قائد الطوفان قائد الطوفان

شخصيات وطنية تتهم السلطة بالإهمال في علاج الشيخ أبو عرة

الشيخ: أحمد أبو عرة
الشيخ: أحمد أبو عرة

الرسالة نت-رشا فرحات

أعلنت حركة حماس صباح اليوم عن وفاة الشيخ أحمد نمر أبو عرة أحد قادة ومؤسسي الحركة الإسلامية ورجال الدعوة في الضفة الغربية بعد إصابته بفايروس كورونا قبل أسابيع.

وأكدت الحركة في بيان لها أن الفقيد كان أحد أعلام فلسطين ومجاهديها على مدار عقود عديدة، ذاكرة ما واجهه من تاريخ طويل في مواجهة المحتل وما تعرض له من اعتقالات وملاحقات من الاحتلال على مدار تلك السنوات، وكان من بين المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992.

عاش الشيخ السبعيني الداعية أحمد نمر أبو عرة، في بلدة عقابا شمال طوباس، وقد كان يعاني من تراجع في صحته ازدادت بعد اصابته بفايروس كورونا وانتهى الأمر بالتهابات شديدة في الرئة أرقدته في غرفة العناية المركزة بالمستشفى التركي في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.

 وأبدت شخصيات سياسية واعتبارية انزعاجها من اهمال وزارة الصحة في الضفة الغربية حالة الشيخ الصعبة والحرجة وعدم مراعاة سنه وحالته الصحية، حتى رحيله صباح اليوم.

وكتب مصطفى أبو عرة أحد أٌقارب الشيخ واصفا طريقة تعاطي وزارة الصحة مع حالة الشيخ قائلا "منذ قرابة الأسبوعين بدأت أعراض التعب والإرهاق وفقد الشهية تظهر على الشيخ وكانت مثل هذه الأعراض تظهر عليه بعد اجرائه لعملية القلب المفتوح وعملية استئصال المرارة فظن أنها نفس الحالة.

ويضيف: "بعد أن ساءت حالته ذهب إلى المستشفى وتم إجراء الفحوصات فتبين أنه مصاب هو وزوجته بالكورونا، ورغم سوء حالته أعيد إلى البيت ما أدى لتدهور سريع وصل إلى عدم القدرة على الحركة أو قضاء الحاجة.

اتصل مصطفى على طبيب الصحة ليتخذ الإجراء المناسب فقال إن المخول بالتعامل مع مثل حالته الطب الوقائي، فاتصل مشكورا على الطبيب المختص بذلك وبعد ساعة حضر طبيب الطب الوقائي وعالجه ميدانيا دون أن يحوله إلى المستشفى!!

ويتابع قريب الشيخ:" قال لنا الطبيب أن علاجه في البيت أفضل علما بأن زوجته مصابة أيضا وهي امرأة كبيرة في السن ولا تستطيع رعايته! كما أنهما لم يرزقا بأولاد، ولا يقبل أحد المشاركة في رعايتهما نظرا لإصابتهما بالكورونا.

 ويكمل أبو عرة: "في عصر ذلك اليوم اتصلت لأطمئن على حالة الشيخ فقيل لي أن الطبيب رفض تحويله إلى المستشفى رغم حالته الصعبة، لذا أجريت اتصالات جديدة على مدير الصحة في طوباس وطبيب الطب الوقائي وبعد الضغط عليهم وتوضيح الصورة نقل الشيخ إلى المستشفى العسكري في نابلس.

وبعد ليلة قضاها الشيخ هناك قال مدير المستشفى لشقيقه أن وضعه قد تحسن بعد إعطائه الجلوكوز والأدوية وقرر إخراجه من المستشفى، وفي الساعة الثانية عشرة ليلا أعيد الشيخ إلى البيت وكان يزوره في كل يوم طبيب من الطب الوقائي يعلق له كيسا من الجلوكوز ويمكث عنده ساعة من الزمن ثم يتركه مع زوجته المريضة لخدمته.

وفي نهاية حديثه يقول مصطفى:" وقبل خمسة أيام أي يوم الأحد الماضي ذهبت إلى العيادة ودخلت على الطبيب وشرحت له الحالة المأساوية التي يعيشها الشيخ وأسرته وقلت له: إن ترك الشيخ في البيت دون تحويله إلى مستشفى خاص برعاية المصابين بالكورونا يعني الحكم عليه بالإعدام.

ووفق قريب الشيخ فإن ابنة أخيه خليفة قد أصيبت بالعدوى منه لدى زيارتها له وهو مريض قبل اكتشاف إصابته، لذا وعد الطبيب أن يتابع ذلك مع الصحة ومع الطب الوقائي ولكن يبدو أنه لم يستطع فعل شيء.

وهكذا تفاقمت حالة الشيخ أبو عره نتيجة التراخي والإهمال في علاجه حتى دخل في غيبوبة قبل أيام وفقد النطق والقدرة على الحركة فحول إلى المستشفى التركي حتى فارق الحياة صباح هذا اليوم.

واستنكرت عدد من الشخصيات السياسية طريقة تعاطي وزارة الصحة مع حالة الشيخ الحرجة حيث حمل القيادي في حركة حماس وصفي قبها رئيس الوزراء محمد اشتية ووزيرة الصحة مي كيلة المسؤولية الكاملة عن تقصيرهم الذي وصفه بالفاضح في التعاطي مع حالة الشيخ أبو عره ومطالبا بالتحقيق في الموضوع.

وقد كتب المهندس وصفي على صفحته رسالة إلى وزيرة الصحة قائلا فيها:" نُحملكم كامل المسؤولية على التقصير الفاضح بالتعامل مع حالة الشيخ أحمد نمر أبو عرة من عقابا ـ طوباس، حيث أن الإهمال ومن خلال شهادة الشيخ مصطفى ابو عرة واضح للعيان.

وطالب بلجنة تحقيق وطنية للوقوف على جوانب التقصير والاهمال، داعيا المؤسسات الحقوقية والانسانية الوقوف على مسؤولياتها تجاه المواطنين.

ونادى قبها ممثلي الشعب الفلسطيني للاضطلاع بمسؤولياتهم، مشيرا إلى أن إخوة  الشيخ من ابناء الدعوة الإسلامية مطالبون برفع الصوت عاليا وعدم الصمت على جريمة التقصير والإهمال.

البث المباشر