قالت كاتبة "إسرائيلية" إنه "في قلب الاتفاقية مع الإمارات العربية المتحدة هناك خطوة دراماتيكية لربط نظام نقل النفط العربي بأوروبا، عبر (إسرائيل)، وهو ما تعتبره إيران تهديدا، وقد تدعو حماس لتخريب خط أنابيب النفط إيلات-عسقلان".
وأضافت فازيت رابينا بمقالها بصحيفة "مكور ريشون"، " أن "اتفاق التطبيع بين (إسرائيل) والإمارات يفتح فرصا غير مسبوقة في مجال الطاقة، وقد يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، من خلال ما بات يعرف بخط أنابيب النفط إيلات-عسقلان، وهو ما يعيد إلى الأذهان العلاقات النفطية الإيرانية الإسرائيلية بين منتصف الخمسينيات والسبعينيات، حين شكلت إيران بئر النفط الذي لا ينضب لـ(إسرائيل)".
وأشارت إلى أنه من "الناحية التاريخية، تم اتخاذ قرار مد خط أنابيب النفط في إيلات-عسقلان عقب أزمة الطاقة التي وجدت (إسرائيل) نفسها فيها عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر، ثم قرر الاتحاد السوفييتي وقف تزويدها بالنفط، وانطلقت (تل أبيب) في بحث عاجل عن مصادر نفطية جديدة، فكان الاتصال الأول مع إيران، لتحدي الدائرة المعادية المباشرة من الدول العربية المجاورة".
وأوضحت أنه "في غضون وقت قصير، تم مد أنبوب بطول 254 كيلومترا بين مينائي إيلات وعسقلان النفطيين، ولأول مرة تم إنشاء اتصال بري بين البحرين الأحمر والمتوسط، والذي يستفيد من الموقع الاستراتيجي لـ(إسرائيل) عند تقاطع ثلاث قارات، الواصلة بين طرق التجارة البحرية الدولية لأفريقيا والشرق الأقصى وبين أوروبا، لكن العلاقة الإسرائيلية الإيرانية انتهت في 1979 مع اندلاع الثورة الإسلامية، وصعود الخميني للسلطة".
ولفتت إلى أن "الواقع الجديد بعد التطبيع الخليجي الإسرائيلي يعيدنا لنظرية التهديدات، لأن الاتفاق مع الإمارات بشكل خاص يفتح أمامنا شراكة استراتيجية، وسلسلة من الفرص غير المسبوقة، بينها أن تقترح (إسرائيل) على الإمارات تعزيز بناء ممر بري لتدفق زيت الغاز ونواتج التقطير لأوروبا وأمريكا الشمالية، باستخدام البنية التحتية للنقل لوكالة حماية البيئة من إيلات إلى عسقلان".
وأكدت أن "اتفاق (إسرائيل) والإمارات يحمل إشارة ضمنية لهذا المشروع، حيث يعد مجال الطاقة من الصناعات المذكورة في الاتفاقية، بجانب مجالات التكنولوجيا والابتكار والبيئة والزراعة، وجاء في نص الاتفاقية أنهما "سيعززان ويطوران التعاون في مشاريع الطاقة، بما في ذلك أنظمة النقل الإقليمية لزيادة أمن الطاقة".
وأضافت أن "الأهمية العملية والتاريخية للاتفاق أنه يرتبط بنقل النفط العربي، وهي قضية لم توجد حتى بداية القرن العشرين، عندما أقام البريطانيون الذين حكموا فلسطين مصافي التكرير في حيفا، وربطوها بخط أنابيب ينقل النفط من كركوك العراقية إلى حيفا الانتدابية، وبعد الغزو الأمريكي للعراق 2003، كانت هناك فترة وجيزة من النهضة ظهر فيها هذا الخيار من هاوية النسيان، سرعان ما تلاشى أمام واقع الشرق الأوسط".
وتابعت: "إذا تعلمت (إسرائيل) بالفعل تسخير قادة الإمارات لإقناع السعوديين، فسيكون ممكنا الاتصال بنظام نقل النفط العربي في نقطة النهاية السعودية، وبعد ذلك نقل النفط السعودي من البقيق، نفس موقع شركة النفط السعودية أرامكو التي تعرضت للهجوم الإيراني إلى مصفاة ينبع، البعيدة 700 كم، بينما يطير من إيلات، حيث سيؤتي الاتصال بها ثمارا كثيرة في مجال الأعمال".
وأوضحت أنها "تشمل تقصير مدة نقل النفط من السعودية ودول الخليج في طريقه لأوروبا والغرب، والانفتاح على إسرائيل ودول الخليج كمصدر لاستيراد النفط وتخزينه، وأبعد من ذلك، فإن لها أهمية استراتيجية بعيدة المدى تجاه إيران، ومن شأن الطريق البري أن يقلل بشكل كبير من ضعف دول الخليج أمام إيران، ما ينقذ التجربة المشكوك فيها لعبور مضيق هرمز على طول طريق بحري شديد الخطورة".
وأكدت أن "تلك المخاطر تتمثل في عمليات القراصنة والهجمات البحرية التي تنطوي على إطلاق نار من الحوثيين، أو احتجاز الدبابات لطواقمها من الإيرانيين أنفسهم، الأمر الذي استنفر الإيرانيين ووسائل إعلامهم، بدليل أن وكالة أنباء فارس عنونت مقالها "خط أنابيب النفط إيلات عسقلان ليس آمنا من هجمات المقاومة؟" لأن خط أنابيب النفط هو أساس استراتيجية التطبيع بين (إسرائيل) والإمارات".
وتزعم أن "إيران تبحث كيفية الانتقام من الإمارات من خلال المقاومة الفلسطينية، أو اللبنانية، أو السورية، وفي ظل الضباب النسبي المحيط بالأخيرتين، فهناك إشارة واضحة للأولى، ما يشير إلى مزيج من قدرات إطلاق النار بعيد المدى لحماس في غزة، وإمكانياتها المتقدمة لوحدة الكوماندوز البحرية التابعة لها، لأن منشآت إيلات وعسقلان وخطوط أنابيب النفط تقع في نطاق نيران حماس، وكذلك شواطئ زيكيم كما في حرب 2014".
وختمت بالقول إن "هذه التهديدات تعبر عن نوع الغضب تجاه التطورات غير المسبوقة في الشرق الأوسط، مع أن هناك معادلة للفرص جنبا إلى جنب مع المخاطر الضرورية للطيران اقتصاديًا واستراتيجيًا، مع الحلول التكتيكية المحلية".
عربي 21