قائمة الموقع

معارك قره باغ.. تصعيد القتال ومساع دولية لوقفه وأذربيجان تشترط

2020-10-05T17:24:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-وكالات

نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية تجدد القصف في إقليم ناغورني قره باغ، وسط مساع دولية لحل النزاع بين أذربيجان وأرمينيا وتبادل للاتهامات بين البلدين.

وأفادت المصادر بأن قصفا صاروخيا عنيفا من الجانب الأذربيجاني تجدد صباح اليوم على مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ.

وكانت سلطات الإقليم -غير المعترف به دوليا- قد أكدت مقتل 18 مدنيا وجرح 80 آخرين في قصف القوات الأذربيجانية على مدن وقرى الإقليم، منذ اندلاع الحرب في الـ 27 من الشهر الماضي.

ونقلت وزارة الدفاع التركية في تغريدة لها على صفحتها بموقع "تويتر" عن مصادر عسكرية أذربيجانية، أن القوات المسلحة الأذربيجانية نجحت في تحرير 22 منطقة سكنية مما وصفته بالاحتلال الأرميني خلال العمليات العسكرية التي نفذتها منذ بداية الاشتباكات مع أرمينيا حتى يومنا هذا.

اتهامات أرمينية

في الأثناء، وصفت وزارة الخارجية الأرمينية التقارير المتعلقة بقصف بلادها مناطق في عمق أذربيجان بأنها جزء من حملة التضليل الإعلامية في باكو.

وقالت الخارجية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إن "العدوان الذي شنته أذربيجان على قره باغ بمساعدة تركيا وبإشراك مقاتلين أجانب، ترافقه حملة تضليل وتزوير تتجاوز الحدود المعقولة".

وأضاف البيان أن "إحدى هذه المعلومات المضللة ما تم تداوله في الساعات الأخيرة عن قصف من الأراضي الأرمينية لمناطق في عمق أراضي أذربيجان". واعتبرت الخارجية الأرمينية أن الغرض من حملة التضليل الإعلامي هو إخفاء القصف الواسع لمناطق ناغورني قره باغ من جانب أذربيجان، الذي خلف العديد من الضحايا المدنيين، فضلا عن الأضرار الجسيمة بالبنية التحتية المدنية".

وأوضحت الوزارة أن أذربيجان تمهد من خلال نشرها لهذه "المعلومات الكاذبة، الطريق لمواصلة سياستها الإجرامية وتوسيع جغرافية الحرب"، مشيرة إلى أن "أي استفزاز من الجانب الأذربيجاني سيواجه برد متناسب من جمهورية أرمينيا".

شرط الانسحاب

في المقابل، قالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن القوات الأرمينية التي تعاني من هزائم على طول الجبهة، بدأت منذ عدة أيام تطلق صواريخ من أراضي أرمينيا باتجاه المناطق السكنية المكتظة بالمدنيين في المدن الأذربيجانية، وفي الوقت نفسه تعلن وزارة الدفاع الأرمينية أنها لم تفعل ذلك وتقول إن من أطلق هذه الصواريخ هي سلطات إقليم قره باغ.‏

وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي مساء الأحد، إن على أرمينيا وضع جدول زمني للانسحاب من إقليم ناغورني قره باغ قبل وقف القتال الذي نشب فيه منذ نحو أسبوع.

واتهم الرئيس الأذربيجاني أرمينيا بقصف مدينة مينغا تشفير حيث خزانات المياه ومحطات الكهرباء الرئيسية في أذربيجان، وقال إن الجيش الأرميني قصف أيضا مدينتي "خيزي وأبشرون" قرب العاصمة باكو.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأذرية إنه منذ بداية المعارك في 27 سبتمبر/أيلول الماضي تمت السيطرة على 14 قرية، بالإضافة إلى سلسلة جبال موروفداغ التي تعد إستراتيجية.

وقالت الوزارة إن الجيش الأرميني قصف مدينة غَنجة ثانية كبرى مدن أذربيجان كثافة سكانية بعد العاصمة باكو.

وأكد وزير الدفاع الأذري أن القصف تم من الأراضي الأرمينية، وهو ما نفته الحكومة الأرمينية.

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن أرمينيا تواجه "ربما أكثر اللحظات مصيرية في تاريخها" المعاصر، داعيا إلى التعبئة من أجل تحقيق "النصر".

وأعلن إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمينية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينيات، مما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل.

ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين رغم أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين، لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر.

ويتبادل الطرفان الاتهام باستئناف القتال في 27 سبتمبر/أيلول، مما أنتج ما يمكن أن يكون أكثر الأزمات خطورة بالمنطقة منذ وقف إطلاق النار عام 1994، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين أرمينيا وأذربيجان.

مساع دولية

وفي ظل التصعيد الميداني، أعلنت جورجيا استعدادها لاستضافة مجموعة مينسك لحل النزاع في قره باغ، حيث أعلنت أذربيجان سيطرتها على 14 قرية، في حين وصفت يريفان التقارير الصادرة عن باكو بالمضللة.

وقالت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي -في مقابلة تلفزيونية- إن بلادها مستعدة لاستضافة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية النزاع في قره باغ، والتي تضم روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأكدت زورابيشفيلي أهمية تمسك جورجيا بالحفاظ على سياسة الحياد تجاه كلا البلدين الجارين أرمينيا وأذربيجان، مبينة أن اقتصادات الدول والتنمية فيها تعتمد على الاستقرار والسلام.

يذكر أن رئيس الوزراء الجورجي جيورجي غاخاريا اقترح في وقت سابق على أذربيجان وأرمينيا عقد محادثات في تبليسي بهدف وقف النزاع العسكري.

وتعد جورجيا إحدى الدول الثلاث التي تمثل منطقة جنوب القوقاز إلى جانب أرمينيا وأذربيجان، وتملك جورجيا حدودا طويلة مع الدولتين الجارتين المتحاربتين ومقاطعتين حدوديتين معظم سكانها من الأرمن والأذربيجانيين.

وفي السياق، طالب الاتحاد الأوروبي بوقف القتال فورا بين أرمينيا وأذربيجان، ودعا إلى بدء المفاوضات بينهما في أقرب وقت تحت مظلة مجموعة مينسك.

وقال المفوض الأوروبي للأمن والسياسات الخارجية جوزيب بوريل في تغريدة على صفحته في موقع تويتر، إن ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين أمر غير مقبول.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اخبار ذات صلة