تغادر بعثة دبلوماسية إسرائيلية وأميركيّة مشتركة، اليوم الأحد، إلى البحرين لتوقيع "اتفاق إعلان نوايا" إضافي لا "اتفاق سلام" كما جرى مع الإمارات.
ويرأس البعثة الإسرائيلية مستشار الأمن القومي، مئير بن شابات، ومدير عام وزارة الخارجيّة، ألون أوشفيز، بينما يرأس الوفد الأميركي وزير المالية الأميركي، ستيفين منوشين، ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش. ومن المقرّر أن تغادر البلاد عند الـ11:00 صباحًا.
وعزا مسؤولون إسرائيليّون توقيع "اتفاق إعلان نوايا" لا "اتفاق سلام" إلى أن "المعارضة الشعبيّة التي اندلعت في البلاد ضدّ الاتفاقيّات هي التي تتسبّب الآن بتبريد الإجراءات. فعلى سبيل المثال بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق، تصدّر وسم ’بحرينيون ضد التطبيع’ موقع تويتر في البحرين"، بحسب ما نقلت عنهم المراسلة السياسية لصحيفة "هآرتس"، نوعا لنداو.
كما ذكر المسؤولون الإسرائيليّون أنه "بخلاف الإمارات، لم يكن للطرفين وقت كافٍ للعمل على اتفاق رسمي كامل قبل الزيارة".
وشكّك مسؤول إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" من إمكانية أن توقع إسرائيل والبحرين على اتفاق سلام، قائلا "لا أعرف إن سيكون لاحقًا اتفاق سلام رسمي".
ويصف المسؤولون في الخارجية الإسرائيلية الوثائق التي ستوقع اليوم "إعلانًا مشتركًا لإقامة علاقات دبلوماسية وسلام"، استمرارًا "لإعلان النوايا" التي وقّع في واشنطن في 15 أيلول/سبتمبر الماضي.
ويشمل المستند الذي سيوقع اليوم، بحسب "هآرتس"، إعلانات عامة عن "عدم قتال متبادل" ودفع "القيم المشتركة" والمجالات التي من المتوقع أن توقع اتفاقيّات تعاون، مثل الطيران والتجارة والطاقة والعلم والصحّة وغيرها.
وقلّل مسؤول سياسي إسرائيلي من الاتفاقيّات، قائلا إن "لا أثر قانونيًا لها مثل اتفاقية سلام رسمية، ولذلك لن تقدّم إلى الأمم المتحدة مثل اتفاق السلام مع الإمارات". ومع ذلك، أضاف المسؤول الإسرائيلي "أنه سيكون اتفاق سلام فعلي لكل شيء، وبعد التوقيع عليه ستكون علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين".
بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر إسرائيلي قوله "بمجرّد توقيع الوثيقة خلال الحفل المقرّر مساء الأحد، ستتمكّن إسرائيل والبحرين من افتتاح سفارتين".
وقال المسؤول السياسي الإسرائيلي إن تبادل فتح السفارات وتنظيم الطيران وتأشيرات الدخول للإسرائيليّين سيجري "بسرعة كبيرة جدًا، خلال أسابيع".
والأسبوع الماضي، ذكر موقع "واللا" أنّ الزيارة تأتي بناءً على طلب البحرين، "التي تريد شروطًا متساوية للعلاقة مع إسرائيل بينها وبين الإمارات"، وستأخذ الرحلة نفس مسار الرحلة الإسرائيلية الأميركيّة إلى الإمارات، أي رحلة مباشرة عبر الأجواء السعوديّة.
والخميس، صادق الكنيست على اتفاق التحالف مع الإمارات، الذي تم توقيعه في الخامس عشر من الشهر الماضي، في البيت الأبيض تحت رعاية الإدارة الأميركية، ليصبح ساري المفعول، علما بأن الحكومة الإسرائيلية كانت قد صادقت على الاتفاق، يوم الإثنين الماضي.
وصوّتت كافة الأحزاب الصهيونيّة لصالح الاتفاق، بينما عارضه 13 نائبًا عن القائمة المشتركة.
وادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه "لا ملاحق جانبية أو بنود سرية للاتفاق مع الإمارات"، وذلك في خطاب له أمام الهيئة العام للكنيست.
وقال نتنياهو "توصلنا للسلام مع الإمارات من منطلق قوة" و"الاتفاق معها لا يتضمن بنودا سرية ولا ملاحق جانبية". وشدد على أن "دولا إسلامية وعربية عدة تطلب التقرب منا بسبب قوتنا في مجالات عدة منها الأمن الإلكتروني".
وفي كلمته الافتتاحية، أضاف نتنياهو "هذا يوم لم نشهد مثله إلا مرات قليلة في تاريخ إسرائيل، وهو اليوم الذي يتم فيه عرض اتفاق سلام مع دولة عربية لموافقة الكنيست (...) اليوم نحن نوثق علاقاتنا مع الإمارات ونفعل ذلك بالتوازي مع نضالنا المستمر ضد كورونا".
وتابع: "يقال إن السلام يصنع مع الأعداء؛ لا... السلام يصنع مع من كفوا عن كونهم الأعداء، السلام يصنع مع من يريد السلام وليس مع من لا يزال متمسكا بتدميرك"، وتابع "طالما يواصل حزب الله السيطرة على لبنان، فلن يكون هناك سلام حقيقي مع هذا البلد. لكننا بدأنا بالأمس محادثات حول منطقة الحدود البحرية، وهو أمر له أهمية اقتصادية هائلة. قد يمثل هذا أول صدع ليوم آخر قد يأتي في المستقبل. لتحقيق السلام الحقيقي".