قال ضابط استخبارات إسرائيلي، إن "مشاركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية خطر على (إسرائيل)؛ لأنها حركة معادية مسلحة، ومشاركتها في الانتخابات محظورة بموجب اتفاقيات أوسلو، ويجب ألّا تحظى بالشرعية؛ لذلك يجب على إسرائيل أن تستخدم أدواتها في السلطة الفلسطينية لمنع الانتخابات، إذا لزم الأمر".
وأضاف يوني بن مناحيم، المسؤول السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، في مقاله على موقع زمن (إسرائيل) ترجمته "عربي21"، أن "خبراء المخابرات يرون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين فتح وحماس في محادثات إسطنبول لن تنفذ في النهاية، ولن تكون هناك انتخابات للمجلس التشريعي، رغم أنها ستكون المرحلة الأولى في العملية الانتخابية، وبعد ذلك ستكون انتخابات رئاسية وانتخابات مجلس وطني".
وأوضح بن مناحيم، أن "انتصار حماس في انتخابات 2006 جاء بسبب ضعف وفساد حركة فتح، وبسبب خطأ حكومة أريئيل شارون، حين وافقت على مشاركة حماس بالانتخابات، رغم أنه يتعارض مع اتفاقيات أوسلو، لكن شارون استسلم لضغوط الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وبعد عام، استفادت حماس من انتصارها في الانتخابات، وسيطرت على غزة".
وأشار إلى أن "المعطيات الإسرائيلية تتحدث عن أن حماس أقامت منذ سيطرتها على القطاع قاعدة عسكرية ضخمة، مع صناعة صاروخية، وتطوير أسلحة، ما يعرض أمن إسرائيل للخطر، وبالتالي فإن فوز حماس المتوقع في الانتخابات سيعزز قوة إيران وتركيا في المنطقة، وتأثيرهما على الضفة الغربية، لذلك جاء تحذير الأردن ومصر مؤخرا لرئيس السلطة محمود عباس من علاقته الجديدة مع حماس، وتقاربه مع تركيا وقطر".
وزعم أن "التقديرات الإسرائيلية المتوفرة تتحدث عن هدف حماس من المشاركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقبلة، باعتبارها محطة وسيطة في طريقها للسيطرة على الضفة الغربية، لذلك فإن هذه هي المرحلة التي يجب أن تتدخل فيها إسرائيل، وتوضح لعباس أنها لا تنوي السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات، ولا حتى بشكل غير مباشر، عبر إنشاء حزب سياسي سيخوض الانتخابات النيابية باسم مختلف".
وأضاف أنه "بالمشاركة في الانتخابات، لا يمكن إعطاء شرعية لحماس، التي تدعو للجهاد والحرب المقدسة والكفاح المسلح، لتدمير إسرائيل، وإقامة فلسطين من البحر إلى النهر مكانها، لأن إسرائيل تمتلك القوة الكافية لمنع الانتخابات في الضفة وشرقي القدس، وتسيطر أمنيا على المنطقة، ويمكنها اعتقال المرشحين، ومنع الانتخابات، ومنع فتح مراكز الاقتراع، ومنع 300 ألف من المقدسيين من المشاركة في الانتخابات".
وزعم أن "اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل عزز من مكانتها، ويجب ألا يسمح بتقويض مكانتها، والسماح لسكانها الفلسطينيين بالمشاركة في انتخابات تهدف لنسف صفقة القرن، وتخريب التطبيع العربي مع إسرائيل، ما يتطلب منها إعلان موقفها المعارض بشدة للانتخابات بمشاركة حماس قبل أي تغيير محتمل في البيت الأبيض، لأنه قد يصعب للغاية التعبير عن المعارضة إذا خسر الرئيس ترامب الانتخابات".
وأكد أن "عباس لم يقم بعد بـ"كسر الأدوات" مع إسرائيل، فلا يزال التنسيق الأمني قائما، حتى على أساس نقطة بنقطة؛ لأنه بموافقة إسرائيل غادر القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب الضفة الغربية، وسافر لدمشق، وصائب عريقات الذي ذهب إلى الأردن، وحسين الشيخ الذي توجه إلى قطر، تواصل قوات الأمن الفلسطينية اعتقال نشطاء حماس في الضفة الغربية، وإحباط الهجمات المسلحة".
وأوضح أن "هذا هو الوقت المناسب لإيصال رسالة لعباس بالابتعاد عن إيران وتركيا، والعودة إلى حضن مصر؛ لأن إسرائيل تمتلك سوطا مهما للغاية قد تلوح فيه لعباس، يسمى محمد دحلان، عدوه اللدود، الذي يتوق للعودة للضفة الغربية؛ للمشاركة في معركة الخلافة".
وأشار إلى أن "إسرائيل امتنعت حتى الآن عن التدخل في هذه المعركة، ودعم أحد المرشحين لخلافة عباس ، لكن من الواضح أن لديها نفوذا كبيرا قد تمارسه على عباس، وتسقطه من الشجرة التي تسلقها، مع وجود رافعات ضغط إضافية عليه، فالوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية سيئ للغاية، ويحتاجون لأموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل، ولن تتمكن السلطة من الاستمرار في مقاطعة استلام أموال المقاصة لفترة طويلة".
عربي٢١