لا يتوانى جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، على زيادة التحصينات ضد قطاع غزة بمشاريع متعددة تصل تكلفتها لملايين الدولارات.
ووفق تصريحات قيادة جيش الاحتلال، فإن جميع المشاريع تأتي ضمن الدروس المستخلصة من عدوان عام 2014، والذي لاقى فيه العدو مفاجآت متعددة من المقاومة الفلسطينية.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح الخميس، عن بدء جيش الاحتلال تنفيذ مشروع لشق عشرات الطرق العسكرية، وسط الحقول الزراعية بغلاف غزة.
تغطية على الفشل
وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت"، متان تسوري، إن قسم التحصينات في الجيش، بدأ مؤخرا بتنفيذ مشروع لشق عشرات الطرق الخاصة للمركبات العسكرية، وسط الحقول الزراعية المحاذية للحدود مع قطاع غزة.
وأضاف تسوري: "هذه الطرق سوف تتحرك فيها دبابات الجيش في المستقبل، (في حال اندلاع حرب جديدة) بدون أن يتم تدمير الحقول الزراعية، مثلما حدث بالحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014.
ولفت تسوري إلى أنه تم حتى الآن الانتهاء من شق طرق بطول 4 كيلومتر فقط، مشيرا الى أن هذا المشروع جزء من الدروس المستفادة من حرب عام 2014.
وقال رئيس دائرة التحصينات في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش (الإسرائيلي)، شمعون بن مويال، إن "هدف المشروع الوصول إلى الحد الأقصى من الجهوزية العسكرية ضد قطاع غزة وتحقيق قدرة عالية لتنفيذ اجتياح، ومن الجهة الأخرى تقليص الإضرار بالمناطق الزراعية والطبيعية في منطقة الحدود قدر الإمكان".
من الناحية العسكرية، ذكر المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أن طبيعة الأرض ومميزاتها البشرية والمادية ومقوماتها هي التي تحدد شكل وطبيعة مسرح العمليات العسكرية، وما هي التهيئة التي تتناسب مع الغاية الحربية المراد تنفيذها، "وهو جزء من تهيئة مسرح العمليات الحربية".
وقال أبو زبيدة في حديث لـ "الرسالة نت": "استغلال التضاريس الأرضية إحدى مهمات القوات البرية، والعمل على المرونة في تمركز القوات، وإمكانية التحرك والنقل وتقوية نقاط الضعف لتسهيل عمليات السيطرة واختيار المواقع المناسبة لبدء الغارات وتنسيق النيران جيدا وتجنب الاشتباكات الثانوية البعيدة عن الخطة المرسومة للمعركة".
ويعتقد أن شق الطرق العسكرية يأتي لتوفير وتأمين تقدم القوات البرية وتأمين مكان وضع قوات الاسناد وتطويق الموقع وسهولة رصد تحركات المقاومة وتأمين الإمدادات بالذخيرة والاسعاف للجرحى".
وأضاف أبو زبيدة: "أثبتت التجارب والمعارك مع الاحتلال أن المقاومة استطاعت أن تفشل خطط العدو العسكرية بمعرفتها ببيئة العدو وتحديث خططها وأثبتت جدارتها على الأرض".
كما أن تراكم نجاحات المقاومة واكتسابها الخبرة والإمكانات، أدى وفق أبو زبيدة، إلى تغيير قواعد المواجهة من خلال جعل ميدان العدو الأمني والاستراتيجي ساحة معركة، وإطالة أمدها الأمر الذي يستنزف قوات العدو على الأرض، ويظهر عجز مجتمعه الداخلي على الصمود والثبات، وجعل الأرض المحروقة مصيدة لجيش العدو.
ووفق تقرير لوزارة الزراعة (الإسرائيلية)، فإن المركبات العسكرية دمرت خلال عدوان 2014، محميات طبيعية وألحقت أضرارا بالغة بالثروة النباتية والحيوانية.
ووفق التقرير، فإن السلطات (الإسرائيلية) اضطرت بعد العدوان إلى دفع تعويضات بمبلغ 30 مليون شيكل للمزارعين في "غلاف غزة" الذين تدمرت حقولهم جراء مرور الدبابات والمدرعات فيها خلال العدوان على غزة.
وينفذ الجيش (الإسرائيلي) شق هذه الطرق بالتعاون مع "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لـ(إسرائيل)، وسلطة الطبيعة والحدائق والسلطات المحلية في "غلاف غزة" بتكلفة مليون شيكل.