تزيد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون، من تصاعد التوتر والتسخين التدريجي بين فصائل المقاومة والاحتلال، في ظل تغوله وإجراءاته القمعية بحق الأسرى وآخرهم الأسير ماهر الأخرس.
ويواصل "الأخرس" إضرابه المفتوح عن الطعام، لليوم 77 على التوالي رفضاً لتحويله للاعتقال الإداري التعسفي، وسط تحذيرات من دخوله مرحلة الخطر الشديد، حيث مازال يقبع في مشفى كابلان في الداخل المحتل.
ومن المقرر أن تعقد محكمة (إسرائيلية) للأخرس جلسة للبت في قضيته، فيما أعلنت الهيئة القيادية لأسرى الجهاد الاستنفار والإعلان عن إضراب مفتوح في حال لم يتم الإفراج عنه.
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قد هددت العدو الصهيوني في فيديو قصير من ثلاث كلمات "لن يطول صبرنا"، وأرفقت صور صواريخها وصور الأسير ماهر الأخرس.
وبدأ الفيديو بكلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، التي هدد فيها الاحتلال في حال حدث للأسير ماهر الأخرس أي مكروه.
وأمام ما سبق يمكن القول إن إجراءات الاحتلال بحق الأسرى داخل السجون يمكن ان تشعل فتيل المواجهة وتفجر جولة جديدة من التصعيد الميداني في قطاع غزة، في ظل الأوضاع المتدهورة أصلا.
تهديد
وكان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أكد أن أي مكروه يحدث للأسير المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال ماهر الأخرس، سيتحمل مسؤوليته العدو، ، مؤكداً أن حركة الجهاد لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي خطر يتعرض له الأسير الأخرس.
وقال القيادي البطش في تصريح صحفي، أمس:" إذا ما حصل أي مكروه للأسير الأخرس فإن الشيء الحتمي هو جولة أخرى من القتال بين الجهاد الإسلامي ومعها فصائل المقاومة مع العدو الصهيوني.
ودعا البطش جميع الوسطاء والمعنيين ببقاء الهدوء في غزة والضفة للتدخل العاجل لإنقاذ حياة البطل ماهر الأخرس.
وأكد أن مطالب الأسير الأخرس عادلة، داعياً لضرورة الإفراج عنه ليعود إلى أهله بسلام. مؤكداً أن الحرية هي هدف معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسير الأخرس ومن قبله الأسرى، وكل المعارك التي خاضتها المقاومة.
تفجير المواجهة
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن قضية الاسرى أصبحت محل اهتمام الكل الفلسطيني خاصة مع تصاعد المعاناة الإنسانية واضراب عدد من الاسرى عن الطعام لا سيما الأسير ماهر الاخرس الذي استمر في اضرابه المفتوح عن الطعام أكثر من 76 يوما.
ويوضح الغريب في حديثه لـ"الرسالة" أن صعوبة الأوضاع داخل السجون والقوانين التي تنفذ خاصة الاعتقال الإداري تعتبر انتهاكا صارخا لكل القيم والمفاهيم الإنسانية، مبينا أن ما صدر بالأمس من تهديد واضح لسرايا القدس يعكس مدى اهتمام الفصائل بقضية الأسرى كقضية مركزية من القضايا المهمة على الطاولة.
وقد يفجر تعرض الأسير لأي مكروه مواجهة ميدانية جديدة مع الاحتلال خاصة مع توارد الأخبار التي تصل كل لحظة بأن وضعه الصحي بات في تدهور خطير.
ويشير إلى أن تهديد السرايا كان واضحا ومن قبله تصريحات الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة وجميعها تصب في إطار أن الحركة اتخذت قرارا بأن المواجهة المسلحة ستكون حاضرة لديها حال مس الأسير الأخرس أي سوء، وهو أمر محل اهتمام فصائلي كذلك.
يذكر أن الأسير الأخرس أُعيد اعتقاله في تاريخ 27 يوليو/ تموز 2020 وحولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لـ 4 أشهر، وثبّتها لاحقاً، ولجأت المحكمة مؤخراً إلى تجميد اعتقاله الذي لا يعني إنهاءه.