قائمة الموقع

هل يشكّل الجدار "الأرضي" عائقا أمام الأنفاق الهجومية؟

2020-10-07T14:16:00+03:00
هل يشكّل الجدار "الأرضي" عائقا أمام الأنفاق الهجومية؟
الرسالة نت  – أحمد أبو قمر

 بعد ثلاث سنوات من العمل المستمر في الجدار تحت الأرضي، على طول الحدود مع قطاع غزة، وبتكلفة مليارات الدولارات، أعلن الاحتلال عن الانتهاء من انشائه.

ورغم أن الهدف منه منع الأنفاق الهجومية على غلاف غزة، إلا أن خبراء جيولوجيا يشككون في قدرة هذا الجدار على منع انشاء الأنفاق الهجومية.

ويستهلك الجدار الضخم حوالي 3 ملايين و100 ألف طن من التراب و2.3 مليون طن من البطون و140 ألف طن حديد، ولتزويد مشروع الجدار بهذه الكميات الهائلة أقيمت في مناطق مجاورة عدة مصانع باطون.

وخلال العدوان (الإسرائيلي) على غزة عام 2014، صُدِم الاحتلال بمفاجآت المقاومة الفلسطينية النوعية خصوصا عمليات التسلل خلف الخطوط عبر الأنفاق الهجومية.

  لا يمنع الهجوم

بدوره، عقّب رامي أبو زبيدة المختص في الشأن العسكري، على جهوزية الجدار تحت الأرضي، قائلا: "أغلب الخبراء العسكريين ومختصي الجيولوجيا وشؤون الأنفاق قالوا إنه سيكون بالإمكان تجاوز هذا العائق".

وأكد أبو زبيدة أن إقامة حاجز كهذا، بكلفة مليارات الشواكل، "هو دليل على فشل جهاز الأمن الذي لم ينجح على مدار أكثر من 15 سنة في التغلب على تهديد الأنفاق".

ووفق مختصين في مجال الجيولوجيا، فإن اختلاف التربة وأنواعها على الحدود الشرقية للقطاع عامل مساعد للمقاومة، حيث يعمل التنوع في طبقات التربة الأرضية من طينية إلى رملية لتشتيت الأصوات الناتجة عن عمليات الحفر، وخاصة عند انتقالها من طبقة لأخرى.

وأضاف أبو زبيدة: "كما أن عمق الحفر يصعب عملية مراقبة الذبذبات الناتجة من أصوات الحفر، "ليبقى الجانب الاستخباري هو العنصر الحاسم في مشروع العائق، فالاحتلال يعمل على جمع المعلومات والبيانات، وتحديد الأنفاق واتجاهاتها ومساراتها ومهامها، وغيرها من المعلومات المهمة، التي تكفل بها جهاز المخابرات الإسرائيلي".

وأشار إلى أنه منذ بدء تنفيذ المشروع، لم تظهر المقاومة أي نوع من أنواع الخوف أو الإرباك أو التردد في المضي قدما في تطوير مشروع الانفاق، ويظهر موقف المقاومة من مشروع العائق الأرضي ذكاء، حيث لم تستدرج للرد على هذه الادعاءات بالنفي أو التأكيد، ولم تسهم بذلك في تعزيز الدعاية الاسرائيلية بنجاعة المشروع الدفاعي".

ووفق مسؤولين في وزارة جيش الاحتلال، فإن هذا المشروع هو أحد أكبر المشاريع الهندسية التي انشأت في (إسرائيل)، والذي يبدأ في جنوب قطاع غزة قرب مثلث الحدود (الإسرائيلي) والمصري مع قطاع غزة ثم يمتد شمالا حتى شاطئ البحر قرب "زيكيم" في شمال القطاع.

ويزعم الاحتلال بأن الجدار تحت الأرضي، يحتوي على أجهزة استشعار ومراقبة متطورة، في وقت ادعى فيه مسؤولون (إسرائيليون) أن "أكثر من 17 نفقا هجوميا تم اكتشافها منذ الشروع في إقامة العائق".

وذكر تقرير عبري أنه جرى إنشاء "عائق بحري" على امتداد شاطئ زيكيم ويدخل هذا العائق لمسافة 200 متر في عمق البحر، "وجرى تجهيزه أيضا بأحدث الوسائل التكنولوجية لتتم تغطية المنطقة الحدودية بشكل كامل".

وأكد أبو زبيدة أن المقاومة أظهرت ثباتا ووضوحا في موقفها من استمرار مشروع المقاومة بكل أدواتها واعتمادها على سلاح الأنفاق الاستراتيجي للدفاع عن غزة، مبينا أنها لم تتدخل جديا في تعطيل مشروع الجدار بإدراكها قواعد الاشتباك مع العدو، ولثقتها على ما يبدو بما تمتلكه من وسائل تتجاوز العقبات الإسرائيلية".

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول عبر الدعاية، توجيه حرب نفسية قوية ضد سلاح الأنفاق، وتعزيز الجبهة الداخلية، ويزيد المخاطرة المادية التي تتكبدها المقاومة مع كل نفق يُحفر".

وختم أبو زبيدة: "كأن الاحتلال يُرسي المعادلة الآتية: إن كان كل نفق هجومي تقدر كلفته من عمال ومواد بمئات الآلاف أو الملايين من الدولارات، فهو بعد إنشاء العائق الأرضي يكشف في دقائق من دون كلفة إضافية".

وتجدر الإشارة إلى أنه عمل في مشروع الجدار حوالي 1400 عامل على مدار الساعة معظمهم من البرازيل وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا ومولدوفا، مستخدمين 100 آلية هندسية.

اخبار ذات صلة