كشف قيادي سوداني بـ"قوى إعلان الحرية والتغيير"، عن اتصالات سياسية ومجتمعية لتشكيل جبهة ضد التطبيع مع (إسرائيل)، وذلك في أعقاب إعلان اتفاق بين البلدين على تطبيع العلاقات، لتصبح الخرطوم بذلك ثالث دولة عربية تقترف ذلك مع قرب يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وجاء ذلك في تصريح لوكالة "الأناضول" أدلى به محمد وداعة، الناطق باسم حزب "البعث" السوداني (اشتراكي)، أحد مكونات قوى "إعلان الحرية والتغيير" (الشق المدني المشارك بالائتلاف الحاكم).
وقال وداعة: "شرعنا منذ أيام باتصالات سياسية مكثفة مع رموز المجتمع، في قطاعات الفن والثقافة والكتاب، لتكوين جبهة ضد التطبيع".
وأضاف: "هناك عدد من الأحزاب داخل قوى إعلان الحرية والتغيير (لم يذكرها) حذرت الحكومة بسحب التأييد منها عند التطبيع، كما أن أحزابا أخرى ستعلن مواقف شبيهة". وأكد أن هناك مشاورات ولقاءات حول كيفية مقاومة التطبيع، لكنه لم يوضحها.
وشدد على أن "التطبيع مع (إسرائيل) خطوة مرفوضة، والحكومة غير مخولة لتتخذ مثل هذا الإجراء مع دولة مغتصبة وعنصرية وتمارس التمييز الديني".
وتابع: "كحكومة ثورة قامت ضد الظلم ما كان ينبغي لها أن تضع يدها في يد (إسرائيل)"، معتبرَا أن ربط رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية بالتطبيع "فيه إذلال للسيادة السودانية، وتركيع للشعب".
وأبدى أسفه إزاء ربط الحكومة التطبيع مع (إسرائيل) بالأوضاع الاقتصادية، وخاطبها بالقول: "ما كان للحكومة أن تتذرع لكي تبيع البلد وتاريخ السودان وتتعلل بالصعوبات الاقتصادية" ، مضيفا: "إنها حكومة ثورة، عليها أن تستقيل وترد الأمر لأهله إن لم تستطع مواجهة الصعوبات".
وجاءت تصريحات حزب "البعث" ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق من الجمعة، أن السودان وافق على تطبيع العلاقات بالكامل مع (إسرائيل).
وجاء إعلان ترامب عقب اتصال مشترك أجراه مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
بدوره، أكد حزب المؤتمر الشعبي بالسودان، الجمعة، رفضه للتطبيع مع (إسرائيل)، مؤكدا أنه "لا سبب يدفع السودان للتطبيع مع دولة معتدية".
وجاء ذلك في تصريح لـ"الأناضول" أدلى به محمد بدر الدين، أمين أمانة العلاقات الخارجية في حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي أسسه الراحل حسن الترابي.
وقال بدر الدين إن "(إسرائيل) دولة معتدية وخارجة على القانون الدولي، ولا سبب يجعلنا نقيم علاقات معها"، وأعلن انضمام حزبه إلى جبهة سودانية ضد التطبيع مع (إسرائيل)، مشيرا إلى اتصالات مع أحزاب بهذا الشأن.
وكان رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي قد هدد، أمس الخميس، بسحب تأييده للسلطات الانتقالية في البلاد إذا أقدمت على التطبيع مع (إسرائيل).
وقال المهدي إن (إسرائيل) "تتحدى القرارات الدولية، وتضم أراضي محتلة، وترفض تنفيذ القرارات الدولية"، مشدداً على أن العلاقات مع إسرائيل "لا صلة لها بالسلام، بل سوف تدفع نحو مزيد من المواجهات، فلا سلام بلا عدالة".
وأشار إلى أن "مؤسسات الحكم الانتقالية في السودان غير مؤهلة لاتخاذ أي قرارات في القضايا الخلافية، مثل إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري (إسرائيل)".