قائمة الموقع

ما بعد الانسحاب "الإسرائيلي" من القطاع

2020-09-12T23:03:00+03:00
صورة "أرشيفية"
خالد النجار

حدت السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة من تطور قدرات المقاومة في مطلع الانتفاضة الثانية، وقد شكل تقسيم القطاع إلى مربعات أمنية تخضع للسيطرة الإسرائيلية دوراً رئيساً في إدخال المعدات القتالية للمقاومة الفلسطينية، الأمر الذي جعل من الصعوبة تقدير قراءة فعلية لمستقبل المقاومة في قطاع غزة، سيما أن الوجود الفعلي للسلطة الفلسطينية يُعد مهدداً رئيساً لكافة أشكال المقاومة باعتبارها تتنافى مع ما جاء في اتفاق أوسلو المشؤوم. رغم تلك التهديدات إلا أن ضربات المقاومة أوجعت الاحتلال، وشكلت منعطفاً مهماً في تاريخ الصراع ومنه إلى إرغام الاحتلال على الانسحاب من غزة، كخطوة أولى على طريق التحرير الذي يحلم به كل فلسطيني على أرض فلسطين وخارجها.

بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع، تبنت حركة حماس استراتيجية للتحول في أدائها العسكري والذي لا بد من إسناده لتحولاً سياساً مهماً وتاريخياً، وهو حقيقة التغيير في جذور العمل النضالي الذي كان يهدف لتحديد رؤية وطنية يجمع عليها الكل الفلسطيني تبدأ بإصلاح معظم مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني، فقد قررت حركة حماس الدخول في الانتخابات الفلسطينية عام 2006م، لاعتبارات وطنية تحافظ خلالها على الثوابت وتعزز موقف المقاومة، فشرعت في تغيير فعلي لأدائها السياسي والعسكري، نحو ما يحقق الأهداف العليا للشعب الفلسطيني، ويضمن له حقوقه في العودة وتقرير المصير، فقد كانت أولى الخطوات العمل على إعداد منظومة أمنية عسكرية لتحصين المجتمع الفلسطيني وحمايته من براثن الاحتلال، تساند هذه المنظومة كافة أشكال العمل المقاوم وتؤسس لأنماط قيادية جديدة في إدارة الحكم، منها: إعادة تأهيل قطاع الأمن من خلال ضم كوادر أمنية مدربة على كافة أشكال القتال، يدعمها صلاح العقيدة، وطهارة النفس التي جبلت عبر سنوات طوال في مقارعة العدو الصهيوني، فتحولت أجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة إلى مشروع يدعم برنامج المقاومة ويحافظ على وحدة الصف الفلسطيني، ويحصن الجبهة الداخلية من أي عمليات اختراق صهيونية، فأصبحت تشن حرباً على العملاء، وقد شاركت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في عديد من المواجهات التي اندلعت بين المقاومة والجيش الإسرائيلي. إضافةً إلى تطوير وتعزيز القدرات القتالية لمعظم خلايا الفصائل الأخرى المسلحة، فقد ساهمت في توفير بيئة للإعداد والتطوير للفصائل الفلسطينية، ومدها بكل ما يلزم للحفاظ على الحالة الوحدوية الفلسطينية.

كذلك الاندماج بالمجتمع الفلسطيني، والوقوف على أهم احتياجاته خلال الأزمات، فقد جسدت صورة ناصعة في الحفاظ على بنية وترابط المجتمع الفلسطيني، ولم تسمح باختراق هذا الترابط، من خلال تشكيل فرق العمل واللجان المختصة في الإصلاح، والدعوة، والتثقيف، والتوعية السياسية والأمنية، والوقوف على أهم الاحتياجات الإنسانية التي تساهم في تأمين واستقرار الحياة العامة لسكان القطاع.

قرار الانسحاب الإسرائيلي تحت ضربات المقاومة شق النور لمرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني، والذي يخلدها التاريخ في صفحات العز والشرف والعفاف.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00