الطبيب (اللوح) ناجٍ يروي تجربته مع (كورونا)

د. حسن اللوح
د. حسن اللوح

الرسالة نت-مها شهوان

بداية العام الجاري حزم الطبيب حسن اللوح وعائلته حقائبهم لقضاء رحلة شتوية مميزة في إسطنبول، استمتع وعائلته بالمعالم التركية والطعام المميز والتقطوا الكثير من الصور التذكارية، وبعد شهر حزمت الحقائب مرة أخرى محملة بالهدايا للعودة إلى قطاع غزة.

أول مرة وصل فيها الطبيب اللوح وعائلته مطار إسطنبول تفاجئ بإيقاف الطيران، وبعد وقت عاود حجز تذاكر الطيران مرة ثانية فوجئ بإغلاق المطار ورجعوا للبيت كون الاغلاق حتى اشعار اخر بسبب كورونا.

بعد أيام قليلة بدأ الطبيب يلاحظ أعراضا مرضية أصابته وعائلته، وخلال البحث تبين أنها أعراض كورونا، بدأ يتواصل مع أصدقاءه الأطباء في تركيا وألمانيا والدول التي انتشر فيها فايروس –كوفيد 19 – لمداواة نفسه وعائلته لاسيما أحد ابناءه الذي عانى مثله.

يروي الطبيب وهو مدير مجمع الشفاء الطبي رحلته مع فايروس كورونا "للرسالة"، ويقول: كل منا التزم غرفته وكانت زوجتي وهي مصابة أيضا تعد لنا الطعام الصحي وتضعه لنا على أبواب الغرف، حيث التزمنا الحجر البيتي مدة 14 يوما".

وتابع: بدأت تظهر الأعراض على أولادي من اليوم السادس، بينما أنا في اليوم السابع، فعملت على منحهم العلاج حسب البرتوكول التركي والذي يعتمد المضاد الحيوي وفيتامين Dوملتي فيتامين وغيره"، مضيفا: وضعي الصحي بدأ يزداد سوءا كوني مريض ضغط وسكر وقلب، ففي اليوم الثامن عملت على تزويد جرعتي من الدواء واستبدلت المضاد الحيوي باخر، وكل ذلك باطلاع زملائي الأطباء المتابعين لفايروس كورونا في بلدان مختلفة.

وفي اليوم العاشر اشتدت الاعراض على الطبيب الناجي من فايروس كورونا، فذهب إلى المختبر للتأكد من اصابته وبعد اجراء الفحوص و c.t تأكدت الإصابة، وحين اشتد المرض ولم يستطع مداوة نقسه في البيت تواصل مع الصحة التركية وأرسلوا له الإسعاف وأدخل في مستشفى حكومي لكن حالته الصحية احتاجت للاهتمام أكبر كونه يعاني من أمراض مزمنة فانتقل إلى مستشفى خاص.

لم يترك الطبيب اللوح حالته فكان يحاول أن يكون مستيقظا طيلة الوقت كي لا يدخل في غيبوبة بسبب مضاعفات الفايروس عليه لإصابته بأمراض مزمنة، ويوضح أنه بعد عشرين يوما من العزل في المستشفى الخاص اخذ خلالهاحبوب صينية شعر على إثرها بالتحسن إلى جانب أدوية أخرى.

ويقول: كنت في مرحلة ميؤوس منها، واستعد الأطباء لحقني بالبلازما لكن قدر الله أن أتحسن"، متابعا: تحسنت بنسبة 30لـ 40% وبعد حوالي الشهر عدت للحجر البيتي مع متابعة الصحة التركية لي ولجميع أفراد العائلة".

وتذكر الطبيب موقفا حدث مع عائلته حين قرر أن ينزل أحد ابناءه لشراء احتياجاتهم من السوبرماركت فاتصل عليه أحد أفراد الطب الوقائي التركي ليسأله أين هو فأخبرهم بالبيت لكن المتصل أكد له أنه في الخارج وطلب منه العودة فورا والاتصال حال احتاج وعائلته شيئا.

وبرر الأب ما حدث، بأنه وعائلته باتوا يشعرون بالإحراج من أصدقاءهم الذين كانوا يلبون لهم طلباتهم من الخارج، وحين تصلهم إلى باب البيت كان شخص معين من العائلة يجلبه بعد تعقيم الباب والاغراض.

وبحسب تجربته يؤكد الطبيب أن 81% من مصابي كورونا لا تظهر عليهم الأعراض ويتحسنوا دون شيء، 10% اصابتهم ما بين بسيطة ومتوسطة، 5% اعراضهم شديدة ويتحسنوا، بينما 4% لديهم مشاكل مرضية وأورام سرطانية يكون وضعهم صعب وفترة علاجهم تمتد من 10 أيام فأكثر حيث يتحسن 2% والبقية قد يفارقون الحياة.

ونصح بعدم التلامس والابتعاد المواطنين عن بعضهم، والتعقيم المستمر، بالإضافة إلى التغذية الجيدة والابتعاد عن السكريات والدهون، والاعتماد على الخضروات والفاكهة وشرب السوائل الساخنة من الأعشاب والليمون، وممارسة الرياض، والتعرض لأشعة الشمس، عدا عن أن 50% من الشفاء يعتمد على الوضع النفسي.

البث المباشر