أعلنت قوات الوفاق الليبية النفير العام ردا على تقارير تؤكد عزم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على شنّ هجوم جديد على غرب البلاد. وفي حين أكدت فرنسا دعمها لجهود المغرب في البحث عن حل سياسي للأزمة، تجري في مالطا محادثات بين أعضاء من مجلس النواب بطبرق وممثلين للمجلس الأعلى للدولة بطرابلس.
وقال وزير الدفاع في حكومة الوفاق الليبية العقيد صلاح الدين النمروش إن تحذيراته من هجوم محتمل لقوات حفتر اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة ومؤكدة.
وأكد -في بيان- أن قوات الوفاق على أتمّ الجاهزية لصدّ أي محاولة ووأدها في مكانها، وشدد في ذات الوقت على أن قواته ملتزمة تماما بوقف إطلاق النار، وتدعم أي حوار شامل يُعيد إلى ليبيا أمنها واستقرارها.
وأعلن النمروش -في وقت سابق- ورود معلومات باحتمال هجوم قوات حفتر على مدن بني وليد وترهونة وغريان.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، أعلن في وقت سابق تأهب واستعداد حكومته لما قال إنها احتمالات أو مفاجآت.
ومن جانبها، أعلنت كتائب مسلحة تابعة لقوات حكومة الوفاق الليبية حالة النفير العام، ورفعَ درجة التأهب والاستعداد للتصدي لأي هجوم محتمل من قوات حفتر.
في المقابل، نفت قوات حفتر عزمها على شنّ هجوم على عدد من مدن الغرب الليبي، ووصفت هذه المعلومات بأنها ادعاءات عارية عن الصحة.
الحوار الليبي بالمغرب
وسياسيا، رحّبت فرنسا بجهود المغرب الرامية لإطلاق العملية السياسية في ليبيا، من خلال احتضان الحوار الليبي في بوزنيقة.
اعلان
واعتبرت الخارجية الفرنسية أن جهود المغرب تمثل مساهمة مهمة في المسارات التي أطلقتها الأمم المتحدة، بهدف إطلاق الحوار السياسي الليبي.
وأكدت باريس أن لا حل عسكريا للأزمة ولا يمكن إلا أن يكون سياسيا، ويمرّ عبر انخراط سياسي لدول الجوار التي هي المعني الأول بمخاطر هذه الأزمة.
واعتبرت الخارجية الفرنسية أن دور هذه الدول يمكن أن يكون عامل تهدئة واستقرار، خلافا للتدخلات الأجنبية.
مفاوضات بمالطا
وفي مالطا، عقد نواب من المجلس الأعلى للدولة الليبي وآخرون من مجلس نواب طبرق (شرق)، اجتماعا كجزء من محادثات الحوار الجارية في ليبيا.
وكتبت صحيفة "تايمز أوف مالطا" -أمس الجمعة- أن "مجموعة من السياسيين الليبيين الذين يلتقون في مالطا، باتوا قريبين من الحل بعد مباحثات السلام هنا".
وفي تصريح للصحيفة، أوضح عضو المجلس الأعلى للدولة عبد العزيز طاهر خريبة أنهم التقوا في مالطا لأنها حيادية، مؤكدا عدم وجود أي شيء أفضل من لقاء الليبيين من أجل إيجاد حل لمشاكلهم.
بدوره، قال وزير الخارجية المالطي أيفاريست بارتولو "هذه المبادرة تجري في ضوء الجهود بقيادة الأمم المتحدة، ويجب على السياسيين الليبيين العمل سويا من أجل بناء ليبيا من جديد".
وأضاف "أرادوا الاجتماع في مالطا لأنهم رأوها محايدة، فمالطا تريد السلام والاستقرار في ليبيا"، وشدد على ضرورة أن تقود الأمم المتحدة ومسار برلين أي مبادرة من أجل السلام في ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية المالطي دعا النواب الليبيين إلى بناء البلد والوحدة الوطنية مجددا .
وكان المجلس الأعلى للدولة الليبي ومجلس النواب المنعقد في طبرق وقعا -الثلاثاء الماضي- مسودة اتفاق بشأن معايير اختيار شاغلي المناصب السيادية، بعد سلسلة محادثة في مدينة بوزنيقة المغربية حظيت بدعم أممي.
المصدر : الجزيرة + وكالات