قائد الطوفان قائد الطوفان

الزيتون في دير الغصون.. فرحة القطاف صباحًا مسكونة بالخوف مساءً

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة- رشا فرحات

كان يقف خلف الجدار وأرضه على الجانب الآخر، وكانت الساعة تشير الى الرابعة والنصف بعد أن أنهى عمله بنصف ساعة، حينما هاتفته الرسالة؛ لتتعرف على طرق "جد" أشجار الزيتون في أرض فصلها الجدار العنصري عن أصحابها.

العم صايل خليل أبو سائد من بلدة دير الغصون – قضاء طولكرم- يقسمها الجدار نصفين وتزداد عليها الضغوط في موسم حصاد الزيتون، كصورة للمحاولة الإسرائيلية الدائمة للسيطرة على الأرض ومصادرتها من خلال التضييق على المزارع الفلسطيني.

يقول أبو سائد للرسالة نت: "أملك خلف الجدار الفاصل 50 دونما زرعت فيها 300 شجرة زيتون، ربيتها بيدي على مدار سنوات طوال و"أجدّها" مع عائلتي كل عام، ورغم أن الاحتلال يسمح لنا بسقايتها ورعايتها على مدار العام من خلال تنسيق يسمح لنا بالدخول بسياراتنا، إلا أن هذه التسهيلات تتغير وقت الحصاد".

ويصف الحاج أبو سائد ما يحدث له منذ بداية شهر أكتوبر حتى اليوم: "تتوقف التنسيقات فجأة حينما يبدأ موعد القطاف، ولا يسمح لنا بالدخول؛ فنسرق حقنا سرقة من فتحات في الجدار، وحين عودتنا مساء نركض مسرعين مسافة قطع الجدار بينما تنهال علينا الشتائم والملاحقات والرصاص أحيانا ونحن نحمل أكياس زيتوننا فوق ظهورنا".

يخرج أبو سائد عند أذان الفجر مع زوجته وأبنائه الثلاثة.. أكبرهم قاض، وأصغرهم مهندس، ورغم ذلك يشاركونه جميعهم في الحصاد الذي يتوقع أن يستمر هذا العام بهذه الطريقة حتى منتصف الشهر القادم وكل هذه العرقلة بسبب مشكلة الجدار الكبرى التي تسبب لهم "تعبا نفسيا"، كما يقول أبو سائد.

ويناشد السبعيني أبو سائد جميع وسائل الإعلام نقل صورة معاناة المزارعين في موسم حصاد الزيتون من خلف الجدار، وتصور بنفسها تلك المعاناة ليشاهد العالم كيف يعيش المزارع في دير الغصون.

ويقول أبو سائد "لقد كتب الله علينا ألا نخاف! ورغم أننا نفرح بالوصول إلى الأرض صباحا إلا أننا نظل نفكر بالطريقة التي سنعود فيها مساء، ولكن رغم كل شيء سنصبر، لأن الاحتلال يهدف من كل ذلك أن يدخل الخوف والضجر إلى قلوبنا فنمل ونستسلم ونهجر الأرض.

معاناة دير الغصون ليست جديدة، بل متجددة، وهي بلدة فلسطينية شمال محافظة طولكرم في الضفة الغربية، يبلغ عدد سكانها حوالي 9,936 نسمة حسب التعداد العام للسكان عام 2017. وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، وفيها 15 ألف دونم مزروعة بالزيتون منها 8 آلاف دونم خلف الجدار الفاصل الذي قسمها إلى نصفين، وتعتبر رمزا لزراعة الزيتون وهدفا استراتيجيا لمحتل يكره الزيتون وزارعيه.

البث المباشر