مضى أكثر من شهر ونصف على انضمام طلبة المدارس إلى منصة الـ Class room لمتابعة دروسهم مع معلم كل مادة، فيوميا يغوص الطلبة ما بين مادة الرياضيات التي تحتاج للتركيز، وكذلك الإنجليزية والعلوم وغيرها من المواد الدسمة.
بداية الفصل الدراسي الجديد، يصعب على الأهالي متابعة أبنائهم عبر الانترنت، كون ذلك يتطلب جهدا كبيرا منهم لإلزام الصغار ومتابعة الدروس وحل الواجبات.
لم تكن الصعوبات مقتصرة على أولياء الأمور بل على المعلمين أيضا في ضبط فصولهم عبر الاونلاين، فهذا طالب فصل الانترنت عنه فجأة، وذلك يصرخ عليه شقيقه الصغير مما يشتت انتباه بقية طلبة الفصل الالكتروني.
"الرسالة" استطلعت آراء المعلمين لتقييم التجربة ومعرفة جدواها في تعويض التعليم الوجاهي.
تقول المعلمة رويدا عامر: "واجهت بداية استخدام التعليم الالكتروني صعوبة ولكن الأهل والطلاب أصبح لديهم خبرة وثقافة في هذه التقنية وأصبحت الأمور أفضل بكثير".
وتابعت: "التعليم عن بعد حل بديل للتعليم الوجاهي في الظروف الاستثنائية مثل الحروب وانتشار الأمراض وغيرها، ولكنه لا يغني عن التعليم الوجاهي لأن التواصل بين المعلم والطالب فيه أفضل والتفاعل أكثر وأسهل في توصيل المعلومة".
وتحاول عامر تسخير الإمكانيات الموجودة في بيتها لشرح مادة العلوم للطلاب عبر الانترنت، باعتبار أن المادة تحتاج لتسهيل ووسائل لإيصال المعلومة.
وتطرقت إلى أبرز المعيقات التي تواجهها في التعليم عن بعد وذكرت أن منها عدم توافر الكهرباء باستمرار ومشاكل الانترنت وانقطاعه، كما أن وجود أكثر من طالب لدى العائلة في غزة يتطلب توفير أجهزة عديدة.
أما معلمة اللغة الإنجليزية داليا السقا، فترى أن مادتها دسمة وتحتاج لتجاوب الطالبات وتركيزهم في الواقع، لكن عبر الانترنت تحتاج إلى جذب انتباه الطالبات أكثر بواسطة أنشطة تفاعليه، مبينة أن بعض الطالبات يتهربن من المتابعة بحجة أن ذلك سيعاد بعد العودة للمدارس.
وتشير إلى أن الاهتمام والمتابعة في الآونة الأخيرة زادت أكثر من البداية بعد مواصلة شرح الدروس، وبات الطلبة يخشون من عدم المواصلة بعد عودتهم للمدارس.
وتتفق مع المدرسة عامر أن أبرز المعيقات الحالية هي انقطاع التيار الكهربائي أو فصل الانترنت عن بعض الطالبات، لكنها تتواصل معهن في حال استصعب على احداهن أي شيء في المادة.
البرامج الاستدراكية
وعن التعليم الالكتروني الذي تتبعه وزارة التعليم كحال مثيلاتها في مختلف أنحاء العالم، يقول د. داوود حلس الاختصاصي التربوي، إن التعليم الالكتروني في ظل جائحة كورونا قد يكون تجربة غير ناجحة لاسيما لطلبة الصفوف الثلاثة الأولى كون الطفل بحاجة لإتقان مهارة القراءة والكتابة والتي تتطلب بدورها أن يكون الطالب على مقاعد الدراسة.
وأوضح حلس في مقابلة سابقة "للرسالة"، أن كثيرا من دول العالم كألمانيا والسويد أعادوا الطلبة إلى مدارسهم في ظل جائحة كورونا لكن بأعداد قليلة بعدما قسموا الفصل إلى نصفين وكل مجموعة لديها دوام يومين من أجل اكتساب المهارات، مؤكدا أن المراحل الاعلى النسبة متفاوتة في نجاح التجربة كون الأمر يعود إلى المعلم ومهارته في التواصل.
وأشار إلى أن أولياء الأمور رغم متابعتهم لأبنائهم الطلبة عبر منصات الاونلاين التعليمية، إلا أن ذلك لن يكون كما الضبط في الفصل، وكذلك يتشتت الطفل بسبب كثرة الواجبات والتكاليف التي يطلبها المعلم عبر التعليم الالكتروني.
وبحسب المختص التربوي فإن التعليم الالكتروني يحتاج إلى دراية المعلم بالتدريس عبر الانترنت وبحاجة لمزيد من الدورات التدريبية، الامر الذي جعل الكثير من الوزارات في العالم العربي في مأزق لعدم تدارك الامر فورا لأن الجائحة كانت مفاجئة، مشيرا إلى أنه في ظل استمرار وجود فايروس – كوفيد 19 - تسعى وزارات التعليم لإعداد استراتيجيات من أجل تدريب المعلمين على التعليم الالكتروني كونه يحتاج لأعداد أكبر مقارنة بالتعليم وجها الوجاهي.
وأكد حلس أن للتعليم الالكتروني ايجابيات منها التغلب على مشكلة اغلاق المدارس، لافتا إلى أن البرامج الاستدراكية التي اتبعتها التربية والتعليم أفادت المعلمين من تجربتهم العام الدراسي السابق مما جعلهم يعدون خططا وبرامج ومنصات الكترونية للتعليم الذاتي.