كشف الدكتور منير البرش مدير عام الادارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أن مرضى السرطان باتوا لا يجدون الأدوية اللازمة لهم، نتيجة عدم دفع حكومة رام الله مستحقات مستشفى الحياة المخصص لعلاجهم في قطاع غزة.
وقال البرش في اتصال هاتفي مع "الرسالة" إن حكومة اشتية تعاقدت مع مستشفى الحياة لتوفير كافة احتياجات مرضى السرطان في غزة، إلا أن الحكومة لم تدفع المستحقات المالية التي بلغت 12 مليون شيكل.
وأضاف البرش أن ما وصل المستشفى مليون شيكل فقط، وهو لا يكفي لاستمراره في خدمة مرضى السرطان.
وبيّن أن 80% من المرضى المترددين على مستشفى الحياة لا يجدون الأدوية اللازمة لهم، وتبلغهم الإدارة بعدم توافر الأدوية، لعدم قدرتها على شرائها، في ظل العجز المالي الناجم عن تقصير السلطة في دفع المستحقات المالية.
وشدد أن الوضع الدوائي لدى وزارة الصحة دخل مرحلة الخطر الشديد، في ظل النقص الذي وصل إلى نصف الأصناف اللازمة لاستمرار عمل المستشفيات والمراكز الصحية.
وأوضح أن 47% من الأصناف الدوائية غير متوفرة بتاتا، وكذلك 33% من المستلزمات الطبية اللازمة لعلاجات الرعاية الأولية، فيما تعاني من نقص حاد في أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، والمرضى النفسيين.
وأوضح أن 60 % من الخدمة الدوائية المقدمة للمرضى باتت غير متوفرة في الأونة الأخيرة، بما فيها، مرضى الهيموليفيا والثلاسيميا، وهم الذين يعتبرون من الفئات الهشة في التصنيف الطبي، في حين أنها لا تجد دوائها في هذه المرحلة.
وشدد على أن وزارة الصحة تحمل الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى مسؤولية الأوضاع الصحية بغزة، في ظل الحصار الظالم الذي تسبب في العجز الكبير.
وبين أن حكومة رام الله مسئولة كذلك؛ لعدم إرسالها الحصة الدوائية لغزة، وخصوصا من المساعدات الطبية التي وصلت إليها في ظل جائحة كورونا.
ودعا جميع الأطراف بما فيها المجتمع الدولي لتوفير الادوية، وتعويض النقص الكبير في ميزان الدواء بغزة خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا.
وبيّن أن مواجهة فيروس كورونا باتت العنوان الأبرز لاستهلاك المستلزمات الطبية والدوائية في القطاع الصحي بغزة.
وأوضح أن ما يتم استهلاكه في يوم واحد من المستلزمات الطبية كالمعقمات والكمامات خلال هذه الفترة كان يتم استخدامه في شهر كامل قبل تفشي الفيروس.
وأكد أن ما سبق، زاد الضغط على الوزارة، في المقابل فإنه لا توجد تعهدات من قبل المؤسسات الدولية الفاعلة بغزة، على صعيد البدء في مناقصات شراء أدوية لصالح وزارة الصحة، وكل ما يتم إعلانه من تعهدات لم تطبق على أرض الواقع.
وكشف البرش أن شحنة الأدوية التي وصلت مؤخرا مع الوفد الوزاري من حكومة اشتية إلى قطاع غزة، لا تكفي لأكثر من ثلاثة أسابيع، في ظل الاستهلاك المرتفع في المراكز الصحية على مستوى القطاع.
وأوضح أنه جرى إبلاغ وزارة الصحة برام الله بكافة الاحتياجات الضرورية للقطاع الصحي بغزة، إلا أن شحنة الأدوية الأخيرة لم تلبي هذه الاحتياجات العاجلة، متطلعا لإرسال المزيد خلال الأيام المقبلة للمساعدة في مواجهة الجائحة وتوفير احتياجات المرضى.