صراع قره باغ.. المعارك على كل الجبهات وبوتين يدعو لوقف "المأساة"

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

قالت مصادر في وزارة الدفاع بأذربيجان للجزيرة إن عمليات الجيش مستمرة على كل الجبهات، بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف ما سماها المأساة، وسط تمسك الاتحاد الأوروبي بمجموعة مينسك لحل الأزمة في إقليم ناغورني قره باغ.

ونشرت الوزارة الأذرية مشاهد من قرية شوكور بيلي التابعة لمنطقة جبرائيل، بعد سيطرة الجيش الأذري عليها.

وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر أذرية بأن عدد الضحايا من المدنيين بسبب هجمات الجيش الأرميني بلغ 28 قتيلا وأكثر من 100 مصاب.

من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر عسكرية أرمينية- بتجدد القصف الأذري على مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ.

وأضاف المراسل أن القصف الصاروخي والمدفعي تجدد على مدينة شوشي المجاورة، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

وكان الجيش الأرميني قد أعلن مقتل 60 عسكريا أذريا وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة خلال صدّ هجوم للقوات الأذرية على مدينة جبرائيل جنوب شرقي قره باغ.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن الجيش الأذري يحشد قواته على طول نهر أراكس الحدودي مع إيران، وطالبت أرمينيا إيران بمنع القوات الأذرية من دخول أراضيها.

من جانبها، قالت سلطات إقليم قره باغ -غير المعترف بها- إن نصف سكان الإقليم نزحوا جراء المعارك، كما أشارت إلى أن عدد القتلى من قواتها منذ اندلاع المعارك بلغ 280 عسكريا.

تحرك سياسي

وعلى صعيد التحرك السياسي، قالت وكالة تاس إن الرئيس الأذري إلهام علييف أجرى اتصالا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين حول النزاع في قره باغ.

ووصف بوتين ما يجري في الإقليم بالمأساة، ودعا إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن.

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحرب بين أذربيجان وأرمينيا لا يمكن أن تحلّ الأزمة القائمة بينهما.

وأضاف روحاني أن حلّ الأزمة يتم عبر الحوار، وأن طهران مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة لحل الخلاف بين باكو ويريفان.

وكان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، قال إن على أرمينيا العودة إلى الحدود المعترف بها دوليا، مؤكدا أن بلاده تقف ضد احتلال الأراضي الأذرية بنفس القدر الذي ترفض فيه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وأضاف ولايتي أن إيران توصي أصدقاءها في تركيا بعدم صبّ الزيت على النار، والمساعدة على إعادة الأراضي الأذرية المحتلة دون إراقةٍ للدماء، وقال إنه في حال كان خبر جلب مجموعات مسلحة للحرب في قره باغ صحيحا، فسيتحمل من قام بذلك كافة التداعيات.

تمسك أوروبي بمينسك

وفي هذا السياق، شدد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أنه لا يمكن حل النزاع في إقليم قره باغ إلا بجهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأكد بوريل -في كلمته خلال جلسة الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي الأربعاء- ضرورة إعلان وقف إطلاق النار من الطرفين في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى المفاوضات.

وأعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي من النزاع بين البلدين، مشيرا إلى أن المفاوضات خلال السنوات الـ30 الماضية لم تكن ناجحة، إلا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع.

وأشار إلى أن الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك سيجتمعون مع وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا الأسبوع الجاري، مؤكدا أنه لا يمكن حل المشكلة إلا بجهود هذه المجموعة.

وتأسست مجموعة مينسك -التي تشارك في رئاستها كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة- عام 1992 بهدف تشجيع أرمينيا وأذربيجان والتوسط بينهما من أجل إيجاد حل سلمي لقضية قره باغ.

وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذرية، مما أوقع قتلى وجرحى وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية للمدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذرية.

ويعود الصراع على ناغورني قره باغ إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما انفصل الإقليم ذو الأغلبية الأرمنية عن أذربيجان، متسببا بحرب أوقعت 30 ألف قتيل.

وأكدت أذربيجان مرارا أنها لن توافق على وقف إطلاق النار ما لم تسحب أرمينيا قواتها، وهو موقف كرره الثلاثاء وزير خارجيتها جيهون بيراموف بقوله "سنقاتل حتى الرمق الأخير".

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر