أشاد إعلاميون فلسطينيون بمسيرة الكاتب الصحفي الراحل حسن الكاشف الذي وافته المنية مطلع الأسبوع الجاري في مدينة اسطنبول التركية، داعين إلى توثيق تجربته الإعلامية الثرية في مختلف ميادين الإعلام المسموع والمطبوع والمرئي، معربين في ذات الوقت عن تعازيهم الحارة لأسرته وللأسرة الإعلامية الفلسطينية التي فقدت قامة كبيرة برحيله.
جاء ذلك خلال لقاء تأبين الكتروني نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين مساء أمس الثلاثاء 15/9/2020 بمشاركة عائلة الراحل حسن الكاشف من مدينة اسطنبول ونخبة من الصحفيين الفلسطينيين عبر الاتصال المرئي باستخدام تطبيق "جوجل مييت"، وأداره الزميل محمد أبو قمر نائب رئيس مجلس إدارة المنتدى. واستهل الزميل الصحفي نبيل سنونو اللقاء بتلاوة عطرة لآيات الذكر الحكيم، وتم بث عرض مرئي عن سيرة الراحل خلال اللقاء الذي اختتم بتلاوة الفاتحة على روحه.
قامة إعلامية
وفي كلمة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أكد د. خضر الجمالي رئيس مجلس إدارة المنتدى أن الأسرة الإعلامية الفلسطينية خسرت قامة إعلامية كبيرة بوفاة الكاتب الصحفي حسن الكاشف، مشيراً إلى سجله المهني الحافل في ميادين الإعلام المختلفة، وقال: "إننا أمام رجل سخر وقته وجهده وقلمه لخدمة قضيته، وتفانى في خدمة الصحفيين من خلال موقعه في وزارة الإعلام التي ساهم في تأسيسها بداية عهد السلطة الفلسطينية مطلع التسعينات".
وأضاف "لقد حرصنا في منتدى الإعلاميين ورغم حظر التجوال في قطاع غزة نتيجة انتشار فايروس كورونا أن ننظم هذا اللقاء الإلكتروني كلمسة وفاء لروح الزميل الإعلامي الكبير حسن الكاشف، وكرسالة حب له ولأسرته الإعلامية التي تواصل دربه بكل جد واجتهاد".
صاحب بصمة
بدوره، أثنى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف على دور الراحل حسن الكاشف في خدمة الإعلام الفلسطيني، مشيراً إلى تميز علاقته مع الراحل وأبنائه سواء على صعيد العمل الصحفي أو الصعيد الإنساني، وقال: " نعتز به جميعاً، وشخصيا اعتز بأن عملت معه وتعرفت عليه في أكثر من محطة على الصعيد المهني وعرفته على المستوى الإنساني من خلال صداقتي لابنه زاهر في الجامعة".
وأشار معروف في كلمته إلى مسيرة الراحل في إذاعة مونتاكراول ومحطات إعلامية متنوعة، ومضى يقول: "الراحل من أصحاب البصمة ليس فقط في الإعلام الفلسطيني، وأسرته امتداد لمسيرته الإعلامية، فنحن نعتز كتلاميذ للأستاذ حسن، حيث استفدنا من تجربته الإعلامية"، سائلاً الله الرحمة والغفران للراحل.
توثيق التجربة
من جانبه، قال الإعلامي عماد الإفرنجي: "مبادرة رائعة وجميلة من منتدى الإعلاميين أن يبادر لبيت العزاء الالكتروني الذي ينظم لأول مرة وأشارك فيه لأول مرة على صعيد الشخصي، فهذه مبادرة مهمة لئلا تمر القامات الإعلامية دون أن نستذكرها"، مشيراً إلى تواصله الدائم مع الزميل شهدي الكاشف واطمئنانه بين الحين والآخر على الإعلامي الراحل أبو علي.
وأضاف "نفقد اليوم أحد أبرز القامات الفلسطينية والعربية الإعلامية، فالأستاذ حسن من القلائل الذين عملوا في أكثر من مجال, إذ جمع كل عناوين العمل الإعلامي وخاض تجارب في تغطية أحداث مختلفة، وكان له اسهامات في بناء المؤسسة الفلسطينية، وكان مقاتلاً عن الحقوق الفلسطينية، وكان مفكراً بمعنى الكلمة ومدافعاً عن حرية الصحافة".
وشدد الإفرنجي على ضرورة أن "تكون العلاقة الطيبة بين الصحفيين الفلسطينيين بعيداً عن المعترك السياسي والخلافات السياسية، مضيفً أن "ما يجمعنا أكبر مما نختلف عليه هنا وهناك"، داعياً لحفظ الإرث الإعلامي للراحل الكاشف من خلال كتاب أو فيلم، وقال" كان الراحل محباً لشعبه وقضيته ولمهنته".
