قائمة الموقع

"جرحى الفرقان" يحققون أمنياتهم بزواج سعيد

2010-10-30T20:21:00+02:00

الرسالة نت – رائد أبو جراد

بعضهم فقد كلتا قدميه وبعضهم الآخر فقد عينيه فيما أصيب ثالث بجراح في أنحاء متفرقة من جسده، قدموا دماء وأنفساً رخيصة فداءً للدين والوطن لكنهم لم يفقدوا ثقة وعزيمة وصموداً تعزز بنصر وثبات خاضوا غماره في حرب الفرقان أواخر العام 2008.

"الحمد لله .. هذا قدر الله لنا" كانت العبارات التي صدحت بها ألسنتهم في يوم عرسهم وزفافهم الميمون، ولم تفارق الابتسامة محياهم جميعاً، ثمانون جريحاً ممن أصيبوا خلال العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة المحاصر اصطفوا على مسرح الزفاف معلنين تحديهم للاحتلال وبراءتهم من الاستسلام والهزيمة.

** زهرة شبابهم

لم يدر في خلد الشاب العشريني نزار قرضاني من مخيم المغازي وسط قطاع غزة أنه سيحتفل والعشرات من رفاقه بحفل زفافهم بعد خطف الاحتلال زهرة عمره برصاصات غادرة مزقت إحدى كليتيه، موضحاً أن جمعية التيسير للزواج سهلت كثيراً على الشباب الجرحى الراغبين في الزواج وساعدتهم.

بعد أن حازوا على وسام "شرف المقاومة" بدمائهم التي رسمت خارطة النصر في الفرقان، كرمتهم غزة شعباً وحكومةً وقادةً ومقاومةً وأمدتهم بالمعنويات مجدداً وباركت لهم زفافهم الميمون وشاطرتهم فرحتهم بعد فقدانهم أغلى ما يملكون.

ويقول الجريح قرضاني قبيل احتفال "رغم الجراح سنواصل الأفراح" والذي نظمته جمعية التيسير للزواج عصر السبت :"هذا العرس طيب ومميز وساعدني في البحث بسهولة عن شريكة حياتي رغم الإصابة الصعبة التي أعاني منها".

وشكر الشاب الغزي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على دعمه المتواصل للجرحى، ونصح إخوانه الجرحى بالصبر والصمود وحذرهم من اليأس والإحباط نتيجة الإصابة ودعاهم للبحث عم بصيص الأمل رغم الألم.

في حين اعتبر الجريح أحمد عزيز من مخيم جباليا شمال القطاع إصابته خلال معركة الفرقان "كرامة ربانية"، قائلاً :"لا شك أنني مصاب لكن معنوياتي عالية وصلبة رغم ما أعانيه من ألم الإصابة"، مشيراً إلى أنه أصيب في قدمه بطلق ناري سبب إعاقة قوية له وتسبب في تهشم عظامه.

ووصف الشاب عزيز احتفال جمعية التيسير للزواج بإقامة عرس جماعي لثمانين من أقرانه بـ "العرس البهيج"، مؤكداً أن هذا اليوم سيسجله في التاريخ وسينقل ما قامت به تلك الجمعية لأولاده.

أما الشاب سعيد أبو هربيد من بيت حانون فتقدم بشكره لجمعية التيسير على مساعدتها لهم ووقفها الكامل والكبير بجانبهم، معبراً عن سعادته الغامرة بهذا الحفل بقوله "إن شاء الله بتم الفرحة على جميع الجرحى بالزواج وبناء الأسرة السعيدة".

وأصيب الشاب أبو هربيد إصابة متوسطة وعدد من المواطنين بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع صهيونية تجاههم أثناء إسعافهم لأحد المصابين خلال العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع خريف عام 2009 والذي استمر طيلة 22 يوماً.

حق لهم أن يتحدثوا ويعبروا عما تعرض لهم فلذات أكبادهم ويفرحوا في ذات الوقت بفرحهم فقد عبر عدد من أمهات وآباء الجرحى المحتفى بهم في أحاديث لـ"الرسالة نت" من داخل الحفل عن بالغ سعادتهم وسرورهم بزفاف أبنائهم، مثمنين جهود جمعية التيسير للزواج وكل من ساهم في مساعدة أبنائهم وإيجاد الزوجة الصالحة لهم.

وفي هذا الصدد، أعرب ماهر الزربا والد الجريح "محمود" الذي أصيب خلال الحرب الصهيونية إصابة بالغة أفقدته النظر وتسبب بتشوهات في مختلف أنحاء جسده النحيف، مبيناً أن جمعية التيسير ساعدتهم كثيراً في البحث عن زوجة تعينه في حياتهما المشتركة.

** العيش الطيب

وشكر والد الجريح الزربا كل من ساهم في مساعدة ابنه الذي وصفه حين إصابته بـ"الميت" من صعوبة واستعصاء حالته وقتها لكن إرادة الله وقدره كانتا أقوي ليكتب له حياة جديدة ملؤها السعادة والزواج ورغد العيش الطيب.

فيما تمنت الحاجة أم أشرف الخطيب والدة أحد جرحى الفرقان  أن يكتب لهؤلاء المصابين حياةً طيبةً سعيدة بزواجهم، وقالت الوالدة المسرورة بزفاف ولدها المبتورة قدمه :" كنت أتمنى أن أزوج ولدى سليم الجسد لكن الله قدر له ذلك ولا نقول سوى الحمد لله ونصبر ونحتسب هذا هو قدرنا وابتلاء الله لنا".

وأشارت الخطيب إلى فرحتها العارمة وهي ترى فلذة كبدها مسروراً فرحاً بين أقرانه يتشارطون السعادة والسرور بعد أن نغص الاحتلال عليهم وحاول خطف زهرة شبابهم وسفك دماءهم الزكية بقذائفه ورصاصاته الغادرة.

وحضر الحفل التكريمي الختامي لزفاف 80 جريحاً ضمن عرس جماعي نظمته جمعية التيسير للتنمية والزواج بقاع رشاد الشوا عدد من الوزراء في الحكومة الفلسطينية تقدمهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية ولفيف من النواب والوجهاء والأعيان والأكاديميين ورجال الفكر والكلمة وقادة المقاومة وحشد من المواطنين ضم في معظمه ذوي الجرحى وأقربائهم .

وتخلل حفل الزفاف فقرات ووصلات فنية وإنشادية لم تخلو من مشاركة الحضور وإعجابهم وقد بدت ملامح الفرح والسرور والابتسامة على وجوع العرسان من المصابين.

 

اخبار ذات صلة