوقوع في فخ الاستغلال من دول أخرى لم يسمها قال إنها تسعى لتحقيق مصالحها.
وكانت القوات التركية أجرت الأسبوع الماضي مناورات مع قوات السلام في قبرص الشمالية التركية، شاركت فيها قوات جوية وبرية وبحرية، وتضمنت تدريبات على هجمات جوية وعمليات بحث وإنقاذ قتالية.
وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع التركية في حسابها على تويتر إنها أجرت تدريباتِ بحث وإنقاذ قبالة السواحل الليبية، بمشاركة فرقاطة "تي سي جي غمليك"، ومروحية كانت على متنها، في إطار فعاليات مجموعة المهام البحرية التركية.
وتترافق هذه المناورات مع توتر شرقي المتوسط على خلفية خلافات تركية يونانية، بشأن عمليات التنقيب التركية في المنطقة.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع التركية أن سفنها الحربية تواصل حماية سفن التنقيب والمسح الجيولوجي في البحرين الأسود والمتوسط.
وأفادت الوزارة في بيان على صفحتها بتويتر بأنها تؤكد مواصلة قواتها البحرية حماية السفن التي تؤدي مهامها في المياه التركية، وهي السفن الباشا خير الدين بارباروس والريس عروج والفاتح.
تهديد ودعوة لتجنب فخ الاستغلال
وفي إطار الرد التركي، قال وزير الدفاع خلوصي أكار إن المناورات المختلفة التي شهدتها منطقة شرق المتوسط خلال الأسبوعين الماضيين هي تهديد بالنسبة لتركيا.
وأضاف "إن لم تكن هذه المناورات تهديدا، فما هي إذن؟، بينما نتحدث عن الصداقة وعلاقات حسن الجوار، يتم الرد علينا بالتسلح وزيادة الحشود العسكرية وبالمناورات، وبالطبع هذا ما يزيد من حدة التوتر، والحل بسيط جدا لمنع ذلك وهو التركيز والعمل على الحوار والمفاوضات الثنائية، ويجب أن يعلم الجميع أنه في حال عدم القيام بذلك فمن المحتمل أن تكون هناك عواقب وخيمة".
وأوضح أكار، في إشارة إلى تحركات فرنسا، أن محاولة بعض الدول انتزاع دور لها في شرقي المتوسط هو عبارة عن استفزاز لا يفيد إلا في تحريض الناس وتعقيد المشاكل، على حد وصفه.
وبشأن الوضع في ليبيا، قال وزير الدفاع التركي أن من يحاولون انتزاع دور لهم في ليبيا وسوريا والبحر المتوسط وأفريقيا، هم من يعقدون الأزمات ويتسببون بتأخير الحل السياسي في هذه المناطق.
كما أكد أكار ضرورة أن تتجنب الجارة اليونان الوقوع في فخ الاستغلال من قبل دول أخرى لم يسمها قال إنها تسعى لتحقيق مصالحها. وأضاف "نحن دائما نذكرهم بهذا، أتمنى أنهم يعون هذا الأمر".
وجاءت تصريحات أكار في كلمة الجمعة، بمناسبة افتتاح السنة الدراسية، في قيادة قوات المشاة البحرية والبرمائية بولاية إزمير، بحضور رئيس هيئة الأركان يشار غولر، وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.
وشدد أكار على أن من سماها الدول التي تحيك المكايد لتركيا في مسألة شرق المتوسط، سيكون مصيرها الخسران، كما حدث في التاريخ.
ومن أجل خفض التصعيد شرقي المتوسط دعا الوزير التركي بعض الدول إلى التزام الصمت، "لا داعي لأن يقوموا بشي، كل ما عليهم هو الصمت". وشدد أكار على أن تركيا، دائما تؤيد حل الخلافات في شرقي المتوسط استنادا للقوانين الدولية، ومراعاة حسن الجوار، والحوار بناء على الاحترام المتبادل.
وشارك وفد تركي، بحسب أكار، الخميس في حوار يرعاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتوصل إلى حل مع اليونان.
وقد وصفت الخارجية التركية البيان الصادر عن القمة السادسة لدول جنوب أوروبا بشأن بحر إيجه وشرقي المتوسط وقبرص، بأنه منحاز وبعيد عن الواقع، ويفتقر إلى الأساس القانوني.
ودعت الخارجية التركية في بيان اليونان إلى أن تتخلى عن ادعاءاتها التي تنتهك القانون الدولي، ومطالبها بمناطق النفوذ البحرية.
وأكدت الخارجية التركية أنه في نطاق السعي لخفض التوتر، من الضروري أن تسحب اليونان سفنها العسكرية، وأن تدعم مبادرة حلف شمال الأطلسي (ناتو). ودعا البيان أثينا إلى الجلوس مع أنقرة حول طاولة المفاوضات دون شروط.
الجزيرة نت