غزة- وكالات
شدد حشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والقيادات الوطنية والدنية والإعلامية وعلماء الدين على ضرورة التحرك العاجل والفوري لإنقاذ المدينة المقدسة والأقصى من الهجمة الإسرائيلية الشرسة في تلك الفترة, مطالبين الأمة العربية والإسلامية بالوقوف عند مسئؤلياتهم تجاه ما يحدث بالأقصى و القدس .
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الهيئة الإعلامية العالمية للدفاع عن القدس ومركز باحث للدراسات تحت عنوان" المخاطر والتحديات التي تواجه المدينة المقدسة وفي مدينة غزة ظهر اليوم بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والأكاديمية وعدد من المثقفين ومن المهتمين بالشأن الفلسطيني، وذلك في قاعة فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة ظهر اليوم.
فمن جهته قال الشيخ يوسف سلامة خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الأسبق " إن ارتباطنا بالقدس والأقصى لا يتزعزع لأنه أية من القرآن وقرار رباني لا يلغيه أي قرار يصدر من حكومة إسرائيلية أو من مجلس الأمن ", مستنكرا الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس والأقصى من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وسرد سلامة خلال كلمته بالندوة إلى المخاطر التي تواجه القدس والأقصى , قائلا " إن قيام جماعات يهودية متطرفة بممارسة طقوسهم الدينية عبر دخولهم من باب المغاربة وفي باحات الأقصى هو أمر خطير يكشف نية الإسرائيليين لتقسيم المسجد الأقصى مكانا وزمانا كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي , إضافة إلى تهويد المدينة المقدسة فهم يعلنون عن هوية يهودية الدولة وينفذون ذلك من خلال سحب الهويات المقدسية وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها ".
وتابع الشيخ سلامة حديثه عن المخاطر قائلا:" إن من المخاطر قانون أملاك الغائبين, هذا يعنى حرمان الفلسطينيين في الداخل والخارج من أي حق في المدينة المقدسة, مشيداً بصمود أهلنا في داخل مدينة القدس, وأهلنا من فلسطيني الداخل الذين صمدوا أمام هذه الإجراءات الإجرامية, وإعتكفوا داخل المسجد الأقصى دفاعاً عن القدس والمقدسات, ضارباً المثل بصمود أم كامل الكرد التي رفضت كل الإغراءات المالية ".
وطالب خطيب المسجد الأقصى الأمة العربية والإسلامية بتوفير دعم مالي لتعزيز صمود المقدسين ولشراء الأراضي وإعادة العمل داخل المدينة , مطالبا الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية, بالتعالي على الجراح وبالتحرك العاجل لتحقيق الوحدة الفلسطينية لإنقاذ القدس والأقصى والقضية الفلسطينية.
ومن جهته قال المفكر والكاتب الفلسطيني رئيس مركز القومي للدراسات عبدالله حوراني :" بعد معرفة ما يجري بالقدس والأقصى علينا معرفة كيف نواجه ما يحدث وكيف نضع الخطط لذلك وما هي واجباتنا كفلسطينيين فليس القدس وحدها التي تتعرض للخطر والجريمة والاغتصاب بل كل أرض فلسطين والحقوق والقضية ", مؤكدا على أن القدس ليست فلسطينية فقط بل عربية وإسلامية مسيحية لاحتوائها على التراث العربي والإسلامي على حد قوله .
وتابع الحوراني :" ليست هناك جهود فعلية لتحريك العالم العربي والإسلامي للدفاع عن الهجمة الإسرائيلية الهادفة لتهويد القدس , لذا على كافة القيادات والفصائل الشعبية الفلسطينية خلف حراكا شعبيا في كل الساحات للتحرك أمام السفارات بالخارج تنديدا بجرائم إسرائيل بالقدس", مضيفا :" على القيادة الفلسطينية ليس فقط أن تعلن مجرد إعلانات بالتحرك بل نريد فعل واتخاذ إجراءات وقرارات عملية ".
كما وطالب القيادات الفلسطينية بقطع اى علاقات دبلوماسية مع الاحتلال, قائلا:" هذا ما يجب فعله الآن كفلسطينيين وعرب للحفاظ على هوية القدس العربية ", مستذكرا خلال حديثه موقف و رسالة الراحل جمال عبد الناصر عن المدينة المقدسة والأقصى.
بدوره أكد الكاتب الصحفي خلال كلمته بالندوة يحيى رباح أن ما يجري بالقدس سياسة إسرائيلية ممنهجة سياسيا وماديا وإعلاميا , قائلا:" أن الوقائع كشفت أن الهدف من احتلال الضفة عام 1967هوالإستيلاء عن القدس لأنها تريد ضمها لدولتها ", متسائلا عن دور وموقف الفلسطينيين للدفاع عن القدس .
وتابع رباح :" نحن في اشتباك يومي مع الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من انعدام التوازن بالقوى والإمكانيات , فهل العرب والأمة العربية والإسلامية تقوم بأدنى واجباتها تجاه القدس وهل نحن مؤهلين فلسطينينا في هذ1الوقت أن نعرى الموقف العربي والإسلامي ونحن غير موحدين ولم نتفق بعد ".
