قررت تونس حظر جميع التجمعات وتقليص ساعات العمل جراء انتشار فيروس كورونا في البلاد، في حين سجلت بريطانيا وفرنسا زيادة قياسية في عدد الإصابات اليومية بالفيروس، وأعلنت الهند وصول الضحايا إلى أكثر من 100 ألف وفاة.
وقال رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي يوم أمس السبت إن الحكومة ستحظر جميع التجمعات وتقلص ساعات عمل موظفي القطاع العام، من أجل وقف الانتشار السريع للفيروس.
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن المشيشي قوله إن السلطات قررت "تعديل توقيت العمل في الإدارات والمؤسسات العمومية باعتماد نظام الحصة الواحدة ونظام الفرق، ومنع جميع التجمعات والتظاهرات لما تحمله من مخاطر العدوى بكوفيد-19".
وتم اتخاذ القرار وسط مخاوف شديدة من أن المستشفيات في تونس لن تكون قادرة على استيعاب عدد كبير من المرضى بسبب نقص أسرة العناية المركزة.
وقفز العدد الإجمالي لحالات الإصابة بفيروس كورونا في تونس ليتجاوز 20 ألفا مقارنة بنحو ألف حالة قبل إعادة فتح الحدود في 27 يونيو/حزيران الماضي.
وفي كلمة أعلن فيها أحدث الإجراءات لمكافحة الفيروس، قال المشيشي إنه أعطى أوامره لمحافظي تونس بتنفيذ إجراءات عزل عام في محافظاتهم إذا لزم الأمر.
لكنه أضاف أنه "لا مجال للعودة لنظام الحجر الصحي الشامل الذي تم اعتماده سابقا لمواجهة الموجة الأولى من الوباء"، بسبب الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الناجم عن تلك الإجراءات في مارس/آذار الماضي.
وقررت الحكومة التونسية أيضا تعديل نظام العمل على أساس حصة واحدة، وتقليص ساعات العمل في الإدارات العمومية لتخفيف الاكتظاظ على وسائل النقل، ومن أجل السماح في الوقت نفسه "لبقية قوى الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية" بمواصلة العمل.
اعلان
وأعادت الحكومة فرض حظر تجول مساء الخميس في ولايتي سوسة والمنستير الساحليتين، وكذلك في مناطق بمحيط سيدي بوزيد داخل البلاد، مع تعليق العمل في الأسواق الأسبوعية.
وكانت تونس -البالغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة- قد احتوت الوباء تقريبا في نهاية يونيو/حزيران الماضي ورفعت معظم القيود خلال الصيف، لكن عدد الحالات المؤكدة يتجاوز الآن 20 ألفا بينها نحو 300 وفاة.
وتنوي الحكومة زيادة أسرة الأكسجين من 400 في القطاع العام إلى ما يزيد على 1200، ومن 150 حاليا في القطاع الخاص إلى ما يزيد على 700 نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكذلك زيادة أسرة الإنعاش المخصصة لمرضى كورونا في القطاع العام من 95 حاليا إلى 220، وفي القطاع الخاص من 100 إلى 200 مع مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي بريطانيا سجلت السلطات 12 ألفا و872 إصابة جديدة بالفيروس السبت، في زيادة يومية قياسية تزيد مرتين تقريبا عن اليوم السابق، الذي جرى فيه تسجيل 6968 حالة، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق الذي جرى تسجيله الثلاثاء الماضي بواقع 7143 حالة.
وتجري بريطانيا الآن ما يزيد على 200 ألف اختبار للكشف عن كورونا، وفي بداية الوباء كان العدد يقل عن 100 ألف اختبار.
وفي أيرلندا قالت السلطات الصحية إن البلاد تشهد "زيادة كبيرة" في عدد حالات الإصابة بعد تسجيل أعلى عدد يومي من حالات الإصابة اليومية منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي.
وشهدت أيرلندا مثل معظم دول أوروبا زيادة مطردة في الإصابات منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، وشددت القيود نتيجة لذلك، حيث حظرت تناول الطعام في جميع الصالات المغلقة بالمطاعم، وأوقفت معظم الرحلات من وإلى العاصمة دبلن.
وكانت الحالات الجديدة المسجلة أمس السبت، والتي بلغت 613 حالة، أعلى عدد من حالات الإصابة اليومية منذ أواخر أبريل/نيسان عندما كانت البلاد لا تزال في حالة عزل عام كامل.
وسجلت أيرلندا أكثر من 100 إصابة بين كل 100 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، لتحتل المركز الـ16 في أعلى معدل إصابة بكورونا من بين 31 دولة أوروبية يتابعها المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
فرنسا والهند
وبدورها أعلنت فرنسا أمس السبت نحو 17 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مسجلة رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات اليومية بزيادة نحو 5 آلاف إصابة عن اليوم السابق.
وقالت وزارة الصحة إن إجمالي عدد حالات الإصابة ارتفع إلى 606 آلاف و625 بعد تسجيل 16 ألفا و972 حالة جديدة، وهو ما يزيد على الرقم القياسي السابق الذي سجل الأسبوع الماضي وبلغ 16 ألفا و96.
وارتفع عدد حالات الوفاة إلى 32 ألفا و198 بعد تسجيل 49 حالة وفاة جديدة. وجرى تسجيل 4087 حالة إصابة جديدة لأشخاص دخلوا المستشفيات خلال الأيام السبعة الماضية، منهم 849 في وحدات العناية المركزة.
وفي الهند تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس 100 ألف السبت، بحسب الأرقام الرسمية. وأظهرت أرقام وزارة الصحة وفاة 100 ألف و842 شخصا حتى الآن جراء الفيروس في البلاد، وهي ثالث أعلى حصيلة للوفيات بكورونا في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل.
وعلى صعيد الإصابات، سجلت الهند 6.47 ملايين حالة، وباتت على وشك تخطي حصيلة الولايات المتحدة (7.3 ملايين إصابة).