قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد ثمانية أشهر حرمان!

زيارة أم الأسيرة أنسام شواهنة لابنتها.. فاصل زجاجي وكمامة!

انسام شواهنة
انسام شواهنة

الرسالة نت-أمل حبيب

حاولت ملامسة كف ابنتها أنسام رغم الفاصل الزجاجي بينهما، وضعت كفها على حدود كف ابنتها، وأهدتها ابتسامة حجبتها كمامة طبية على وجهها، كما حجب الزجاج صوتها عنها!

لثمانية أشهر استوطن ذاك الضيق قلب أم باسل شواهنة والدة الأسيرة أنسام، لحرمانها من رؤية ابنتها، بعد الغاء زيارتها في سجن الدامون لأكثر من ثلاث مرات، ليس لأنها ضمن قوائم المنع الأمني فحسب، بل لأن الحجة الجديدة باتت جاهزة وهي "كورونا"!

لم تكتف مصلحة سجون الاحتلال بإجراءاتها التضييقية داخل المعتقلات، من اهمال وسوء التعامل مع الأسرى، بل وصلت تلك الإجراءات للتضييق على عوائل الأسرى، ومنعهم من الزيارة لأشهر طويلة، أو الغاء الزيارة قبل ساعات دون سبب يذكر!

انتظار ولهفة!

بينهما حاجز زجاجي كما كل مرة، ولكن هذه المرة كمامة فرضت على الأسيرة أنسام وأمها في الجانب الآخر بسبب إجراءات الوقاية من فايروس كورونا.

تصلنا فرحة أمها وهي تخبرنا عن تفاصيل الزيارة:" بس يبعد الجندي عنا، كانت تنزل أنسام الكمامة عشان أشوف وجهها، وأنا كنت أعمل هيك، كنا مشتاقين نحضن بعض".

عبر أسلاك الهاتف وصلتنا لهفة الأم من قرية اماتين شرق قلقيلية التي حرمت من ابنتها بتاريخ 9/3/2016 حيث تم اعتقالها أثناء عودتها من جامعة النجاح، على مدخل مستوطنة قدوميم بذريعة محاولة طعن مستوطن وصدر بحقها حكم بالسجن خمس سنوات.

عائلة الأسيرة شواهنة لم تعان فقط من منعها من الزيارة لذرائع أمنية، بل عاشت تحت ضغط نفسي بسبب إلغاء الزيارة قبل ساعات!

ويقول والدها ناصر شواهنة بحرقة تسبق حروفه:" لثلاث مرات يتم الغاء الزيارة، في المرة الأخيرة تلقيت اتصالا من مندوب الصليب الأحمر ليلة الزيارة أخبرني فيها بإلغاء الزيارة بقرار من إدارة سجن الدامون، كان ذلك مرهقًا لنا بعد فرحتنا بالموافقة".

يخبرنا أيضًا أن ما يزيد الأمر سوءاً بالنسبة لزيارة ابنتهم هو التصاريح الأمنية التي كانت قد انتهت، والبدء بمشوار إصدار التصاريح الأمنية الجديدة يستغرق أشهر.

ليلة العيد!

لا يمكن لوالدة أنسام أن تنسى لهفتها ليلة عيد الأضحى الماضي، حيث كان من المقرر زيارتها لأنسام، كانت تدرك أن العيد سيحل عليها مرتين برؤية وجه ابنتها بعد غياب!

قبل ساعات الفجر تم ابلاغ العائلة برفض الزيارة كذلك، لم تنس أم أنسام كسرة قلبها يومها، كان حزنًا يفوق قدرة استيعابها!

كانت تجمع رسائل ابنتها حتى تجيب عنها دفعة واحدة عند رؤيتها، لماذا تم إلغاء الزيارة؟ بهذا السؤال قضت الأم أيام عيدها وحسرة في قلبها لم تغب!

تخبرنا هذه الأم أن أنسام عامود المنزل، هي الحضن الكبير لها ولوالدها، وكما هي بين الأسيرات الآن في سجن دامون توصل صوتهن لإدارة السجن وتطالب بحقوقهن.

دخلت الأسيرة أنسام شواهنة (22 عاماً) مارس الماضي عامها الخامس والأخير في سجون الاحتلال الإسرائيلي وبقي لعودتها لحضن عائلتها ستة أشهر فقط.

"أطول ست شهور في حياتي" تعلق الأم على الفترة المتبقية للإفراج عن ابنتها، ثم تتحسن نبرة صوتها تدريجيًا، حتمًا يملؤها الأمل بعودة الروح والضحكات للمنزل، وحضن كبير دون فاصل زجاجي أو جندي يرمقهما ليعيدا الكمامة على وجهيهما!   

 

 

البث المباشر