وفي ذات السياق، قال الإعلامي عبد الناصر أبو عون مذيع إذاعة صوت القدس: "العزاء أقل واجب يقدم لمربي الأجيال حسن الكاشف، ونوجه التعازي للعائلة الكريمة لما تركته من أثر وتحديداً المربي أبو علي، وكل الكلمات لا تفيه حقه بقدر ما ترك في المسيرة الإعلامية"، مثنياً على مقترح توثيق تجربة الراحل الإعلامية.
وتابع "عرفنا الراحل موجها لنا، فكان نعم الأب والزميل والصديق، وكان يعطي النصائح والإرشاد، وجمعني معه ومع نجله رحلة إلى عمان، وكانت من أجمل الرحلات بوجوده، حيث تناقشنا في جوانب عديدة، وخاصة في الإعلام والعمل الإذاعي، فصوته مازال عالقاً بالذاكرة"، وقال: "ترك إرثاً كبيراً، وعلينا أن نحافظ عليه، ونستمر في هذه المدرسة التي أسسها الراحل الكبير".
بدوره، قال الإعلامي إبراهيم مسلم " نسأل الله الرحمة لأستاذنا الكبير أبو علي، والتعزية للجميع ولزميلنا شهدي وأسرته، والشكر لمنتدى الإعلاميين الذي يجمعنا دوماً في مناسبات مختلفة"، وتابع" ربما نحن من الجيل الذي لم يعاصر الراحل في العمل لفارق السن، لكننا سمعنا عنه الكثير، وعزاؤنا اليوم أنه ترك إرث كبير وسمعة طيبة، وهذه القامات الإعلامية التي تحمل هذا الإرث".
اختراق القلوب
وقال مراسل قناة الأقصى شادي عصفور: "عظم الله أجر الأسرة الإعلامية الفلسطينية كافة بوفاة الأستاذ حسن الكاشف، وقد عاشرته منذ سنوات طويلة، وما اذكره أنه عندما كان يتحدث كان الجميع يصمت، لأنه كان يتحدث باللغة الفصحى الدقيقة والقادرة على اختراق قلوب الجميع"، وتابع" "قد نكون اختلفنا مع الأستاذ حسن لكننا لم نختلف عليه وعلى وطنيته وعلى مواقفه التي كانت تصيب دائماً قلب الحدث".
كما نعى الصحفي معتصم دلول مراسل الجزيرة نت باللغة الانجليزية الراحل الكاشف، وقال: "نشكر منتدى الإعلاميين على هذه الفرصة الرائعة والإبداعية في التواصل مع الزملاء خاصة أنهم بعيدين في هذا الوقت لكنهم لم يبتعدوا عنا قلباً، وننقل تعازينا الحارة للزميل شهدي وزاهر بوفاة والد الصحفيين جميعاً الراحل أبو علي"، مستحضراً حين أجرى لقاء صحفي مع الراحل إذ "كانت إجاباته دقيقة، واعطاني نصائح في مجال عملي الإعلامي، حيث كنت مبتدئاً في العمل الصحفي حينها".
فخر واعتزاز
بدوره، عبر الصحفي محمد ياسين مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عن الفخر والاعتزاز بـ "القامة الإعلامية الكبيرة حسن الكاشف التي أثرت المشهد الإعلامي الفلسطيني والعربي"، وقال:" يكفينا فخراً أنه أثرى المشهد الإعلامي الفلسطيني والعربي، وعاصر محطات مهمة في تاريخ المنطقة، وكان له بصمات في ميادين العمل الإعلامي، وهذا يثبت أن الفلسطيني قادر على العطاء رغم كل التحديات"، متقدماً بأحر التعازي لأسرة الراحل والأسرة الإعلامية الفلسطينية.
بدوره، قال المحاضر الأكاديمي في مجال الإعلام سامي عكيلة: "شكراً لمنتدى الإعلاميين على هذه الفرصة، وهذا من الوفاء، وهذا ما تعودنا عليه من الأسرة الإعلامية بشتى أطيافها مهما كان هناك اختلاف سياسي أو فكري إلا إننا في اللحظات الحاسمة جسم واحد"، معرباً عن تعازيه الحارة لأسرة الراحل أبو علي. وأضاف "ترك الراحل أبو علي إرثاً وترك محبة، وهذا أفضل ما تركه هذا الإجماع وهذه المحبة في قلوب الجميع"، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الراحل بواسع رحمته.
