صفحة الشهيد نضال جبارين (54 عاما)  على فيس بوك ساكنة، لا تتلقى رسائل من المرضى ولا تعطي مواعيد للعلاج، فقد أغلق صاحبها عيادته بأمر من جندي (إسرائيلي) يقف على حاجز برطعة ألقى قنبلة على جسد الطبيب فسقط شهيدا.

لم يكن الشهيد الطبيب نضال جبارين على موعد مع الموت، بل مع الحياة، ذاهب لتجهيز عيادته في الداخل المحتل في منطقة برطعة، لكن الاحتلال الذي يتقن التلاعب بالحياة قرر أن ينهيها على حاجز برطعة  جنوب غرب جنين.

برطعة أحد الحواجز الكثيرة التي يقف عليها جنود الاحتلال متأهبين لالتقاط فرائس بعناية فائقة، فرائس فلسطينية يعرفون مدى تأثيرها على فلسطينيتنا ووطنيتنا.

قنبلة صوت ألقيت على الطبيب المسالم الذاهب إلى عمله فوقع على الأرض مصابا بنوبة قلبية، ثم ألقي وسط أشجار الزيتون دون التأكد من حالته، بل وتأخر الاحتلال متعمدا في السماح لسيارة الإسعاف بنقله وايصاله الى المستشفى، حينها نقلته سيارة لمواطنين من الداخل المحتل إلى مستشفى الهلال الأحمر الذي حوله إلى مستشفى جنين الحكومي.

شقيق الطبيب سامح جبارين يقول تعليقا على ما حدث:" تمنى الشهادة طوال حياته، منذ كنا صغارا وهو يتمناها، ناضل من أجل الحياة ولقمة العيش وكان له نصيب أن ينال الشرف.

ويضيف:" تلقينا الخبر من اتصال المستشفى وتوجهنا الى هناك فوجدنا انه حول الى العناية المركزة لوضعه السيء، وهذا ليس غريبا على الاحتلال الذي يعتدي على الطبيب والمعلم والعامل وكانت اخر جريمة هي استشهاد اخي نضال.

 يتابع: المرحوم لديه عيادة في منطقة برطعة، وكان في طريقه إلى عيادته التي يعمل على تجهيزها ولم يبدأ العمل بها بعد.

ويوضح جبارين أنه حينما هم بعبور الحاجز مع مجموعة من الشباب بدأ الجنود بإطلاق النار والقنابل الصوتية ولاحقتهم الدورية بدون أي سبب واضح، وألقيت القنبلة الى جانبه ولقوة صوتها أصابته سكتة قلبية على الفور".

عرف الطبيب جبارين بحبه لفعل الخير ومساعدة فقراء الحي والطلبة المحتاجين، ودودا مع الجميع بشهادة أهل الحي الذي يسكنه في مدينة جنين، وهو أب لأربع فتيات وولد واحد ثلاثة منهم أطباء أسنان كوالدهم.

ونعت حركة حماس، الطبيب الشهيد نضال جبارين، الذي ارتقى بعد ظهر يوم الجمعة.

وأشارت إلى أن الشهادة جاءت في يوم الغضب الفلسطيني ضد مخططات الاحتلال في الضم والتوسع وضد التطبيع، داعية المهرولين نحو التطبيع ليعودوا لرشدهم، وليتوقفوا وينظروا لعدوان الاحتلال وإجرامه بحق المواطنين.

وفي تعليقها قالت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي في الحركة خضر عدنان:" إن قتل الاحتلال للطبيب نضال جبارين جريمة جديدة تضاف لسجله الدموي بحق شعبنا، وان الاحتلال لا يميز في جرائمه بين فلسطيني وآخر".

ويقع حاجز برطعة جنوب غرب مدينة جنين بالقرب من قرية برطعة، ويقف كشوكة في حلق أهالي مدينة جنين، منذ عام 2003 عقب بناء جدار الفصل العنصري، ويعد هذا الحاجز الرابط الوحيد بين بلدة برطعة الشرقية جنوب غرب جنين وبقية أجزاء المدينة، وقد تحول إلى محطة للموت والاعتقال بناء على مزاجية الجندي الواقف هناك!!