داخل غرفته في مستشفى الصداقة التركي وسط مدينة غزة، يجلس أحد مصابي فيروس كورونا المواطن أحمد حماد (32 عاما) مطلا من نافذة غرفته، يترقب اليوم الذي تُعلن فيه الطواقم الطبية بأن نتيجة فحصه أصبحت سلبية.
حماد الذي يجلس في المستشفى منذ 9 أيام، بعد أن انتقلت له الإصابة من شقيقه الممرض الذي يعمل في المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، يرى بأن خطورة الفيروس تتمثل في قلة وعي المواطنين وليس بالفيروس نفسه.
ورغم عدم ظهور أعراض المرض عليه بتاتا، إلا أنه يعيش بحالة نفسية سيئة، بعد أن ذهب جميع أفراد عائلته للحجر الصحي والاحترازي.
وتحدث حماد عن الحالة الصحية لوالده الذي بانت عليه الأعراض بشكل كبير، ويقبع حاليا في مستشفى غزة الأوروبي، لذا يزداد قله عليه يوما بعد يوم.
وأوضح أن خطورة الفيروس تتمثل في نقل العدوى لكبار السن وذو المناعة الضعيفة، "ولذلك يجب أن يلتزم المواطن بيته خوفا على أهله ووالديه".
وأشاد بعمل الطواقم الطبية والشرطية طوال فترة حجرهم الصحي، الذين يحرصون على معاملة المحجورين معاملة خاصة ويوفرون لهم العلاج والطعام مع بث الأمل في نفوسهم.
وتابع: "شعرت بحالة طمأنينة بعد صدور نتائج المخالطين من جيراننا وأصدقائنا، التي تبينت بأنها سلبية والحمد لله، لا نريد إصابات أكثر، فوضع قطاع غزة لا يحتمل".
وأعرب عن حزنه لدخول الفيروس لقطاع غزة الذي يعاني الويلات، "الوضع في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما لا يحتمل أي إصابات إضافية".
ودعا حماد، جميع المواطنين للالتزام بتعليمات الشرطة، والتزام المنازل، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، وعدم الاستهتار الذي يؤدي بالنهاية لنتيجة كارثية.
وبيّن أن أهم ما يجب أن يكون حاضرا لدى المواطنين لمحاربة هذا الفيروس، هو الوعي، "فمع امتلاك الوعي نستطيع العودة للحياة الطبيعية في أقرب وقت، ودون ذلك لن نتغلب على كورونا".
"لا يعلم الانسان بشاعة استهتاره في بعض اللحظات، إلا عندما يُصاب بالفيروس، لك أن تتخيل عائلة بأكملها تقبع في المستشفى وتترقب الشفاء". بهذه الكلمات ختم حماد حديثه.