حين يسلط الضوء على حكاية انسان ملهم، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بها، وتصبح حديث المواطنين لوقت معين حتى تطفو قصة أخرى لتعطي حماسا لمن يشعر بالفشل أو اليأس.
حكايا مختلفة، لكن القليل منها مؤثر وملهم، فما بالك لو كان لشخص كفيف كحال مؤمن البيطار، لاعب الكراتيه الذي حصد جوائز دولية ويقدم برنامجا اذاعيا يستقبل فيه الرياضيين من ذوي الإرادة ومدربيهم، ففي صوته حضور يثبت "نحن هنا، نعطي أكثر".
بطل حكايتنا البيطار وهو بعمر العشرين، رغم فقدانه البصر إلا أنه أحب الرياضة كونه وجد فيها الإصرار والتحدي والاستمرارية ليثبت أنه لا يوجد إنسان معاق بل مجتمع معيق.
ورغم قتامة حزامه الأسود الذي ظفر به مؤخرا، إلا أنه أضاء طريقه نحو التمييز في رياضة "الكاراتيه" التي تعتبر صعبة للمبصرين أيضا، لكن بصيرة قلبه تغلبت على بصره ليحقق كثيرا من الميداليات والجوائز الدولية والعربية.
ويعطي لاعب الكاراتيه البيطار الأمل لكثير من الأسوياء لإنعاش امكانياتهم والوقوف من جديد.
يحكي البيطار وهو مذيع في إذاعة أمواج الرياضية، أن الكورونا أثرت على الجانب الرياضي لذوي الإعاقة كبقية القطاعات الأخرى التي تعطلت، لكن بدلا من العجز حاول استثمار وقته في البيت بعد اغلاق الصالات بالتدرب بمساعدة الكابتن الخاص به مع مراعاة الإجراءات الوقائية.
شارك الشاب في عدة بطولات للكاراتيه سواء على مستوى فلسطين أو الوطن العربي وحصد العديد من الجوائز، وبحسب قوله فإن مشاركته الأولى كانت في بطولة دبي 2016 -2017 وحصد المرتبة الثالثة، بينما حصل مرات عدة على المرتبة الأولى في بطولات محلية.
وكحال الشباب الأسوياء يتعامل البيطار مع السوشيال ميديا بواسطة البرنامج الناطق، فلم يتوان في نشر نشاطاته عبر الفيسبوك ليثبت أن الإعاقة لا تلغي الطاقة.
وعن برنامجه الرياضي والذي يعتبره الأول على مستوى الوطن العربي يقول:" برنامجي "أبطال الإرادة" يختص بالموضوعات الرياضية لذوي الهمم في فلسطين أو الوطن العربي".
ووجه البيطار وهو طالب يدرس العلاقات العامة والاعلام، رسالة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة باستثمار وقتهم والسعي لتحقيق طموحاتهم، أما المؤسسات المحلية والمسئولين فطالبهم بعدم تهميش فئته بل دعمهم أكثر ليحصلوا على حقوقهم المشروعة.