على عتبات محله الواقع في سوق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يقف البائع حامد الخالدي يرتب بضائعه، وسعادة تغمره بفتح محله لبيع الملابس الحريمي، بعد اغلاق قارب على الشهر ونصف.
ورغم إجراءات كورونا التي أوصته بها لجنة الطوارئ والشرطة الفلسطينية من التزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية وعدم اخراج البضاعة خارج المحل، إلا أن عودته للعمل كان الخبر الأهم له في ظل عدم وجود دخل له سوى المحل.
وأعلنت لجنة الطوارئ في قطاع غزة جملة من إجراءات التخفيف تدريجيا في محافظات القطاع، كان آخرها افتتاح الأسواق شمال قطاع غزة.
وجرى تسجيل إصابات داخل المجتمع الغزي لأول مرة في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، وهو ما دفع الحكومة في غزة للإعلان عن الاغلاق الشامل خلال الأسابيع الأولى، في محاولة لتقصي الحالة الوبائية وحصر المصابين والمخالطين.
فرحة البائعين
حال رائد الشريف بائع الأحذية لم يختلف كثيرا عن الخالدي، الذي أشاد بجهود لجنة الطوارئ وزارة الداخلية في تنظيم عمل الأسواق وإعادة فتحها.
وقال الشريف لـ "الرسالة نت": "كنا متخوفين من أن تطول فترة الاغلاق، فلدينا التزامات مالية نعجز عن سدادها في ظل الاغلاق، ونأمل أن يستمر الفتح في ظل إجراءات وقائية طويلة".
وشدد على ضرورة أن يلتزم جميع الباعة والمواطنين في الإجراءات الوقائية، تفاديا لأي عملية اغلاق مقبلة قد تكون سببا في افلاسهم وتكبدهم الكثير من الديون.
ونفض الباعة الغبار عن بضائعهم ومحالهم، واستأنفوا البيع مجددا، وسط تباعد وإجراءات صارمة ومراقبة من شرطة البلديات التي تجوب الأسواق.
وفي بيانات منفصلة ، أعلنت لجنة الطوارئ جملة من الإجراءات للتخفيف وأغلبها تخص الأسواق، مع وجود ضوابط تخص البائعين والمشترين.
وأكدت اللجنة على ضرورة إزالة التعديات والبسطات في الشوارع لتقليل الزحام، وعدم اخراج البضائع خارج المحال التجارية، مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية بشكل كامل.
وحذرت المخالفين والمستهترين بالإغلاق والمخالفات، قائلة: "إن اللجنة لن تتوانى عن اغلاق المحال التجارية التي لا تأخذ بالإجراءات الوقائية على أكمل وجه".
وأوضحت لجنة الطوارئ أن الفتح سيكون تدريجيا للأسواق والمحال، مشددة على أنه سيتم إعداد خطة متكاملة لمسألة النظافة والتعقيم داخل الأسواق، لعدم تكرار وجود المكاره الصحية بجانب الأسواق وداخلها.
وأشارت إلى أن استمرار عملية الفتح والتسهيلات في جميع أسواق محافظات القطاع، مرتبط بمدى التزام المواطنين والبائعين على حد سواء بشروط السلامة، وأنه سيتم ترتيب أماكن بديلة لأصحاب البسطات.
وخلال شهر ونصف من اغلاق المحال التجارية، فقد عشرات الآلاف من عمال المياومة وظائفهم، وفق الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وهو ما دفع الحكومة لإضافة 70 ألف عامل للاستفادة بمبلغ مائة دولار من تبرع دولة قطر.
بدوره، قال الخبير في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب إن عودة الحياة للأسواق الغزية مهم جدا خلال الفترة الحالية، "وخصوصا بعد أكثر من أربعين يوما من الاغلاق وبدء انكشاف عدد من التجار".
وقال رجب في حديث لـ "الرسالة نت": "حتى مع عودة الأسواق نجد أن حركة الشراء لا تزال قليلة، بسبب الوضع الاقتصادي السيء للمواطنين في قطاع غزة، بفعل الحصار المستمر منذ أكثر من 14 عاما".
ويرى أن القدرة الشرائية للمواطنين تكاد تكون معدومة، "فالغزيون يسعون جاهدين لتلبية الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب في ظل جائحة كورونا، وقليل من المواطنين الذين يتجهون لشراء الملابس وغيرها من السلع".
وأشاد بخطوة عودة الحياة للأسواق الغزية والتي سيكون لها مفعول في عودة دوران الحياة الاقتصادية مجددا، "رغم أن حركة الدوران لا تزال بطيئة" وفق رجب.