كما نعى أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية د. حسن أبو حشيش الراحل الكاشف، وأبرق د. أحمد حماد أستاذ الإعلام بجامعة الأقصى بتعازيه، وقال: "فقدنا الكاتب الكبير حسن الكاشف قامة وقيمة لن تتكرر..الرحمة لروحك والعزاء لنا ولفلسطين وللعائلة الكريمة"، كما أرسل الزميل فتحي صباح مدير المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية بتعازيه الحارة، وكذلك الإعلامي نواف العامر والزميل مفيد أبو شمالة مدير تحرير صحيفة فلسطين اليومية. كما أبرقت الصحفية فداء المدهون بالتعازي.
وأبرقت الصحفية شيرين خليفة قائلة: "العزاء واحد في الزميل الراحل حسن الكاشف، فقد كان قامة إعلامية وإنسانية، واذكر أنني حين تدربت في صحيفة الدار الأسبوعية التي أسسها ورأس تحريرها تعلمت منه الكثير من القيم.. جزاه الله عنا خيراً"، بينما قالت الصحفية ترنيم خاطر: "رحيل الصحفي الكبير حسن الكاشف خسارة للإعلام الفلسطيني والعربي، لاسيما أنه ترك بصمة لافتة في المشهد الصحفي، وأبدع في كل المنابر الفلسطينية والعربية"، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته. وكذلك مراسل صحيفة فلسطين طلال النبيه علق قائلاً: "عظم الله أجركم وأجرنا، ونسأل الله أن يتغمد الراحل برحمته.
فلسطين أولاً
بدوره، قال الصحفي شهدي الكاشف نجل الراحل: "اشكر منتدى الإعلاميين، هذا المكان الذي اشعر أنني جزء منه، وإن لم انتم بشكل نقابي أو بأي شيء لأن كل جسم إعلامي مشرف أنا اتمنى أن أكون جزء منه"، مرحباً بفكرة توثيق تجربة الراحل الإعلامية، مشيراً إلى حب والده وتعلقه الكبير بالوطن، وأنه حين وجد فرصة للعودة إلى الوطن بعد شتاته في بلدان عربية مختلفة "عاد رغم مغريات الفرص"، مبيناً أنه "ألح عليه كثيراً حتى تمكن من إقناعه بمغادرة قطاع غزة لأسباب صحية".
ونوه إلى مواقف الراحل المبدئية تجاه القضية الوطنية، وقال: " كانت كتابات الراحل أبو علي ضد اتفاق اوسلو، وكان قاسياً مع الزعيم أبو عمار في كتاباته"، فالوطن أولاً وفلسطين أولاً، وكان الراحل يقول ما في قلبه مهما كلف ذلك، وعندما انطلق برنامج وجهاً لوجه اعتقد البعض انه لتلميع وجه السلطة، ولكن كل المشاكل التي وقع فيها والدي على مدى مسيرته المهنية بداخل الوطن كان سببها انه يبحث عن الحقيقة، وحين كان يستضيف مسؤول فلسطيني وإن كانت تربطه به علاقة شخصية كان يصر على إخراج ما لديه من معلومات، وأن يحرجه من أجل الحقيقة ومن أجل فلسطين.
وبين الكاشف أن ذلك وضعه في مشاكل مع كل أجهزة الأمن والوزراء، ومضى يقول: " والدي أول من فتح ملف الرقابة العامة، وتحدث عن فساد السلطة، وتحدث عن الملفات المحرجة، فلم يكن هناك ما يمنعه من أن يقول الحقيقة في كل وقت، وكذلك عندما كان يختلف مع الفصائل الأخرى وحركة حماس.. كان ذلك من أجل فلسطين"، حاثاً الجميع على الدعاء لوالده بالرحمة.
صديق ومعلم
من جانبه، شكر زاهر الكاشف نجل الراحل منتدى الإعلاميين الفلسطينيين على التأبين الالكتروني، وقال:" لكم في حسن الكاشف مثل ما لنا فيه بالضبط، فعظم الله أجركم فيه، وانا اعتبره صديقي وليس أبي، وكنت اناديه يا أبو علي بكل المواقع كوني عملت كصحفي تحت يديه، ومع بداية عودته للبلد عملت في صحيفة الحياة الجديدة ثم توجهت للعمل في التلفزيون، وكنت مخرج برنامجه وجهاً لوجه وختمه ببرنامج خط أحمر في تلفزيون فلسطين".
وتابع قوله: "حسن الكاشف ربى الأسرة على أن فلسطين لنا كلنا وكلها لنا، وبالتالي لا مشكلة لدي مع أي لون أو خط سياسي إذا كان يخدم المصلحة العامة، والأهم أنه حين توافاه الله وجدت فلسطين كلها تعزينا وكل أطياف الشعب الفلسطيني تتصل للتعزية"، وختم قائلاً: " فقدت أبي وصديق ومعلم، لكني اسند ظهري بكل محبي حسن الكاشف".