وفي السياق ذاته شارك وزير الاتصالات الأسبق عماد الفالوجي برأيه خلال الندوة قائلا:" إن الصراع في الأرض المقدسة لي فقط صراع على أرض وليس صراع احتلال أنه الشكل الظاهري للمعادلة فالصراع الحقيقي هو الصراع الحضاري الثقافي , فإسرائيل تغير من حفرياتها داخل الأقصى تغير ملامح المدينة المقدسة ", مؤكدا على أن الصراع بالقدس يكمن بين الحضارة العربية والإسلامية وبين حضارة لا مكانة لها ولا تاريخ ولا شواهد على حد قوله .
وتابع الفالوجي :" إن قضية القد يجب الوقوف عليها بكل ما نلك لأنها مركز الصراع الحضاري والثقافي ليس بين الفلسطينيين والاسرائيلين ولا العرب لكن ين الحضارة العربية والإسلامية والمسيحية بل كل ما تحمله من تاريخ ", مشددا على ضرورة انبعاث فكري ثقافي حضاري لإعادة الصراع لحقيقته كون القدس قضية مركزية .
ومن جهتها قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. مريم أبو دقة :" إن الخطر الرئيس الآن ليس إسرائيل لأنها تسير منذ بدايتها وتأسيسها على منهج واضح لكن نحن لا ندرك ماذا نريد فالمشروع الوطني الفلسطيني في خطر بسبب تواصل الانقسام الداخلي ", مضيفة :" على الجميع في كل مكان التحرك لمعرفة ماذا نريد فالشارع الفلسطيني محبط لا يريد شعارات وعبارات بل أفعال تعيد وحدته وكرامة قضيته ".
وتابعت أبو دقة :" يجب ألا ننسى أننا شعب تحت الاحتلال ووحدتنا هي الأساس فان الأوان للعمل في الميدان من امرأة وطفل وشاب وشيخ لإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية الضائعة , كي نستطيع أن ننقذ المدينة المقدسة من الهلاك والهجمة الإسرائيلية الشرسة ", مناشدة حركتي فتح وحماس بالتحرك الفوري لتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية .
بدوره د. خالد صافي عميد التخطيط بجامعة الأقصى أكد على أن القضية الفلسطينية تمر بموقف خطر في تلك الفترة , قائلا:"إن المخاطر والتحديات ليس فقط بالقدس بل في غزة والضفة الغربية والمشروع الوطني والقضية الفلسطينية , فعلينا أن نضع هذا الجزء في الكل ", متابعا:" إن الموقف الفلسطيني ليس بحاجة لتشخيص بل موقف يتطلب التوحيد ووضع خطة إستراتيجية للدفاع عن القدس , لذا نطالب بموقف رسمي عربي إسلامي للدفاع عن القضية الفلسطينية عامة وما يجري بالقدس خاصة ".
وتابع صافي :" نحن نواجه مشكلة بالموقف تكمن في غياب الإستراتيجية والآليات الواضحة , فالقيادة الفلسطينية بعيدة عن الهم الوطني وكل الفصائل في مأزق فلا يوجد فصيل اليوم منتصر لان القدس والأقصى والقضية في ضياع ", مؤكدا على أن من أوليات الشعب الفلسطيني في تلك الفترة البحث عن قيادة فلسطينية جديدة.
أما المحلل السياسي طلال عوكل تحدث قائلا:" عندما اقتحم شارون الأقصى عام 2000 اندلعت انتفاضة على الفور أما اليوم فنحن أمام موقف اخطر فلماذا لم تندلع انتفاضة في هذا الوقت لان إسرائيل استغلت استمرار حالة الانقسام الداخلي على الساحة وبدأت في تنفيذ مخططها لتهويد القدس ", معربا عن استنكاره الشديد لغياب عنوان موحد للقيادة الفلسطينية نتيجة لتعدد القيادات والخطابات .
وأردف قائلا:" على كافة القيادات الفلسطينية التوحد لتصبح قيادة واحدة توجه رسالة واحدة لان صراعنا مع إسرائيل وليس مع أنفسنا عندها يمكن أن تسمع رسائلنا للعالم العربي والإسلامي ", مشددا على أهمية توحيد الخطابات والرسائل التضامنية والإعلامية والسياسية الهادفة إلى نصرة القدس والأقصى .
أما د. كمال الأسطل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر طالب بضرورة وجود إستراتيجية إعلامية موحدة تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالقدس والأقصى , قائلا:" نحن بحاجة لأسلوب إعلامي وسياسي موحد كي نستطيع مواجهة عدونا والوقوف لما يرتكبه , لذا نطالب بتشكيل لجنة إعلامية من اجل توحيد الخطاب الإعلامي يهدف للدفاع عن القدس ".
وتابع الأسطل حديثه خلال الندوة قائلا:"في الماضي كان الصراع إسلاميا عربيا أما اليوم فتم اختزال الصراع لصراع عربي يهودي بين فلسطين وإسرائيل التي تحاول في الوقت ذاته جعله لصراع عقائدي بين الأديان ", مؤكدا على أن إسرائيل تنظر اليوم إلى الصراع ليس بنظرة سياسية بل عقائدية