لأن الوضع الصحي لمصابات السرطان لا يشبهه شيء، فالخطر يدنو منهن حال تعرضت إحداهن لأي خطأ بسبب جائحة كورونا –كوفيد19- فالإصابة بالفايروس قد تودي بحياتهن لقلة مناعتهن.
وغالبية المصابات يعانين أوضاعا اقتصادية صعبة، فمن لديها بضع شواكل توفرها لجلب الطعام لعائلتها بدلا من الدواء الذي تحتاجه، خاصة بعدما فرضت الطوارئ في قطاع غزة.
ومنذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها الجهات المختصة الحجر المنزلي لم تستطع المصابات الوصول إلى الجمعيات التي تعنى بهن وتقدم لهن العلاج، لكن جمعية العون والأمل اجتهدت للوصول إليهن وتوفير الأدوية مجانا من خلال "الدليفري" خاصة المصابات بسرطان الثدي.
حملة "عون" التي لاقت صدى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في الوقت الذي لم يكن يجرؤ أحد على الخروج من المنزل الا بإذن من الجهات المختصة، إلا أن القائمين على الحملة سعوا لإيصال الطرود الصحية التي تحتوي على المسكنات وأدوية الهرمونات إلى 100 سيدة من الشمال الى الجنوب.
تقول إيمان شنن وهي مديرة جمعية العون والامل: "منذ الاعلان عن الحجر المنزلي، سريعا فكر القائمون على الجمعية بكيفية إيصال تلك الأدوية للسيدات المصابات حتى اهتدينا لفكرة توصيلها عبر الدليفري".
وأضافت: "الأدوية وفرتها مؤسسة كير الدولية، لكن قبل ايصالها وجدنا أن عدد السيدات اللواتي يمكنهن دفع الشواكل البسيطة للدليفري قليل لذا بحثنا ووجدنا فاعلي خير تبرعوا حتى بدفع ايجار التوصيل من الشمال إلى الجنوب.
وتوضح شنن أنها جعلت من منزلها مكتبا لفرز الأدوية ووضعها في الطرود قبل التوزيع، لدرجة أنها استعانت بجارتها وبعض العاملات في الجمعية، فهي تدرك أن أي خطأ قد يسبب الضرر للمصابات، لذا حرصت على تعقيم الطرود وعدم الوقوع في الخطأ.
وعن طبيعة الأدوية التي وفرت، ذكرت أنها هرمونات وفيتامينات، فبدلا من خروج النساء لضعف مناعتهن، وفي ظل عدم مقدرتهن الوصول إلى المشافي وفرت الجمعية ما يحتجنه موضحة أن الجمعية وضعت اعلانا على صفحتها عبر الفيسبوك لمعرفة النساء اللواتي يحتجن العلاج فكانت الأدوية من نصيب أول 100 إمراه تواصلت مع الجمعية.
وأوضحت شنن أن الحملة لاتزال متواصلة، لكن حتى اللحظة يجري البحث عن متبرع لتوفير الدواء كون هناك أكثر من 100 سيدة أخرى بحاجة إلى العلاج.
وتصف سعادة المصابات حين وفر لهن بعض الأدوية بالكبيرة فقد أرسلن رسائل صوتيه يصفن وضعهن النفسي والصحي الذي تحسن أكثر فور توفير الدواء.
وتعقب مديرة الحملة على أن توقف المصابات عن تناول أحد ادوية الهرمونات يجعلها تعيد العلاج من جديد، داعية إلى ضرورة الاهتمام بمريضات السرطان والسعي لتوفير الأدوية لهن خاصة الفيتامينات التي تعزز المناعة بعد جرعات الكيماوي التي تسبب هشاشة في العظام.
ولم يقتصر دور حملة "عون" على تقديم الدواء المجاني وايصاله للمصابات فقط، بل تعمل على تقديم النصائح الوقائية من خطر فايروس كورونا عبر مجموعة واتساب، فدوما تعرض الفيديوهات والرسومات الارشادية في التعامل مع الفايروس أو المصابين كي لا تعرض السيدات أنفسهن للخطر.